تعرضت جزيرة جربة ما قبل الثورة إلى العديد من التجاوزات البيئية مثل تدهور العديد من الشواطئ اثر التوسعات التي قام بها عدد من النزل على حساب الملك العمومي البحري كما تعرضت رمال الجزيرة إلى عمليات سلب أضرت بالتربة وسهلت عمليات الانجراف بعدد من مناطق الجزيرة إضافة إلى ظهور العديد من مصبات الفضلات العشوائية في مناطق خضراء فأثر ذلك على الغطاء النباتي الذي تضرر من ظاهرة اقتلاع أشجار النخيل خاصة بواحات منطقة أجيم , هذه الواحة التي كانت تشد أنظار كل من يدخل جربة عبر البطاح لكنها تحولت اليوم إلى أراض تكاد تكون جدباء بعد أن قطعت عنها المياه وتم اغتيال أغلب أشجارها . فكل هذه العمليات «الاجرامية» أضرت بالبيئة والمحيط في جزيرة الأحلام . فأطلقت بعد الثورة المباركة صرخات الفزع المنادية بضرورة التدخل من أجل حماية الجزيرة من مثل هذه المظاهر الخطيرة . هذه الصرخات أطلقتها في الحقيقة جمعية صيانة جزيرة جربة التي نجحت في العديد من المناسبات في الحد من هذه التجاوزات البيئية لتتواصل بعد 14 جانفي 2011 عمليات وحملات مقاومة كل ما من شأنه أن يلحق الأضرار ببيئة الجزيرة حيث انتظمت العديد من الاعتصامات المنادية بمحاسبة أصحاب التجاوزات واسترجاع الملك العمومي البحري كما تكونت العديد من الجمعيات التي تهدف إلى حماية البيئة والمحيط بالجزيرة مثل جمعية النسيم الأخضر التي حملت العديد من الأهداف مثل المساهمة في تطوير البعد الجمالي بكامل الجزيرة وترسيخ الحس البيئي لدى متساكني ورواد ومؤسسات المجتمع المحلي بجربة ومقاومة مظاهر التلوث ودعم البحث العلمي من خلال مواكبة البحوث البيئية في العالم والاستفادة من التجارب الداخلية والخارجية إضافة إلى ترسيخ قواعد التنمية المستديمة. ولقد نظمت هذه الجمعية مؤخرا حملة نظافة واسعة النطاق شملت مناطق عديدة من مياه ميناء مارينا بحومة السوق حيث تم تنظيفها من العديد من الأوساخ التي كانت تغطي سطح مياه البحر . ولقد وجدت هذه الحملة تجاوبا كبيرا من العديد من المواطنين الذين أقبلوا بكل تلقائية على المساهمة في هذه الحملة ومن المنتظر أن تواصل جمعية النسيم الأخضر حملاتها وتظاهراتها الهادفة أساسا إلى حماية البيئة والمحيط بمختلف مناطق الجزيرة .