قال السيد عبد الناصر السعداوي رئيس الجمعية الليبية للدعم والإغاثة في حديث خاص ل«الشروق» من مكتبه بتونس ان أكثر من 200 ألف ليبي نزحوا من ليبيا ودخلوا تونس وانتشروا في مختلف مدنها من بنقردان الى طبرقة. وأوضح السعداوي ان تدخلات الجمعية تشمل كل الليبيين في الداخل والخارج وتقدّم الدعم اللوجيستي والمالي للثوّار وللنازحين وتوفير الإيواء والغذاء والرعاية الصحية. وتقدّم الجمعية أيضا الدعم لأسر الشهداء والمفقودين وتمحنهم من الرعاية الصحية والطبية سواء في تونس أو ليبيا. وقال رئيس الجمعية أن عدد شهداء ثورة «17 فبراير» تجاوز 20 ألف شهيد تتراوح أعمار أغلبهم بين 18 و40 وجلّهم آباء تركوا وراءهم أسرا ويتامى وأمهات شهداء. وأعلن السعداوي ان القذافي خلق كارثة إنسانية في ليبيا والمطلوب من المجتمع الدولي محاسبته ومحاكمته على جرمه. وشكر السيد عبد الناصر السعداوي كافة أفراد الشعب التونسي على مساندتهم الكبيرة لإخوانهم الليبيين وقال إن «جهودهم المبذولة وتعاونهم معنا دليل قطعي على انهم في مستوى مرموق قلّما نجده في هذا الزمن الذي كثر فيه الأخذ وقلّ فيه العطاء وسيطرت فيه الأنانية على أغلب البشر». وأضاف السعداوي : ودون اطراء لتونس ولشعبها فإن ما لمسناه على أرض الواقع بحكم تواجدنا الميداني داخل التراب التونسي منذ 17 فيفري يؤكد ما قلناه وهو يذكرنا بجهاده معنا ضد المستعمر الايطالي في معركة الجديدة في «العجيلات» التي استشهد فيها الكثير من القادة التونسيين سنة 1918. وأعلن السعداوي ان الجمعية لها مكاتب في كل المخيمات بتونس اضافة الى مكاتب في المناطق المحررة بليبيا وأن تمويلاتها تتأتى من تبرعات رجال الأعمال الليبيين في الداخل والخارج. ودعا رئيس الجمعية الليبية للدعم والإغاثة المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات فورية لمعالجة الوضع الإنساني الخطير داخل ليبيا وأساسا في المنطقة الغربية. كما دعا السعداوي المجتمع الدولي الى دعم تونس ماليا باعتبار ان حجم النازحين الليبيين وغيرهم من الجنسيات يفوق طاقتها وقوتها خاصة وانها في وضع اقتصادي غير مريح.