دعوة من الصين للرئيس التونسي لحضور القمة الافريقية الصينية    الذوادي يفجرها: شبكات سمسرة في الملفات الجبائية تدخلت لإسقاط ديون عمومية خسائر بعشرات الاف المليارات..    لرفع معدل الولادات في اليابان...طوكيو تطبق فكرة ''غريبة''    نابل: رفع 28 مخالفة واقتراح غلق 3 محلات لبيع اللحوم الحمراء    ماذا بقي من وظيفة التعديل؟: أسعار "الرحبة" أرحم من تسعيرة الحكومة    إنتقالات: تشيلسي يتعاقد مع مدافع فولهام    الحماية المدنية: 12 حالة وفاة في يوم واحد    الرصد الجوي: سنة 2023 في المرتبة الثالثة للسنوات الأشد حرارة    الكاف: تجميع 56 ألف قنطارا من الحبوب    مديرة الخزينة بالبريد التونسي: عدم توفير خدمة القرض البريدي سيدفع حرفائنا بالتوجّه إلى مؤسسات مالية أخرى    وزارة التربية: صرف أجور المتعاقدين بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى    كرة السلة: برنامج مواجهات اليوم من الدور نصف النهائي للبطولة    دعما للإشعاع الاقتصادي.. إطلاق فرع للشبكة الأوروبية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بتونس    منتدى تونس الاقتصادي 2024: توصيات الخبراء لتحديث القطاع الصناعي    الجبل الأحمر: تستدرجه إلى منزلها...ثم يتعرّض للسرقة والتهديد    اليوم: نشر أعداد ورموز المراقبة المستمرة لمترشحي البكالوريا    الإعلان عن موعد عيد الاضحى.. هذه الدول التي خالفت السعودية    مناسك الحج بالترتيب...من الإحرام حتى طواف الوداع    نظّمه المستشفى المحلي بالكريب: يوم تكويني لفائدة أعوان وإطارات الدائرة الصحية بالمكان    خلال اليومين الأولين : رصد 99 حالة غش في إمتحانات الباكالوريا    نقابة الأطباء و الصيادلة و أطباء الأسنان ترفض قانون حقوق المنتفعين بالخدمات الصحية    في تونس وبن عروس: قائمة الشواطئ الممنوع فيها السباحة    موعد صيام يوم عرفة...وفضله    الحرس الديواني يحجز بضائع مهربة قيمتها فاقت المليار    لأجل قضية عملت عليها زوجته.. جورج كلوني ينتقد بايدن    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 07 جوان    عاجل/ الأمم المتحدة تعتزم إدراج إسرائيل في هذه القائمة..    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    تصفيات مونديال 2026 : فوز مصر والسودان .. وخسارة الجزائر    خطير/ الإحتفاظ بمجموعة من الأشخاص من أجل الإتجار في الأسلحة والذخيرة بهذه الجهة..    وصول حوالي مليون و200 ألف حاج الى البقاع المقدسة    بهدف راحة الحجاج.. استخدام الإسفلت المرن للمرة الأولى    استشهاد رئيس بلدية النصيرات وسط غزة في غارة صهيونية..#خبر_عاجل    عاجل/ قتلى ومفقودين في حادث سقوط حافلة تقل أطفالا في سوريا..    المنتخب الوطني التونسي يصل إلى جنوب إفريقيا    طقس اليوم: الحرارة تصل الى 42 درجة مع ظهور الشهيلي    وكالات إغاثة تحذر من انتشار المجاعة في 18 دولة    السكك الحديدية التونسية تعلن عن إطلاق السفرة التجريبية الأولى للرحلة الرابطة بين الجزائر وتونس    الخارجية اليابانية: روسيا تهدّد باستخدام الأسلحة النووية    اكتشاف السبب الرئيسي لمرض مزمن يصيب الملايين حول العالم    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    إعلان نتيجة تصويت أندية "البريمير ليغ" على إلغاء تقنية الفيديو "VAR"    الفنان شريف علوي .. خلاصة مسيرتي ستكون على ركح قرطاج    المهدية...