استخدمت قوات حلق شمال الأطلسي (الناتو) أمس مروحيات قتالية في قصف مواقع وأهداف عسكرية وقوات تابعة للعقيد معمر القذافي. وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها «الناتو» مروحيات قتالية منذ بدء عملياته العسكرية في ليبيا. ويعتقد مراقبون وخبراء أن الهدف من استخدام مروحيات بريطانية من طراز «أباتشي» وفرنسية من طراز «النمر» (تيغر) أكبر من مجرد تنفيذ عمليات قصف مواقع عسكرية، وأن إستقدام هذه المروحيات قد يكون لتعقب العقيد الليبي معمر القذافي شخصيا. وقال بيان صادر عن قوات حلف «الناتو» أمس: إنّ اللجوء الى المروحيات يمنح الحلف مرونة اضافية لرصد ومهاجمة القوات الموالية للقذافي التي تتعمد استهداف المدنيين وتسعى إلى الاختباء في أماكن مأهولة». وقال الجنرال شارل بوشار قائد قوات عمليات «الناتو» في ليبيا: «إن نجاح مهمة المروحيات القتالية يكشف الامكانات التي يتيحها استخدام هذه المروحيات...». وينفي حلف «الناتو» أن يكون استقدام هذه المروحيات مقدمة لنشر قوات برية في ليبيا، لكن تصريحات قائد البحرية الفرنسية بيار فرانسوا فور يسيه تشير الى عكس ذلك، حيث أكد أن قوات «الناتو» لن تغادر ليبيا. وقال فور يسيه إنه بمجرد تحقيق حلف شمال الأطلسي (ناتو) أهدافه العسكرية المقرّرة فستكون البلاد بلا شك بحاجة الى مساعدات انسانية وستكون الوسائل العسكرية هي المستخدمة في المرحلة الأولى لأنها الأسرع والأسهل في التنفيذ». وأضاف أن العملية العسكرية التي يقودها في ليبيا كانت ستصبح أفضل لو أن بريطانيا استطاعت نشر حاملة طائرات وأشار الى أن حاملة الطائرات «شارل ديغول» تستطيع العمل هناك حتى الخريف. رأس القذافي وبالأمس أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن مروحيات من طراز «أباتشي» شاركت في قصف مواقع وأهداف عسكرية في مدينة البريقة من دون أن تقدم توضيحات حول عددها. وفي المقابل قال مسؤولون في حلف «الناتو» ان بريطانيا قدمت 4 مروحيات «أباتشي» وفرنسا 4 مروحيات من طراز «تيغر» (النمر) هي الآن على متن حاملتي المروحيات «تونير» «واتش أم اس أوشن». ومع أن مسؤولين في «الناتو» يؤكدون أن استقدام مروحيات قتالية هدفه تعطيل قوات الهجوم الليبية وضرب كتائب القذافي في مواقع مأهولة، يصعب رصدها من طائرات على ارتفاع عال، فإن مراقبين يعتقدون بعكس ذلك، وأن الهدف من استخدام مروحيات قتالية هو رأس العقيد معمر القذافي. وتتعزز هذه الفرضية مع تأكيد قائد عمليات حلف الناتو في ليبيا الجنرال بوشار على أن الحلف سيواصل استخدام المروحيات القتالية في أي وقت وأي مكان يبدو فيه ذلك ضروريا وبالدقة نفسها التي اتسمت بها المهمات السابقة. وثمّة إشارة أخرى أيضا تجعل من فرضية تعقب القذافي وقتله أمرا واردا، حيث قال مسؤولون عسكريون في الحلف إن المروحيات المستقدمة جرى تكييفها للعمل في البيئة الخاصة بالمنطقة وخصوصا المناخ البحري والملوحة والصحراء ورياحها الرملية.