أشرف صباح أمس الدكتور عزالدين باش شاوش وزير الثقافة في قصر المسرح في الحلفاوين على تنصيب المدير العام الجديد للمسرح الوطني ولأيّام قرطاج المسرحية الدكتور وحيد السّعفي بحضور أسرة المسرح الوطني وعدد من الوجوه المسرحية والثقافة وبعض أعضاء مجلس الإدارة . الوزير قال إنّ من بين الأولويات المطروحة على المدير العام الجديد المحافظة على قصر المسرح باعتباره معلما أثريا يشهد على العبقرية التونسية وأوصى بأن يحمل القصر مستقبلا اسم القصّاص علي الدوعاجي الذي كان من بين الفنانين الذين استلهموا في قصصهم ومسرحياتهم عالم الحلفاوين وباب سويقة كما قال ان دار محمود المسعدي في تازركة ستتحوّل الى معلم ثقافي يحمل اسمه في إطار الحرص على تخليد أسماء المبدعين التونسيين الكبار . الوزير أشار في كلمته الى أن مهمّة الوزارة الآن ليست انتاج الثقافة أو إصدار التعليمات بل مساعدة وتشجيع المبدعين على الانتاج من خلال خلق الحوافز فالثقافة ينتجها المبدعون وليس موظّفو الوزارة والمسرح الوطني يجب أن يكون وفيّا لهذه الروح وأوصى الوزير بأن يشكّل المدير العام الجديد هيئة استشارية من المسرحيين والإعلاميين للأشراف على وضع الخطوط العريضة لسياسة المسرح الوطني مع ضمان استقلاليتها عن الوزارة . وأكدّ الوزير أن المسرح الوطني يجب أن يكون في خدمة المسرح التونسي والمسرحيين وليس في خدمة أشخاص أو أحزاب وقال ان المؤسسة بالتعاون مع إدارة المسرح يجب أن يكون لها حضور في الجهات الداخلية بتشجيع الجمعيات المسرحية واحتضان هواة المسرح من الشباب ومن خريجي الجامعة وأن يهتم بصورة المسرح التونسي في العالم من خلال تنظيم العروض المسرحية في الخارج للتعريف بالإبداع وفق مقاييس الجودة فقط فلا مكان اليوم بعد 14 جانفي للموالاة ولا المحاباة ولا الاقصاء واستشهد ببعض المهازل التي حدثت في العهد السّابق عندما كانت العروض تختار حسب الولاء للحزب الحاكم أو لصداقة مع هذا المسؤول أو ذاك وبشّر الوزير المبدعين بموافقة السيد وزير المالية على التخفيض في الأداءات على الانتاج الثقافي التي كانت 15 بالمائة لتكون 5 بالمائة فقط وسيوقّع السيد فؤاد المبزّع الرئيس المؤقت على هذا المرسوم قريبا. وقال الوزير أيضا انّه سيتمّ قريبا الإعلان عن إحياء صندوق التنمية الثقافية الذي كان يموّل من الأداءات الموظّفة على المشروبات الكحولية لتنمية الثقافة ويتوقّع أن يبدأ الصندوق رسميا في تمويل المشاريع قبل موفّى العام الجاري . التداول الوزير قال انّه يكنّ تقديرا لمنصف السويسي الذي عرفه منذ سنة 1970 ويعتبره أحد المسرحيين الكبار وكذلك محمد ادريس الذي قال انّه بذل مجهودا كبيرا في المسرح الوطني لكنّه ربّما يكون حاد في بعض التفاصيل وهذا مهمّة مراقبي الحسابات ولا ينقص من إبداعه المسرحي شيئا وسنّة التداول تقتضي أن يكتفي المدير بثلاث سنوات ليترك المجال لغيره . وقال الوزير أيضا إن أيّام قرطاج المسرحية التي كان من المفروض تنظيمها في أكتوبر ستتأجّل الى نوفمبر بعد مغادرته للوزارة بأعتبار أن مهمّة الحكومة المؤقّتة تنتهي في أكتوبر مع الانتخابات . وأكدّ الوزير على ضرورة الاستفادة من الخبرات المسرحية من خلال تشكيل لجنة استشارية لمساعدة الهيئة المديرة التي ستكون مستقلّة عن الوزارة . مسؤولية الدكتور وحيد السّعفي قال أنّه قبل بتحمّل هذه المسؤولية من أجل المساهمة في تنمية الثقافة التونسية ولن ينجح في مهامه ما لم يجد الدّعم من المسرحيين وأكدّ على أنّ بابه مفتوح للجميع ويده ممدودة للجميع والمسرح الوطني هو ملك للمسرحيين أوّلا وللمجموعة الوطنية وسيكون له دور في الجهات الدّاخلية وفي الخارج وفي النّشر والانتاج والتوزيع. اعتذر الدكتور وحيد السّعفي لكل القنوات التلفزية والإذاعات عن عدم تلبية الدّعوة لأنّه بطبعه لا يحب الظهور الإعلامي ولا يرتاح في بلاتوهات التصوير مجدّدا ترحيبه بالجميع في المسرح الوطني بفرعيه.