فوجئ سكان عدد من معتمديات ولاية القيروان بانقطاع ماء الشرب ليجد أنفسهم في معاناة كبيرة أجبرتهم على التظاهر والاعتصام... ورفع النداء الى «الصوناد» والى المسؤولين في البلاد.. في انتظار قطرات الندى. القيروان الشروق: تفتقر عديد القرى والعمادات بولاية القيروان الى ماء الشرب وهو امر يتكرر حدوثه في اكثر من منطقة بغض النظر عن مسؤولية الجهات المعنية وانتظر المواطنون المتعطشون الى الماء، تدخل المسؤولين لمعالجة المشكل. لكن بدل ذلك تعمقت الأزمة وتداعت مناطق اخرى الى العطش والشقاء. منطقة «العجابة» بنصر الله رغم انها لا تبعد عن مركز المعتمدية سوى بضع كيلومترات، فان نقطة التزود بالماء تبدو ابعد من ذلك. حيث يغيب ماء الشرب عن المنطقة وتغيب قنوات الربط والحنفيات العمومية والخاصة. ولا يجد المواطنون ضالتهم الا باقتناء صهاريج من الماء بمبالغ طائلة وقد لا تأتي أحيانا. وتنضم الى طوابير المحرومين من ماء الشرب بنصر الله قرية النور من عمادة البريكات ومنطقة القرعة التي تعد من الأراضي الخصبة. السبيخة تعتصم.... سكان عمادة دار الجمعية بالسبيخة، انقطع عنهم ماء الصوناد مؤخرا بسبب خلل تقني. حيث وجدت 300 عائلة نفسها بلا ماء فقرر المواطنون الاعتصام وسط الطريق للتعبير عن غضبهم ازاء هذا الانقطاع المتكرر في كل فصل صيف. وبين احد العاملين الذين توجهوا الى عين المكان من اجل صيانة الشبكة ان الخلل يعود الى ضعف ضغط ضخ الماء. الذي لا يصل صيفا الى المناطق المرتقعة بالقرية. واذا علمنا ان عمادة دار الجمعية لا يمكن ان تعيش دون ماء للشرب او مياه الري، فان المطلوب من إدارة «الصوناد» هو الاسراع بتدارك الخلل التقني. وبين احد التقنيين انه كان بالامكان حل المشكل منذ اشهر لكن الادارة تلكأت. وبين ان اعوان الصوناد اعتصموا خلال شهر ماي بسبب تلك الاخطاء التقنية وحذروا من تواصلها بعدد من المناطق. وطالبوا بحفر آبار عميقة تضخ الماء لسكان هذه المنطقة لكن لم تستجب الادارة لمقترحهم. والغريب في الامر ان الماء الذي يتدفق في اتجاه ولايات مجاورة لم ينقطع بينما ضعفت الشبكة الداخلية ما يثير استفهامات كثيرة. ويخشى اعوان الصوناد انفسهم من تكرار نفس المشكل بمعتمدية الشرارة التي تشكو هي الاخرى من نفس المشكل التقني اي ضعف ضغط تدفق المياه. حيث يضعف تدفق الماء في القنوات التي تزود نحو 10 آلاف منخرط، ما يؤدي الى حرمان نحو ألف (1000) أسرة من ماء الشرب. وهذا الأمر يتكرر سنويا بنفس الخطأ دون تدخل رغم التنبيهات وتشكيات المواطنين. في العلا... العطش مزمن ويواجه متساكنو المنطقة البلدية بالعلا منذ مدة انقطاعات متكررة للماء الصالح للشراب وهي انقطاعات تكاد تكون يومية وتحدث دون سابق إنذار وتتواصل إلى ساعات متأخرة من النهار إلى حين قدوم أعوان الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه من حفوز والقيام بالإصلاحات اللازمة لتأمين عودة الماء إلى الحنفيات ...انقطاعات حدثت وتحدث مرارا بسبب أعطاب شبكة القنوات المائية للصوناد وخاصة على مستوى «وادي خريبة» بسبب اهتراء الشبكة. حرفاء «الصوناد» في العلا كثرت تشكياتهم ويطالبون بالتعجيل بتجديد شبكة االشركة تغيير القنوات الرابطة بين الخزان المائي بأولاد سعيدان وخزان التوزيع بالعلا المركز في مرحلة أولى على أمل أن يشمل التغيير جل قنوات الشبكة لاحقا. ومعلوم أن الجزء الأول من هذا المشروع اكتملت دراسته ورصدت اعتماداته قبل 14 جانفي لكنه بقي معطلا. منطقة «مسيوتة» العلا، هي الاخرى احدى المناطق التي تشكو من انقطاع ماء الشرب منذ نحو نصف شهر، حيث انقطع الماء عن مجمع القطار وفي عدد من المجامع الأخرى. ويعود ذلك الى ضعف التدفق بسبب عدة عوامل تقنية وبسبب جودة الشبكة. وتشرف على الشبكة جمعيات مائية. ويطالب السكان ان يتم إدراج ربط القرية بماء الشرب ضمن مشمولات االشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه للحد من معضلة العطش. مفارقة عندما غمرت المياه العذبة حي سيدي سعد بالقيروان وتفجرت العيون من تحت المنازل، سارعت الصوناد الى نفي ان يكون الماء ماءها وتعللت بوجود مائدة مائية سطحية وزعمت ان تلك المائدة هي التي غمرت الحي بمائها العذب ما ادى الى تداعي عديد المساكن. ومن المفارقات ان هذه المائدة المائية لم تنفجر في منطقة من المناطق التي تشكو العطش من التي ذكرنا وغيرها. والغريب في الامر ان «الصوناد» تعجز في مناطق العطش تلك عن توفير الماء بتعلة الشبكة أحيانا وبتعلة الميزانية والاعتمادات أحيانا اخرى، بينما يتدفق الماء عبر القنوات يشق الشريشيرة العطشى والرويسات الظمأى والسبيخة الجافة متجها نحو مناطق بعيدة...ومع ذلك لا ينقطع ذلك الماء. اهل سد نبهانة وجبل الشراحيل اعلم بالسبب!