أصرّ على تحقيق حُلمه بعد 20 سنة من الانقطاع عن الدّراسة ...شاكر الشّايب.. خمسينيّ يحصل على الإجازة في الفنون التشكيليّة    الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي من 29 جوان إلى 10 جويلية و11 سهرة في البرنامج    ديوكوفيتش يخضع لجراحة ناجحة في الركبة بعد انسحابه من رولان غاروس    الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية لفن السيرك    قبلي: تنظيم ورشة تكوينية بمدرسة علوم التمريض حول استعمال المنظومة الاعلامية في تلاقيح الاطفال    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    عاجل/ قرار قضائي بمنع حفل "تذكّر ذكرى" المبرمج الليلة    عاجل/ تونس تطرح مناقصة دولية لشراء القمح والشعير    ديوان الطيران: تسجيل ارتفاع لحركة عبور المجال الجوي بنسبة 20،7 بالمائة    اليوم رصد هلال شهر ذي الحجة 1445    تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة: وزارة الصحة تصدر بلاغ هام وتحذر..#خبر_عاجل    الدورة 65 لمهرجان سوسة الدولي: يسرى محنوش في الافتتاح ومرتضى في الاختتام    النادي الافريقي يصدر بلاغ هام..#خبر_عاجل    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الخامسة والعشرين    الصحة العالمية تعلن تسجيل أول وفاة بشرية بمتحور من إنفلونزا الطيور..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناطق الرسمي باسم حزب التحرير ل«الشروق»: لا علاقة لنا بالعنف
نشر في الشروق يوم 01 - 07 - 2011

عادة ما يُلحق جزء هام من الرأي العام أحداث العنف بالتيارات الإسلامية وبالأخص حزب التحرير الّذي يتمّ إدراج اسمه وتوجيه أصابع الاتهام إليه تقريبا في جلّ الأحداث الّتي التصقت بالعنف، ما حقيقة ذلك وكيف يردّ الحزب المذكور على ما يوجّه له من اتهامات ؟
ما يزال الجدل متواصلا داخل الساحة السياسية حول الأحداث الأخيرة في قاعة أفريك آر وأمام قصر العدالة بالعاصمة، وفي الوقت الّذي حدث فيه إجماع حول استنكار العنف والعنف المضاد وضرورة إحترام حريّة المعتقد وكذلك حرية التعبير والابتعاد عن الاستفزاز فإنّ الرأي ما يزال يلفّه الكثير من الغموض حول أسباب ما جرى وحقيقة المتسببين فيه.
«الشروق» التقت رضا بلحاج الناطق الرسمي لحزب التحرير وبحثت معه جملة الاتهامات الموجّهة لحزبه وتلقّت منه ردوده.
أنتم متّهمون بكونكم من بين الأطراف التي تقف خلف الأحداث الأخيرة بقاعة «أفريك آر» وقصر العدالة من اعتداءات على المبدعين والمحامين؟
هذا الكلام عار من كلّ صحّة ، وهو محض إفتراء وطمع البعض في نسبة العنف إلى الحزب هو كطمع إبليس في الجنّة، فقد قاد الحزب حملة واسعة منذ شهرين تبيّن مخاطر مسار العنف والفوضى وأنّه جزء من مؤامرة يُخطّط لها البعض لجرّ البلاد إلى متاهة وفرض الأمر الواقع في علاقة بعدم الرغبة في إجراء الانتخابات وفرض أجندة غربيّة على البلاد خوفا من إرادة الناس أن تؤول إلى تغيير جدّي إسلامي وقطع الطريق أمام هذا المسار.
وأودّ أن أُشير إلى أحداث عنف رهيبة تمّت في البلاد وفي العاصمة تحديدا (ما سمّي بالأحد الأسود) لم يقع متابعتها إعلاميّا على الرغم من خطورتها الشديدة ، أمّا في قضية الحال فإنّ التضخيم والتهويل مقصود وإلاّ فما معنى اللجوء السريع إلى المجلس الأوروبي بمثل تلك السرعة وكأنّ الأمر مدبّر وبشكل فيه استجداء للغرب واستقواء به يُذكّرنا بعقلية الاستعمار.
