في محاولة لتلمس المشهد الثقافي بالجهة ووضع «خارطة طريق» ابداعية، والتعرف عن الوجوه الثقافية والاستماع الى مشاغلها ومقترحاتها، عقد المندوب الجديد للثقافة بصفاقس منير الفلاح لقاء بأحد النزل بالجهة حضره عدد كبير من المثقفين والمبدعين وخاصة منهم المعروفين باستقلاليتهم أوالمحسوبين على بعض الأحزاب التي كانت تسمى قبل 14 جانفي معارضة . اللقاء تناول العديد من المسائل واستمد قوته من التدخلات التي كانت في معظمها تنادي بوضع خارطة طريق ثقافية تستحضر واقع البلاد وتأثيرات ثورة 14 جانفي على المشهد الثقافي بصفاقس التي سجلت ركودا بسبب الاهتمام بالأحداث الوطنية والسياسية . المثقفون استحضروا أهمية عاصمة الجنوب كقطب ثقافي بارز، بل ان البعض منهم أصر في حديثه على التأكيد على أن المشهد الثقافي في السنوات القليلة الفارطة أي في عهد المخلوع لم يكن سلبيا بالمعنى الكامل للكلمة، بل هناك محاولات ثقافية جادة بالرغم من أن البعض منها سقط في «التطبيل والتزمير « .. دائما وفي اطار التشخيص، تناول أحد المتدخلين المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تم وأدها منذ الأيام الأولى لظهورها كالأيام السينمائية سيدي منصور بصفاقس ومهرجان الفنون الافريقية وغيرها من التظاهرات التي لا تصمد طويلا وسرعان ما تلاشت . التشخيص قاد كذلك الى القول بأن صفاقس تبقى معقلا ثقافيا بارزا بفضل عدد مثقفيها ومبدعيها دورهم في تحريك المشهد الثقافي، هذا الدور – والكلام دائما لبعض المثقفين – غيب اعلاميا خاصة من الاذاعة الجهوية والتلفزة الوطنية .. المنتظر اليوم وكما أكده المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس منير الفلاح احياء المشهد واعادة النفخ فيه بروح تستحضر الثورة وتتفاعل معها، وعلى هذا الأساس ينتظر أن تعيش صفاقس في هذه الصائفة على وقع بعض المهرجانات منها مهرجان صفاقس الدولي الذي ستشرف عليه المندوبية مع حزم من المثقفين، ومن غير المستبعد أن تكون عروض صفاقس الدولي منحصرة في الفضاءات الصغرى ربما توجسا وتخوفا من المسائل الأمنية . المهرجانات الأخرى ستدور عجلتها، لكن بشكل مصغر يقتصر على بعض العروض، لكن يبدوأن المندوبية الحريصة على تحريك المشهد غير واعية بصعوبة تنفذ بعض المهرجانات التي قد تشهد هيمنة لبعض الأحزاب أونقصا في الأمن والحماية..