بين الظروف الأمنية والجوانب المالية والتنظيمية بقيت برمجة مهرجانات هذه الصائفة في حالة من التردد والإحتشام كما وكيفا وإن باحت بعض الولايات ببرامجها في هذا الصدد فإن ولاية سوسة لازالت غامضة القرار. في هذا الشأن وكلما توجهنا بالسؤال إلى بعض مديري المهرجانات الجهوية وعلى رأسها مهرجان سوسة الدولي إلا وسمعنا إجابة «مازلنا ما نعرفو شيء ما علموناش» اغتنمنا فرصة اللقاء بالسيد المندوب الجهوي للثقافة الشاذلي عزابو لتوضيح الأمر في هذا الشأن. «لازلنا كمندوبية في انتظار أن تعقد هيئات هذه المهرجانات جلساتها ولم يصلني إلا حد الآن أي مقترح في ما يخص برمجة مهرجان بأي منطقة من ولاية سوسة» هكذا كانت إجابة مندوب الثقافة والذي أكد في نفس الوقت أن كل دور الثقافة مطالبة ببرمجة سهرات رمضانية هذه السنة دون استثناء وحول مهرجان سوسة الدولي أجابنا قائلا:« سيقع ادماج بين هذا المهرجان ومهرجان المدينة خلال شهر رمضان وستوزع العروض على عدة فضاءات». أسماء مجهول معلومة!!! اعتذر السيد العزابو على مدنا ببعض الأسماء أو الحفلات التي قد تنشط مختلف هذه السهرات اعتبارا أن البرنامج لم يضبط بعد إلى حد يوم تصريحه (8 جويلية)، وحول كيفية البرمجة آخر لحظة والحال أن الفترة قصيرة والفنانين تحكمهم التزامات أكد مندوب الثقافة أن ذلك «لا يعتبر اشكالا سيتم التنسيق فيه بين مختلف الأطراف لحظة أخذ القرار» على حدّ تأكيده. أشار السيد العزابو في سياق كلامه أن خبرته كمدير دار ثقافة سابق وأيضا كمندوب جهوي للثقافة تسمح له بالبرمجة واختيار أسماء الفنانين ومختلف الفقرات الفنية إضافة إلى استعانته ببعض المختصين معتبرا أن المهرجان لا يقتصر على مبدعي الجهة فحسب بل هو منفتح على مختلف التجارب والأسماء الفنيةمن مختلف الجهات. مهرجان أوسّو في الخريف! في ظل الخلافات العديدة حول تركيبة هيئة مهرجان أوسّو وطرح إمكانية رجوعه إلى البلدية عوض الجمعية وغيرها من الحيثيات والتي سنأتي عليها بالتفصيل في ورقة لاحقة لازال بعض الغموض يحوم على هذا المهرجان الذي تركته الوجوه الثقافية بسوسة منذ الخمسينات كإرث حضاري تاريخي ثقافي وحوله بورقيبة وبن علي إلى فضاء خاص للإحتفال كل بما يسميه «إنجازات» حتى تم مسخه فنيا وثقافيا وتحزب شكلا ومضمونا، اغتنمنا فرصة اللقاء بمندوب الثقافة ليوضح لنا على الأقل ثبوت انجاز هذا المهرجان من عدمه فأكد لنا أن «المهرجان ينتمي قانونيا إلى جمعية وليس للبلدية حق في امتلاكه وقد تغيرت هيئة هذه الجمعية بنسبة خمسين بالمائة وأصبح رئيسها أحد المستثمرين في القطاع السياحي (صاحب نزل) وحول موعد «كرنفال أوسو» فإنه سيكون في شهر سبتمبر «على حد تأكيده» في ما يخص الجانب المالي اشار مندوب الثقافة قائلا:« سوف لن تكون التظاهرات الفنية الصيفية والرمضانية بنفس الميزانيات اعتبارا لعدة عوامل» وأكد في جانب آخر قائلا:« سوسة إلي تطلب تاخو ليست لنا مشاكل مالية فالوزارة تدعمنا كما ينبغي ولنا عدة امتيازات في هذا المجال وسنحاول التكيف مع الظروف الراهنة بما نقدر لإنجاح مختلف التظاهرات.