يعني أنّكم لستم أنتم مستهدفين مباشرة بهذه الادعاءات ...؟
نعم، إنّ المستهدف هو هذا المشروع الإسلامي العملاق الّذي تُبشّر به الأحداث والذي يُحقّق أوّلا تطبيق أحكام الإسلام على هذه الأمّة وثانيا السعي إلى توحيد البلاد العربية ولا سيما الأقرب إلينا مثل ليبيا وثالثا فكّ الارتهان الأجنبي الّذي جعل قضايانا بل وقطرنا رهينة بيد الغرب الّذي خدعنا بتأييد بن علي ويُخادعنا الآن بالتظاهر بتأييد الثورة ، أمّا في ما يخصّ حزب التحرير تحديدا فهم يعلمون أنّ هذا الحزب لا يتوانى في كشف المؤامرات وتبنّي قضايا هذا الشعب بصراحة وبجرأة وهناك جهات تخشى من الصراع الفكري لأنّه سيكشفها ويكشف نواياها أمام هذا الشعب المسلم الطيّب الذكي.
ومصدر قوّتنا الّذي يخشاه هؤلاء هو رفضنا العنف وخوضنا غمار السياسة بجدارة ووعي، فنحن لا نسقط في ردود الأفعال وندعو الجميع إلى الوعي والفطنة لما يُراد لهم من استدراج خطير فالغيرة على الإسلام تقتضي أوّلا الوعي السياسي ونضج الفكرة.
أنتم تؤمنون بالعمل السياسي المدني ، ولكن طروحاتكم بخصوص الخلافة وتطبيق أحكام الإسلام تُوجد نوعا من المخاوف من أن يتعارض ذلك مع روح التعايش والتوافق والتعدّد والحق في الاختلاف بما فيه الاختلاف العقائدي والإيديولوجي؟
كلّ من يقترب منّا ومن طروحاتنا يُدرك أنّ هذه المخاوف لا مبرّر لها البتة ، فالإسلام حين يُطبّق لا يُجبر الناس على عقيدته وإنّما يُنظّم علاقات المجتمع بقوانين منضبطة توفّر الرعاية والكفاية للجميع بل إنّّنا نتبنّى في دستورنا أنّ إيجاد مورد رزق فرض على الدولة لكلّ من يعود إليها بالنظر مسلمين أم غير مسلمين ، وعبر التاريخ الأقليات العرقية والدينيّة وجدت كلّ الخير تحت سلطة الإسلام وذلك معلوم حتّى عند الأعداء أنفسهم فاليهود عرفوا أيام عز في الأندلس أيام الدولة العثمانية في مقابل حالة من الاضطهاد الغريب عاشوها في أوروبا فالمزايدة في هذا الموضوع مردودة على أصحابها فرحمة الإسلام تشمل الجميع.
وأشير إلى أنّ حزب التحرير قد بادر بتقديم مطلب للعمل السياسي العلني تأكيدا منه على أنّه لا يُخفي من فكره ولا من عمله ومنهجه شيئا وسندنا في ذلك عموم الناس قبل أي قرار سياسي يتّخذ باسم قوانين وضعها بن علي لتكريس منظومته الاستبداديّة ،ونحن لا نفرضُ شيئا على الناس وكلّ ما نرغبُ فيه هو الإقناع والوعي بأرقى الأساليب كالحوار والمناظرة والنقاشات المفتوحة التي تتجاوز هذه المُهاترات التي تحكم عموما الخطاب السياسي السائد الفاقد للبدائل الصريحة والجادّة.
