وسط ظروف ساعدت على انتشار الحشرات والناموس ووفرت الظروف الملائمة للتكاثر أصبح الناموس بعدد من أحياء ولاية منوبة معضلة الموسم الصيفي الذي أطل قبل موعده وانتشر في أماكنه وغير أماكنه بكثرة غير معهودة وبتأثير عجزت عن تخفيف حدته مختلف الوسائل المعتادة التي يستعملها المواطنون لتجنب «لسعاته» التي قد تتضاعف تأثيراتها لدى الأطفال والرضع. وفي تأخر عملية المداواة التي عادة ما تنطلق مبكرا وخلال شهري فيفري ومارس للقضاء على أوكار تكاثر الناموس والتي عادة ما تكون بمجاري المياه ودهاليز العمارات والأودية والبالوعات وأحواض تجميع مياه الأمطار إضافة إلى قنوات تصريف المياه المستعملة ومياه الأمطار، لوح هجوم منقطع النظير لتلك الحشرات وتذمر متواصل من المواطنين لدى مصالح الولاية ومختلف البلديات خاصة أن الأمر خرج عن السيطرة وباءت مختلف المحاولات للحماية منه بالفشل. ومن الظروف التي أخرت عملية المداواة والتي أثارت استياء المواطنين هي الاعتصامات المتكررة لأعوان وعمال البلدية والتي خفضت من حجم التدخل المعهود والذي يقوم على الرفع اليومي للفضلات والقيام بمداواة أوكار الناموس باعتماد المعالجة العضوية والمقاومة الكيميائية (التضبيب الحراري) فضلا على نقص المعدات اللازمة وخاصة بالبلديات المتضررة خلال أحداث الثورة على غرار الجديدة وطبربة. وقد طالب المواطنون وخاصة بطبربة ودوار هيشر والدندان اعتبار الأمر أولوية قصوى ومضاعفة حملات النظافة للمساهمة في التخفيض من حدة ظاهرة التلوث وتكاثر الناموس مع مضاعفة تدخلات البلديات في إطار مقاومة الحشرات وتدارك التأخير الذي انعكس سلبا عليهم وبات يؤرقهم خاصة مع ارتفاع الحرارة وهي مرحلة تتطلب جهودا مكثفة للعناية بنظافة المحيط وبالبيئة ورأوا ضرورة التنسيق مع ولايتي تونس وأريانة لتنظيف المناطق المشتركة بينها وبين ولاية منوبة على غرار مجرى وادي قريانة ووادي قصر السعيد. ويذكر أن المصالح الجهوية المعنية تنكب خلال هذه الفترة على تنظيم حملات نظافة استثنائية تنظمها لجان النظافة وحماية البيئة بمشاركة المندوبية الجهوية للفلاحة والمتساكنين وذلك بالقيام برفع الفواضل وجمع النفايات البلاستيكية وقلع الأعشاب الطفيلية وتعهد وصيانة المناطق الخضراء وإزالة الأتربة والأعشاب الطفيلية العالقة بحواشي الطرقات والشوارع الرئيسية إلى جانب تنظيف الأراضي البيضاء الكائنة وسط المدن والتي أصبحت خلال الأشهر الماضية مصبات عشوائية للفضلات المنزلية وفواضل البناء.