تعيش جزيرة جربة يوميا على وقع أسواقها الأسبوعية بين مدنها الكبرى حومة السوق وميدون وآجيم بالإضافة إلى القرى والمدن الصغرى كالماي وسدويكش وقلالة والرياض وبني معقل بشكل متواصل على امتداد كامل أيام الأسبوع، أسواق أسبوعية أصبحت يومية يجمع فيما بينها الفوضى والانتصاب العشوائي وغياب الأمن والبلدية والمراقبة الاقتصادية وخاصة قلة وعي بعض المواطنين من متسوقين وتجار الذين أظهروا بعد الثورة سلوكيات غير مألوفة ساهمت في تهميش الأسواق وتغذية الفوضى السائدة فيها «الشروق» قامت بجولة بين أسواق الجزيرة لرصد أسباب هذه الظاهرة ونتائجها . أول ما يميز الأسواق الأسبوعية بجربة هو الانتصاب الفوضوي من طرف بعض التجار والباعة المتجولين الذين يفضلون الانتصاب في غير الأماكن المخصصة ويعمدون عرض بضائعهم في الطرقات العامة وعلى الأرصفة ووسط المفترقات وأمام مداخل المؤسسات والمرافق العامة ... مما يسبب توقف حركات المرور وتعطل مصالح المواطن وإحداث حالة من الإرباك والفوضى توتر الأعصاب وتشمئز لها النفوس، أصحاب العربات بدورهم لهم قسط وفير ومساهمة كبيرة في الفوضى السائدة في الأسواق بعدم احترامهم لقواعد المرور فبدلا عن المآوى أصبحت السيارات تكتسح الأرصفة أوتركن في وسط الطرقات العامة أو حتى في المناطق الخضراء وعلى المفترقات المعشبة... تصرفات أصبحت يومية في منطقة تعد الأكبر سياحيا ومشاهد تتكرر على مرأى ومسمع السياح الذين بدؤوا يتوافدون على بلادنا لاكتشاف مدى الوعي والتقدم الذي بلغه هذا الشعب بعد ثورته المجيدة وإذا بهم يصطدمون بمشاهد تنم عن جهل وقلة وعي من طرف أفراد أساؤوا للثورة واستغلوها الاستغلال الأسوأ ووظفوها خدمة لمصالح شخصية ضيقة تحت عنوان الحرية والديمقراطية وسط غياب تام لأجهزة ومؤسسات الدولة التي رفعت يدها بالكامل عن الأسواق الأسبوعية فغياب البلدية وشرطة البلدية وخاصة أعوان التراتيب الذين يركنون إلى الراحة منذ ما يناهز 5 أشهر ساهم في انتشار الفوضى في الأسواق بالإضافة إلى النقص الأمني خاصة شرطة المرور شجع أصحاب العربات على الوقوف والتوقف العشوائي وتعطيل حركة المرور . علاوة على هذه الأوضاع المتردية داخل الأسواق الأسبوعية تشهد بعض المنتجات خاصة الفلاحية منها ارتفاعا مشطا في الأسعار يتجاوز المقدرة الشرائية للمواطن العادي هذا الارتفاع غير العادي في الأسعار يعود حسب بعض المراقبين إلى كثرة الطلب وتنامي الطاقة الاستهلاكية في جربة من ناحية حيث يتواجد اليوم آلاف من اللاجئين الليبيين في الجزيرة ومن ناحية أخرى غياب الرقابة الاقتصادية التي حولت الأسواق الأسبوعية إلى فضاءات حرة للتجارة وتحديد الأسعار حسب أهواء التاجر ومزاجه . أسباب متعددة ومسؤوليات مشتركة لإعادة تنظيم الأسواق الأسبوعية بين المواطن المطالب بمزيد الوعي والشعور بالمسؤولية والدولة بملء الفراغ الإداري والأمني الذي خلفه غيابها عن الأسواق الأسبوعية في جربة تمهيدا لاستقبال الموسم السياحي .