تونس «الشروق»: تغطية عبد الرؤوف بالي أظهر المتدخلون خلال ندوة «الأبعاد الثقافية لثورة تونس: هل يؤمن العرب حقا بالتعددية الثقافية والسياسية؟» التي نظمها منتدى ابن رشد المغاربي للدراسات أمس، أنه أمام الشعب التونسي بمختلف أطيافه الفكرية والسياسية تحد كبير يكمن في اثبات ان المجتمعات العربية والاسلامية قادرة على تحقيق الديمقراطية والتعددية رغم الارث القمعي والتسلطي الذي راكمته سنوات من هيمنة الفكر الواحد أو الحزب الواحد والشخص الأوحد. وأكد الدكتور أبو يعرب المرزوقي في مداخلة بعنوان «رهان تحرير ثورات الربيع العربي لخمس الانسانية ومعظلة الصراع بين الأصولية العلمانية والأصولية الدينية»، أن الصراع بين التيارين الأصوليين في العالمين العربي والاسلامي سيطر عبر التاريخ، وان أحد الطرفين يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة عبر النقل والآخر يدعي امتلاكها عبر اعمال العقل، مؤكدا أنهما يندرجان في اطار الحيل السياسية التي ساهمت في استدراج الجماهير العربية والاسلامية نحو أحد النظامين الاستبداديين. ولخص الدكتور المرزوقي الصراع في قطبين أساسيين وهما العلمانية التركية والأصولية المودودية في باكستان. ومن جهتها اعتبرت الناشطة مريم عزوز أن ثورة 14 جانفي اندلعت لأسباب كثيرة منها القمع والبطالة وانها بالأساس ثورة الشباب الذي عانى زمن حكم بن علي دون أن ننكر فضل الأجيال السابقة ونضالاتها. وتساءلت عزوز عن وجود الشباب في الخارطة السياسية اليوم وفي هياكل الانتقال الديمقراطي، مطالبة بالاعتراف بالشباب كشريك فعلي في العمل السياسي وليس كديكور للمسرحيات السياسية مثلما كان يحدث قبل الثورة. ومن جهته اعتبر الدكتور رضوان المصمودي رئيس مركز دراسة الاسلام والديمقراطية في واشنطن أن منظمات حقوق الانسان في أمريكا والغرب عموما دائما ما تركز على انتهاكات حقوق الانسان في العالم العربي مثل حرمان المرأة من قيادة السيارات في السعودية ومدى التركيز على هذه النقطة. وأشار الدكتور المصمودي الى أن ذلك تغير بعد الثورة التونسية التي اثبتت حسب قوله ان الشعوب العربية تواقة الى الحرية والعدالة وما ميزها أكثر سلمية تحركها ومشاركة الجميع فيها دون الاستعانة بأي طرف أجنبي، مؤكدا ان الثورة حطمت نظرية الاستثناء التي كان الغرب يعتمدها والتي تقول ان الشعوب العربية هي الوحيدة التي لا تتعامل مع الديمقراطية. وتابع قائلا إن هذه المسؤولية تحتم على الشعب التونسي ان يطور فكرا اسلاميا جديدا يقوم على التسامح.