انتظمت بالنادي الأدبي «أصوات الحرية» بالمكتبة العمومية بالدندان يوم السبت الماضي الدورة الخامسة ل«ملتقى أصوات الحرية للأدباء الشبان» تحت شعار «أي أدب نريد...؟» وهو شعار مارسه الضيوف والمشاركون والنقاد بامتياز إذ بحثوا عن سمة جديدة للأدب بعد الثورة. أما فعاليات الملتقى فقد افتتحها مدير الملتقى الناقد: البشير الجلجلي بمعية أمينة المكتبة لمياء الحبشي بالترحيب بضيفي الشرف : الأديب الناصر التومي والشاعر الهاشمي البلطي ثم كان الموعد مع المعرض الرقمي الذي أرخ لتاريخ النادي في تواشج مع شبان ثورة تونس، ثم كانت الجلسة الصباحية موزعة على فصلين أولهما تكريم الأديب الناصر التومي حيث قدمت الناقدة هيام الفرشيشي مداخلة تناولت فيها مجمل أعمال الكاتب وقوفا عند أهم المحطات التي مر بها ما يناهز الثلاثين سنة لتبدأ فعاليات الفصل الثاني من الحصة الصباحية بمسابقة القصة تحت إشراف لجنة التحكيم المتكونة من الأديب عمر السعيدي والأستاذة نورة الورتاني وتتالت القراءات الشبابية وقد أفصح الشبان عن هوية قصصهم الجديدة فلم نشعر بالملل رغم طول نصوصهم التي ختمها الطفل المعجزة ولاء التواتي بقصة عن أهمية النظافة المكوكية والأرضية، وقبل العودة إلى الحصة المسائية المخصصة للشعر تجاذب الشبان والأدباء أطراف الحديث على أنغام الحب الذي غمر به الضيوف الشبان أثناء تناولهم الغداء، بعدها كان الموعد مع مسابقة الشعر تحت عيون لجنة تحكيم متكونة من الشاعرين سندس بكار ومحمد الخضري. وفي تنشيطه لفعاليات المسابقة واءم مدير الملتقى بين قراءات الشبان وقراءات الضيوف وتر على وتر وشعر على شعر ونقد على شعر في قراءة نقدية قدمها الشاعر الشاذلي القرواشي حول الشاعر الهاشمي البلطي المحتفى به دراسة لديوانه «جرح على الأسطوانة». وقد أعرب الضيوف عن سعادتهم بحميمية فقرات الملتقى الثرية التي كانت تستوجب ثلاثة أيام متتالية، ونذكر منهم الشعراء خالد الوغلاني وفلة ميهوب شوشان وكمال الورتاني وخيرة العباسي ومها عزوز وليلى الوافي ومعز الحامدي وياسين الحمزاوي وفاطمة بلال وجمعة ساسي وسهام بن جميع وخالد الدرويش ونور الدين المتالي إضافة إلى عديد الوجوه الإعلامية والمسرحية كالإعلامي وجيه الوافي والفنان التشكيلي جمال عبد الناصر وغيرهم حتى غصت قاعة المحاضرات بما تجاوز المائة فرد مما يؤكد مجهود الساهرين على الملتقى أفرادا ومؤسسات ك : أعضاء النادي والمندوبية الجهوية بولاية منوبة وأعوان المكتبة وموظفيها ليرسم النادي الأدبي «أصوات الحرية» بحق صوت الكلمة وهو يناطح سماء الحرية بحثا عن الأدب الحق وتوليدا للعشرة من معدن الوحشة بعبارة المسعدي. واختتم الملتقى بتوزيع شهائد شكر وتقدير على كل الحاضرين وتكريم الأديبين الناصر التوني والهاشمي البلطي بهدايا تذكارية و ورد حب لتكون النهاية البداية مع توزيع الجوائز في القصة والشعر فكانت الجائزة الأولى في القصة ل :«ليلى النصراوي» عن قصتها «الوجه والنبوءة» والثانية ل «سامية شتوح» والثالثة ل «إبراهيم سليماني» أما الجائزة الأولى في الشعر للشاب: وائل بن فرج عن قصيدته : «تشيزوفرينيا الوطن» والثانية ل «مكرم الصويعي» والثالثة ل«سفيان المسيليني» فكان التواشج بين المتسابقين وبين الجهات التونسية إعلاء لقيمة الأدب وبحثا عن هوية الأديب الذي نريده حرا بعد الثورة المجيدة.