أحداث من وحي الثورة، صور من عمق الحدث، ومشاعر قد تدفقت من نفوس عايشت عهد المخلوع وشهدت على عصر من الدكتاتورية والظلم والاستبداد، فتحرّرت أقلامها وتنفست أذهانها الحرية، فتمخّضت الفكرة لتنجب عملا ابداعيا ينضاف الى المكتبات التونسية وهو بعنوان Dégage, dégage, ils ont dit dégage»، بقلمي الاعلامي ناحح الميساوي والشاب أسامة خلفاوي (متحصل على شهادة في الأنقليزية) عن دار النشر الفرنسية سيفرابار للناشر جوليان بيشار. ولتقديم النسخة الأولى من الكتاب انتظم لقاء صحفي صباح أول أمس بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون بحضور الكاتبين والناشر ومستشار الكتاب. عمل مخلتف اللقاء خرج عمّا ألفناه في الندوات الصحفية من روتينية السؤال والجواب فكان أشبه بحلقة نقاش دارت بين الكاتبين والحضور. هذا الكتاب الذي تمّت طباعته صباح يوم السبت أي اليوم الذي قدم فيه للاعلاميين خرج في طبعة أنيقة واحتوى على 225 صفحة ومجموعة من الصور توثق للثورة وعدد وأسماء الشهداء والجهات التي ينتمون إليها. وصرّح الناشر جوليان بيشار خلال هذا اللقاء أنه فكر في إعداد هذا الكتاب على خلفية حبّه للشعب التونسي ولتونس خاصة وأنه عاش معهم أحداث الثورة. وأضاف أنه اتصل بالاعلامية سهام بن سدرين ومنصف المرزوقي لمساعدته على إعداد الكتاب لكن بعد مشاهدته للريبورتاج الذي أعدّه الصحفي ناجح الميساوي على الرّقاب لقناة «فرانس 24» والذي لفت انتباهه فجاءت الفكرة للتعامل مع هذا الصحفي على حدّ تعبيره ثم تمّ الاتصال أيضا بالكاتب أسامة خلفاوي لاعطاء الفرصة الى هذا الشاب الهاوي وللشباب بصفة عامة على حدّ قول جوليان بيشار. جوانب العمل وقد تمّ تقسيم العمل في الكتاب حيث اهتمّ ناجح الميساوي بالجانب الاعلامي قبل وبعد اندلاع الثورة في حين ركز أسامة خلفاوي على جانب الشهادات وقام بالزيارات الميدانية صحبة الناشر. ولعلّ ما يميز هذا الكتاب حسب معدّيه أنه احتوى على 3 محاور، الجزء الأول قبل هروب بن علي والجزء الثاني أحداث الثورة ثم الجزء الثالث الجانب الاعلامي في عهد بن علي وبعده. هذا الكتاب الذي ينضاف الى 33 كتابا تقريبا حول الثورة التونسية سوف يتم تقريبه حسب ما صرّح به الناشر وهو الأول بالنسبة لكاتبيه لكن لن يكون الأخير.