الرهان على مدرب شاب مثل سامي السعيدي لقيادة فريق قدره التنافس على الألقاب مغامرة كبرى أقدمت عليها الهيئة المديرة للنجم الساحلي لكن هذه المغامرة انتهت إلى حيث طمح الجميع أي إلى تتويج بلقب البطولة. المجال مازال مفتوحا أيضا أمام السعيدي لدخول تاريخ فريقه من الباب الواسع بالحصول على الثنائي... فكيف يحلل هذا الإطار الفني الشاب الإنجاز الذي حققه وما ينتظره لاحقا في النهائي أمام الإفريقي. تسلمت مسؤولية الإشراف على فريق كبير مثل النجم في ظروف صعبة وحساسة... ألم تراودك صراحة بعض المخاوف وأنت تخوض تجربتك الأولى على رأس الأكابر؟ أكذب عليك إن قلت أنني لم أخف.. تدريب النجم مسؤولية ثقيلة جدا كما أن وضع الفريق كان صعبا بعض الشيء بعد المشاكل التي حدثت إثر التتويج برابطة الأبطال وخسارتنا لبعض المباريات في البطولة وللسوبر الإفريقي... الهيئة المديرة أكدت ثقتها في شخصي ولا يسعني إلا التوجه بالشكر إلى الدكتور حامد كمون رئيس الفريق والسيد منير المهدوي نائبه الأول وإلى السيد كمال قانة المسؤول عن فرع كرة اليد. لقد وقفوا إلى جانبي وساندوني باستمرار ولم أستغرب شخصيا هذا الموقف فحين يكون إلى جانبك مسؤول رياضي النجاح شبه مضمون. صحيح أن تكليفي بتدريب الأكابر كان مغامرة منهم باعتباري لم أدرب سابقا هذا الصنف وتجربتي لم تتجاوز الإشراف على الشبان في فرنسا لكن العزيمة تقهر المستحيل. الحقيقة كذلك أنني كنت متابعا لهذا الفريق باستمرار وعلى علم بكل كبيرة وصغيرة وكان الهدف منذ البداية إيجاد جو من الانسجام والتفاهم صلب المجموعة.. اللاعبون تجاوبوا معي على الرغم من أنني كنت قاسيا معهم أحيانا.. لقد فهموا أن الانضباط والجدية من مصلحتهم. هذا الجيل من اللاعبين... هل كبر قبل وقته؟ منطق الكرة يقول إن الخبرة وقوة الشخصية عنصران لا يتوفران إلا عند بلوغ 26 أو 27 سنة لكن هؤلاء الشبان أدركوا مرحلة كبيرة من النضج قبل هذه السن فعدد منهم ذاق لذة التتويج وعاش ضغط المباريات الكبرى. بالطبع إمكانية التحسن فنيا وتكتيكيا ونفسانيا كانت كبيرة جدا وقد ركزت على هذه الجوانب خصوصا بعد مباراة الزمالك في الكأس الممتازة الإفريقية الممتازة ضد الزمالك.. تحدثت إلى اللاعبين وقلت لهم إن الكرة بين أيديهم وعليهم أن يكذبوا كل المشككين في إمكاناتهم بالعمل وتحسين أدائهم والتعلم أكثر ولقد رأى الجميع المستوى الذي أدركته هذه المجموعة وخصوصا في مباريات مرحلة التتويج. أغلب اللاعبين ينتمون إلى صنف الأواسط... كيف أمكن لهم تحمل هذا النسق الجنوني للبطولة والضغط الرهيب المسلط عليهم؟ نجاح أي فريق يتوقف على عدة عناصر وبالنسبة لنا ما سهل المهمة قوة شخصية اللاعبين على صغر سنهم.. الأجواء داخل الفريق أيضا نظيفة جدا.. لقد رأيت ضمن هذه المجموعة أشياء لم أرها من قبل صلب النجم الساحلي وأقول هذا عن تجربة باعتباري لاعبا سابقا في الفريق. هل تتصور أن اللاعب الذي يتم إخراجه أثناء اللعب هو من يشجع ويحفّز معوضه.. رأينا هذا مع عبد الحق بن صالح وماهر بن عبد الله ومع الحارسين التاجوري وحمزة... ...هي أجواء «تعمل الكيف» صراحة ولا سابق لها في النجم الساحلي بشهادة بعض الناس الذين أمضوا 20 سنة في فرع كرة اليد. أنت على مشارف إنجاز تاريخي يتمثل في الفوز بالثنائي لأول مرة في تاريخ النجم الساحلي.. ما هو برنامج الاستعدادات لهذا الموعد؟ منذ البارحة (الأربعاء) بدأنا التفكير في النهائي وما يتطلبه من تحضير.. المؤكد أنني سأريح بعض اللاعبين بعد النسق الماراطوني الذي خضعوا له في المباريات الخمس الماضية.. الهاجس الأول بالنسبة لي هو خروج الفريق من التركيز بعد التتويج بالبطولة والعمل سيتوجه بالأساس خلال الأيام القادمة إلى العناية بهذه الناحية تحديدا. بعض اللاعبين كان أداؤهم غير مستقر رغم قيمتهم الكبيرة على غرار سامي ياسين الذي لم تكن بدايته جيدة قبل أن يبرز بشكل كبير في المباريات الأخيرة؟ عندما تسلمت مقاليد الفريق وجدت هذا اللاعب في وضع نفساني هش جدا.. كان فاقدا لنكهة اللعب.. لم أتردد في الوقوف إلى جانبه ومنحه الثقة كاملة ولم يخيب ظننا فقد كان ممتازا جدا وحاسما وخصوصا في مباراتي الإفريقي والترجي. نختم بسؤال محرج بعض الشيء... هناك حديث عن عودة كمال عقاب... ما هو رأيك؟ أنا ابن النجم الساحلي ولا يقلني تواجد أي شخص آخر على رأس الفريق إذا كانت مصلحة جمعيتي تقتضي ذلك.. كنت لاعبا عند كمال عقاب وعلاقتنا الإنسانية أكثر من رائعة ناهيك وأنه كان يتابع نشاطي باستمرار سواء كلاعب أو كمدرب وبالتالي لا توجد مشكلة... أي إجراء يخدم مصلحة النجم ويمكنه من المحافظة على المستوى الذي بلغه لا نملك إلا أن نباركه ونسانده.