من يتحدث عن العودة المدرسية يذكر الكراسات والاقلام وباقي اللوازم المدرسية وكذلك اشتراك النقل ومعلوم السكن والترسيم وغيرها من المصاريف التي تثقل كاهل الاولياء وتقض مضجعهم ولا يمكن مواجهة هذا الظرف إلا بالتخطيط له مسبقا. فهل يخصص التونسي ميزانية خاصة للعودة المدرسية؟ وكيف يواجه مختلف المصاريف المنجرّة عن هذه الظرفية؟ يمر الآباء مع العودة المدرسية بفترات عصيبة ولق نفسي كبير جراء الطلبات غير المتناهية من قبل أبنائهم. وعلى قدر ما يفرح الابناء الصغار باقتراب موعد الرجوع الى مقاعد الدراسة بقدر ما تعلن حالة «الطوارئ» في صفوف لآباء وينصب اهتمامهم على تلبية ما يطلبه أبناؤهم. السيد محمد أب لخمسة أطفال يقول لم نكد نودع فصل الصيف بمصاريفه التي لا تنتهي وبمناسباته التي تجبرنا على صرف مرتباتنا على الاعراس والحفلات والخلاعة حتى يأتي موعد العودة المدرسية ويقول السيد محمد لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم إنني أعيش فترة عصيبة فلديّ خمسة أطفال كلهم على مقاعد الدراسة وحتى أستطيع تلبية مستلزماتهم الدراسية كان لابد من التداين حتى لا أحرم أبنائي من عودة مدرسية في المستوى. ** قرض الكثير من التونسيين يضطرون الى الاقتراض من البنك حتى يؤمنوا عودة مدرسية موفقة والسيد الأزهر أب لولد وبنت يدرسان بالمدرسة الاساسية اضطر لطلب قرض شخصي حتى يشتري لابنائه ما يحتاجونه من أدوات مدرسية ولباس خاص بالدراسة. ويقول السيد الازهر: «لقد أنهك الصيف ميزانية العائلة فكثرة الحفلات الصيفية كالاعراس وحفلات الخطوبة والختان والخلاعة قضت على راتبي خلال الصيف ولم أجد من حل أمامي سوى الاقتراض. ويرى السيد منذر أب لتوأمين أن القرض الشخصي يعتبر الحل الافضل لتفادي ضغط مصاريف العودة المدرسية. كما ان الضغط على المصاريف خلال الصيف والتفكير في المناسبات التي تأتي بعد الصيف مباشرة تجعل المواطن أكثر حرصا على التحكم في مصاريفهم وإعطاء الاولوية لمصلحة الابناء وقضاء شؤونهم بما أن الادخار يبقى صعبا أيامنا هذه. ويعوّل السيد منذر أيضا على «التسبقة» على الراتب، حتى يحلّ مشكل مفتتح السنة الدراسية. ** تداين يعتبر التداين ملجأ الكثيرين والسيد منير أب لثلاثة أطفال يعمل باحدى الشركات الخاصة يقول إن راتبه ضعيف ولا يفي بالحاجة لذلك فهو مضطر الى التداين ويؤكد ان أغلبية أصحاب الدخل المحدود يجدون التداين الحل الامثل لضمان التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة. فاطمة كانت أيضا بصدد شراء لوازم الدراسة لابنتها تقول إن الاسعار مشطة ومن الاكيد ان صاحب العائلة الوافرة العدد سوف لن يستطيع توفير حاجيات أبنائه التلاميذ والطلبة خاصة إذا كان مطالبا بتوفير أجرة السكن لابنه أو ابنته الطالبة والتي تدرس بعيدا عن مقر العائلة. ومما يزيد الامر سوءا بالنسبة لميزانية العائلة هو اقبال شهر رمضان الذي يمنح الفرصة لميزانية العائلة لاسترداد أنفاسها. ** أعمال إضافية مما لا شك فيه ان التداين أو الاقتراض من البنوك يثقل كاهل الاسرة ويجعلها تعيش نوعا من الضغط النفسي والعصبي الكبير لذلك فإن عددا لا بأس به من المواطنين يسعون الى القيام بأعمال اضافية حتى يوفّروا بعض المال الذي يساعدهم على مواجهة مصاريف العودة. السيد محمد المنياري رأى ان عدم الاكتفاء بالعمل الوظيفي والقيام بأعمال أخرى خارج اوقات العمل من شأنها ان تشكّل مخرجا لاصحاب الرواتب الضعيفة من ضائقة مالية المصاحبة عادة لبداية الموسم الدراسي الجديد. ويقول السيد محمود أب لطالبين جامعيين اضطرّ للعمل بعد الظهر خلال فصل الصيف بغية توفير بعض المال ويقول السيد محمود لقد شهدت الادوات المدرسية ارتفاعا ملحوظا في اسعارها كما أن معلوم اشتراك النقل والترسيم الجامعي بالاضافة الى مصاريف اخرى كالسكن واللباس والاكل اذا كان الطالب مقيما بعيدا عن عائلته يضطرّ ربّ الاسرة الى التفكير في طريقة ما لانقاذ نفسه من التداين وتلبية حاجيات الابناء. * ناجية المالكي