وسط أجواء مفعمة بالتفاؤل وحماسة الاستعدادات التي شهدتها ولاية القيروان امس الخميس 09 جوان، اجتاز 5725 مترشحا أولى اختبارات مناظرة الباك وسط تغيب 157 مترشحا منهم مترشح واحد لم يسمح له بإجراء الامتحان بسبب قدومه متأخرا. جميع المترشحين اجروا اليوم اختبار «الفلسلفة» بين مختلف الشعب. وقد تراوحت انطباعاتهم حول الاختبارات بين السهل الممكن والصعب واختلفت الاراء حول الأجواء الداخلية بينما أعرب المشرفون على المناظرة عن ارتياحهم من تجاوز اليوم الاول للعقبة بسلام. ومع ذلك لم تخل أجواء الاختبارات من طرائف ومفاجآت وحالات من التوتر أحيانا، رغم ما وجده المترشحون من حرية في التعبير بعد الثورة. الطاهر الهمامي (شعبة التقنية) كان من بين اول من غادر قاعة الاختبار. وقال ان اختبار مادة الفلسفة كان صعبا. مشيرا الى انه اختار موضوع «الدولة». مبينا في ذات الوقت ان هذا الموضوع بعد الثورة ولئن توفرت فيه حرية التعبير الا ان الخوض فيه ينطوي على صعوبة. صابر المجبري (آداب) التقيناه امام مركز ابن الجزار بالقيروان. اختار «التواصل والانظمة الرمزية». وقال أنه اجرى الاختبار بكل يسر وهو في انتظار اجراء بقية الاختبارات متفائل بالنجاح. غير ان زميلته فاتن بن كحلة (آداب) في نفس الشعبة رات ان المترشحين تعرضوا الى مناورة وان في طرح المواضيع فخين مشيرة الى ان المواضيع التي استبعدوها هي التي مثلت لهم مشكلا. من ذلك موضوع الأنظمة الرمزية. وقد تسبب اختبار الفلسفة في حالة من الهيستيريا في احد المراكز. وتوترا بين المترشحين استوجبت تدخل الاطار التربوي بعد اقدام احد المترشحين على تهشيم بلور النافذة برأسه والتلويح بالقاء نفسه من الطابق العلوي حسب ما افادنا به بعض المترشحين. وبينوا ان ذلك بسبب عدم فهمهم للمواضيع ما استوجب تدخل الاساتذة والمسيرين. بينما أشارت احدى المترشحات ان تدخل احد الأساتذة المراقبين باحد المراكز لتفسير الموضوع افقدها بوصلة الاتجاه وجعلها تغير الموضوع...الى الاسوأ حسب قولهم. تلاميذ شعبة العلوم التجريبية كانوا اكثر تفاؤلا باختبار الفلسفة ووجدوا في «الدولة» مجالا للتعبير الحر. لكنهم كانوا حذرين من الانزلاق في السياسة. وقالوا انهم ينتظرون اختبارات العلوم التجريبية والمواد العلمية. وعبرت احدى المترشحات عن تفاؤلها باطلاق زغاريد تيمنا بالنجاح. وبنفس القدر عبر تلاميذ شعبة التقنية عن ارتياحهم من الاختبار. وبينوا ان الفلسفة لا تهمهم كشعبة علمية بقدر ما يعولون على مادة التقنية. اما تلاميذ شعبة علوم الاعلامية فان اختبار الفلسفة كان بالنسبة اليهم اختبارا عاديا. وبينت اسلام العيادي (علوم اعلامية) ان موضوع الدولة كان سهلا. لكنها اكدت انها لا تعول على الفلسفة ومع ذلك استعدت لها جيدا على امل الحصول على عدد يساعدها في تامين معدل ارفع. وقالت ان الاجواء المشددة والمراقبة الصارمة ادخلت بعض التوتر على المترشحين. وقالت «نريد الهدوء والابتسامة» بينما اشارت زميلتها الى انزعاجها من الضجيج الذي تحدثها أحذية الكعب العالي للأستاذات المراقبات. طرائف عون أمن مترشح الشاب أمين الجوادي، مترشح نجح في مناظرة القبول لانتداب اعوان امن. ورغم تامينه لفرصة عمل، الا انه رغب في اجراء الامتحانات مع زملائه وقال انه يرغب في النجاح من اجل ادخال الفرحة على اسرته وكذلك من اجل تحسين مستواه العلمي والمهني، وقال انها مرحلة مصيرية احب ان اجتازها مع اصدقائي واريد النجاح». 6 حالات استثنائية تم بمختلف مراكز الاختبار بالقيروان تمتيع 6 مترشحين من اجراءات استثنائية. وذلك بتوفير قاعات خاصة لبعض المترشحين مع توفير مرافق اي تلميذ كاتب مع اضافة ثلث الوقت القانوني. الى جانب وجود حالة ضعف بصر تمتعت بتوفير اختبار مع كتابة مضخمة (في الوسلاتية). ويرافق التلميذ الكاتب المترشح طيلة ايام الاختبار. ارتياح بعد مشقة مندوبية التربية والمسيرين بكافة مراكز الاختبارات (24 مركزا) بولاية القيروان تجاوزوا عقبة اليوم الاول وما فيه من تخوفات وتوترات. وما يميز مركز الايداع بمندوبية التربية بالقيروان هي مراقبته بكاميرا مراقبة تتم متابعتها بشكل دوري. وتسجل كل ما يدور داخل المركز وخارجه. ويتم على ضوء التسجيلات تحليل التحركات والتنبيه الى كل ما من شانه الإخلال بسلامة المواضيع او غيره. وذلك على علاوة على الحراسة المشددة حول مركز الإيداع. ويبدو ان جميع الظروف مناسبة للنجاح رغم التخوفات المجانية..وما لاحظناه هو السير العادي للمناظرة ولم تسجل الجهة اية حوادث خطيرة.