كان قطاع النقل ومنذ سنوات محلّ نقد شديد ولوم كبير وكانت سلطة الاشراف تتعامل مع اللوم بفتور واستهتار ولا تبدي أية حماسة في معالجة المشاكل وتجاوز التقصير وتكتفي بالوعود عبر برامج تحسين الجودة وتطوير الأسطول. واليوم بعد ثورة 14 جانفي كيف يقيّم المواطن خدمات وسائل النقل؟ وماهي مطالبه للنهوض بالقطاع؟ أغلب ركاب الحافلات وعربات المترو والقطار أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي تطور لخدمات قطاع النقل بل بالعكس ازدادت تردّيا وسوءا وقلة احترام لمواعيد السفرات. يقول السيد محسن وهو أحد مستعملي الحافلة (33): «أغلب الحافلات قديمة غير مهيئة لنقل الركاب ويتمّ اهمال صيانتها ممّا ينتج عنه أعطاب وتأخر الحرفاء عن الالتحاق بمقرات عملهم». ويكشف مواطن آخر وهو من مستعملي عربات المترو: «ازدادت حالة الخدمات تردّيا ليكثر الازدحام والاكتظاظ واضطراب مواعيد السفرات. كما أنه لا يوجد احترام للحرفاء في خدمات الاتصال فخلال اضراب أعوان النقل الأخير لم يتم إعلام المواطنين مسبقا ممّا تسبب في استياء وتذمّر المواطن وعجز البعض عن الالتحاق بمقرّات عملهم وبالمؤسسات التربوية. وكشف السيد (ع) أحد مستعملي النقل الحديدي أن مثل هذه الوسائل كان يضرب بها المثل في دقة مواعيدها وحرصها على المحافظة على توقيت السفرات ولكن للأسف منذ فترة تدهورت الخدمات وأصبحت مصدر تذمر. وتطرق البعض الى سوء معاملة بعض السائقين وعدم احترامهم للركاب والوقوف بالمحطات بدورها لم ترتق خدمات النقل البعيدة لطلبات الحرفاء. فرغم تكلفة السفرة والتي يتجاوز ثمنها 25 دينارا للتذكرة الواحدة فإنّ الحافلات متهالكة وتجهيزاتها قديمة والمكيفات الهوائية غالبا لا تشتغل وكذلك أجهزة التلفاز معطبة. ويبقى الحرفاء يعانون من سوء حالة التجهيزات وعطبها المتواصل رغم أنهم يدفعون ثمنها. كما تضطرب مواعيد السفرات وتتأخر لساعات طويلة دون أن تبادر الشركة بتقديم توضيح للحرفاء عن سبب التأخير أو على الأقل تقديم اعتذار للركاب الذين تجدهم في حالة انتظار وقلق. وتبقى خدمات قطاع النقل في حاجة الى إعادة هيكلة كاملة وايجاد حلول جذرية لأنها بمثابة العمود الفقري الذي تنهض عليه سائر المشاريع التنموية.