على غير العادة انطفأت هذه السنة أضواء المسرح الأثري بقرطاج ففقد مهرجان قرطاج الدولي نكهته الذي تعود عليها الجمهور هذا المهرجان الذي بلغ دورته ال 48 ظهر هذه السنة في حلّة جديدة بدأت بتغير إسمه من مهرجان قرطاج الدولي إلى ليالي ثم طابع ثم تغيير الفضاء وتعدد الفضاءات كذلك نوعية العروض كل هذه التغييرات لم تعد بالإيجاب على المهرجان رغم تميز بعضها بل شتت الجمهور والإعلاميين إذ نجد في الليلة الواحدة 3 سهرات وهو ما ساهم أيضا في ضعف عدد الجمهور في العرض الواحد. ورغم إجتهاد وزارة الثقافة في تنويع العروض وتكثيفها واجتهاد الفنانين في تقديم عروض نوعية إلا أن فوضى العروض أفقدت الجمهور لذة الإستمتاع بسهرة واحدة راقية ومقنعة... فمهرجان قرطاج الدولي تبقى هيبته مقترنة بهيبة ذاك الفضاء العريق مسرح قرطاج الأثري الذي سحر جمهوره في تماه مع أي فنان يصعد على ركحه. هذا المكان الذي ينبض تاريخا ويتنفس حضارة إنطفأت أنواره هذه السنة وأغلقت أبوابه فبات المكان خاليا في صائفة إستثنائية ولأول مرة في تاريخ مهرجان قرطاج الدولي تقام سهراته في غير ذاك المكان فغاب المسرحي الأثري وغابت هيبة قرطاج.