لكن الرأي العام عادة ما ينسبُ أحداث العنف إلى حزب التحرير، لماذا هذا التخصيص؟
حزب التحرير حزب عريق ومكانته محفوظة في وجدان الأمّة وهذا الشعب تحديدا لأنّه لم يُجرّب عليه كذبا ولا نفاقا، بل إنّ حزب التحرير هو من تعرّض إلى العنف طيلة عشريات كاملة وأكثر من ذلك عبر الزمن تبيّن صواب رأيه السياسي ولا سيما ما قاله في تغيير 7 نوفمبر 1987 وحذّر من مشروع بن علي الّذي سيُكلّف البلاد غاليا وفعلا لاقينا العنت في ذلك وكنّا أوّل من اعتقل في عهد بن علي اعتقالا سياسيّا ورغم ذلك لم نتنازل ولم نستسلم بل في أحلك أيّام بن علي رغم أنّ البعض تخلّى أو انخرط في مشروع بن علي وبخاصة منهم أطراف معروفة من اليسار التي مارست أعلى أنواع الانتهازية ودفعت بالبلاد إلى حافّة الهاوية.
تريد بعض الأطراف اللائكية واليسارية أن تفرض لدى الرأي العام صورة نمطية عن الإسلام السياسي عموما وحزب التحرير تحديدا بربطه بالعنف والتخلّف وإلى غير ذلك والحال أنّ التهمة في ديارهم هم بل البعض يؤصّلها باسم العنف الثوري وتغذية التناقض الطبقي ويعتبر ذلك مكسبا تاريخيا ولكن بقدرة قادر أصبح هؤلاء أساتذة ومرشدون يعلّموننا التحضّر والتمدّن وتاريخ الدول التي ساندتهم عبر التاريخ مظلم وصل حدّ الجريمة في حقّ الإنسانيّة.
وما أريد أن أؤكّده أنّ المخابرات العالمية لم تتمكّن البتة في جميع أنحاء العالم من إثبات العنف والأعمال المادية على حزب التحرير وهو الّذي قهرها على قدرته على إيجاد رأي عام ووعي عام لوجوب إقامة دولة إسلاميّة تتولّى كنس الاستعمار بكلّ أشكاله وتمكين الناس من ثروات البلاد على نحو يضمن لها أفضل طراز من العيش ولا سيما أنّ العالم العربي والإسلامي يزخر بطاقات هائلة تُدهشُ كلّ الخبراء.
لكن اليوم هناك الكثير من المرجعيات الفكرية والإيديولجية، ولكن برغم ذلك التلوّن والتعدّد فإنّ المجتمع التونسي معروف بتسامحه واعتداله، فكيف تُفسّرون تصاعد وتيرة العنف والعنف المُضاد خلال هذه الفترة؟
عموما بلادنا لم تشهد أعمال عنف كبيرة رغم أنّ الكثير من الجهات الاستخباريّة سعت إلى ذلك وما انكشاف رواية الروحية أمام الرأي العام إلاّ دليلا على احباط هذه التوجّهات المخابراتيّة وندعو الجميع إلى التسلّح بالوعي وعدم ممارسة أي نوع من أنواع العنف أيّا كان مبرّرهم في الشأن العام حتّى وإن كان منطلقه الغيرة على الدين أمام الاستفزازات المتكرّرة في التصريحات والمواقف ، فالحيلة أحيانا في ترك الحيلة وهذا سيُمكّن المسلمين من التركيز على مشروعهم الفكري والسياسي لاستئناف الحياة الإسلاميّة والقطع النهائي مع مظالم النظام الرأسمالي الّتي سامت الناس سوء العذاب وأوصلتها إلى درجة من الفقر والهوان لا تليق بهذا البلد الطيّب ، ثمّ إنّ لنا مشروعا أكبر وهو توحيد الأمّة وتحرير فلسطين وتحقيق أعلى مستوى من العيش في البلاد العربية والإسلاميّة يجعلها فعلا على قيادة نفسها وافتكاك قرارها لأنّ هذه العشريّة هي عشريّة الأمّة بامتياز فكلّ الدراسات الغربيّة الرسميّة أو شبه الرسميّة تتوقّع ذلك وتتحسّب له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.