من مبعوثنا الخاص: الحبيب الميساوي وازن الشروق : بعد أكثر من أسبوع من الهدوء النسبي عادت كتائب القذافي الى هجماتها وتنشيط الجبهةالغربية للحرب في ليبيا مستهدفة مواقع هامة للثوار لعل أهمّها ذلك الهجوم العنيف الذي شنّته منذ بداية أوّل أمس وتواصل الى صباح أمس على بوّابة العبور وازن الذهيبة وهو هجوم يعتقد الكثير من الثوار أنه تذكيري بأن الكتائب لازالت قويّة ومرابطة بمواقعها مما يطرح أسئلة كثيرة حول ما يقوله حلف الأطلسي من أن طائراته وجّهت ضربات موجعة للقوات الموالية لنظام العقيد معمّر القذافي بل وقطعت عليها طريق الامدادات القادمة من طرابلس. نوعية الأسلحة التي استعملتها الكتائب في هجومها على بوّابة وازن الذهيبة تؤكد بما لا يدع شكا بأن ذخيرة وصواريخ ومدافع عالية الدقة وصلت الى هذه الكتائب وخاصة صواريخ «غراد» التي أصابت أوّل أمس أهدافا دقيقة مما يؤكد بأن جنودا من الجيش النظامي الليبي وصلوا كذلك الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع تونس بعد أن كان قصف «الكتائب» يتّسم في كثير من الأحيان بالعشوائية مما دفع الى الاعتقاد بأن هذه العناصر غير مدرّبة عسكريا لتُجيد استعمال المدفعية الثقيلة بدقّة. مصادر من الثوارقالت ل «الشروق» بأن شكوك كثيرة تحوم حول طبيعة الأهداف التي تستهدفها قوات الأطلسي بما أن كتائب القذافي لازالت ناشطة وتصلها الامدادات والذخيرة وحتى تعزيزات بشريّة تمثلت في جنود وضبّاط نظاميين ذو خبرة عسكرية عالية بل أن أغلبهم من الذين خاضوا حروبا عديدة في التشاد وأوغندا. تطوّر الاوضاع في الجبهة الحدودية مع تونس دفع بوحدات الجيش التونسي الى تعزيز صفوفها واعادة الانتشار تحسّبا لأي هجوم محتمل على بوابة العبور وازن الذهيبة التي يبدو أنها أصبحت على رأس الأهداف العسكرية لكتائب القذافي. قوّات النظام الليبي أعادت انتشارها في أسفل الجبل المؤدي الى مدينة نالوت وتقوم بقصفها ليلا تفاديا ربما لهجوم طائرات الاطلسي التي دمّرت في آخر طلعاتها سوقا مركزية في تيجي معتقدة أنّه مخزنا للذخيرة مما يطرح أكثر من سؤال عن جدوى وجود الناتو في منطقة الجبل الغربي. تجميد أمام تجاهل الدول الغربية لمدن وبلدات الجبل الغربي ونافوسة واهتمامها بشكل واضح بالمنطقة الشرقية الغنيّة بالنفط وتمويلها للمجلس المركزي بنغازي انكبّ المجلس الانتقالي في المنطقة الغربية بمدنها العديدة كالزنتان ونالوت وتيجي وجادو وحتى يفرن على امكانية رفع قضايا لدى المحاكم التونسية لتجميد أموال ليبية مودعة بالبنوك التونسية بل وحتى وضع يدها على ممتلكات وأصول وعقارات وشركات على ملك عائلة العقيد معمّر القذافي والمقرّبين منه. مصدر من الثوار قال ل «الشروق» إن معلومات مؤكّدة في حوزتهم تتعلق بأرقام حسابات بنكية وعقود ملكية لنزل وشركات وأصول على ملك الساعدي وسيف الاسلام القذافي وحتى العقيد معمر القذافي بنفسه. ونظرا لتعقّد الاجراءات وعدم معرفة الطرق القانونية التي يجب اتباعها برفع أعضاء المجالس الانتقالية في المناطق الغربية لليبيا نداء عاجلا وملحا الى المحامين التونسيين قصد استعادة ما أسموه بثروات الشعب الليبي وخيراته التي نهبها العقيد معمّر القذافي وأبناؤه والمقربون منه ومن المنتظر أن يصل الى تونس العاصمة وفد من الجهة الغربية للالتقاء بعميد المحامين التونسيين وجمعيات ومنظمات حقوقية تونسية لمساعدتهم قضائيا وكأني بالمعارك بين الثوار وكتائب القذافي ستتحوّل من جبهات القتال الى قاعات المحاكم.