بعد أن نثر الترجيون كل ما هو رائع من الكلمات والأوصاف لتثمين البطولة التي تحصل عليها ناديهم للمرة الرابعة والعشرين يطالب جمهور الفريق الآن بتحويل هذا التتويج الى مقدمة أحلام جديدة تتصدرها رابطة أبطال افريقيا. أصبحت البطولة التي ظفر بها الترجي الرياضي حاليا في قبضة التاريخ ومن المؤكد أن المدرب نبيل معلول يدرك أن سعادة جماهير الأصفر والأحمر لن تكتمل الا اذا أحرز الفريق لقب رابطة أبطال افريقيا في نسختها الجديدة والذي بقي الترجي يطاردها منذ عام 1994 تاريخ حصوله على هذا اللقب في شكله القديم ويزداد شعور جماهير الفريق بالحزن أكثر كلما تذكرت أن الترجي تمكن من التتويج بكل الألقاب المحلية والقارية والاقليمية وحتى الافريقية الآسياوية ولكنه في المقابل عجز عن معانقة أمجد الكؤوس الافريقية (رابطة الأبطال).ومن جهة أخرى يعلم معلول أن رمز البطولة قد لا يساوي شيئا في نظر جماهير الترجي اذا لم يرافقه نجاح مماثل في رابطة أبطال افريقيا بحكم أن أغلب المدربين سواء المحليين أو الأجانب تمكنوا من قيادة الترجي الى احراز البطولات المحلية لكنهم عجزوا في المقابل عن تحقيق الحلم القاري الكبير للأصفر والأحمر. سيجدد الترجي الرياضي بداية من يوم السبت القادم العهد مع رابطة أبطال افريقيا ويبدو فريق «باب سويقة» حسب كل المتابعين أمام فرصة تاريخية لاحراز اللقب خاصة اذا أحكم الفريق استغلال المشاكل التي يتخبط فيها منافسوه. هذا ما لا يتمناه الترجيون؟ خلال عام 1999 بلغ الترجي الرياضي الدور النهائي لرابطة أبطال افريقيا لكنه خسر اللقب في الامتار الأخيرة أمام الرجاء البيضاوي بطريقة دراماتيكية (ركلات الترجيح 4 مقابل 3 للفريق المغربي) ثم وصل الى الدور النهائي للمرة الثانية على التوالي عام 2000 لكنه انهزم مجددا ذهابا وايابا أمام الفريق الغاني «هارتز أوف واك» ويتمنى الترجيون حاليا أن لا يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى بحكم أن الفريق وصل الى الدور النهائي في العام الماضي أمام «مازمبي» الكونغولي وقد يبلغ هذا الدور مجددا في النسخة الحالية. المشاكل تحاصر منافسي الترجي يعيش منافسو الترجي الرياضي وهم على التوالي: الأهلي المصري والوداد البيضاوي ومولدية الجزائر على وقع عدة مشاكل فالفريق الجزائري لم يتأكد من بقائه بصفة رسمية ضمن أندية القسم الأول بالبطولة الجزائرية سوى في الجولة الأخيرة عندما عاد بنقطة التعادل من «تيزي وزو» حيث واجه فريق شبيبة القبائل وخسر فريق المولدية مجهودات عدة لاعبين بحكم أنهم قرروا مغادرة فريقهم بحثا عن أندية أخرى تكون أكثر أمانا من الناحية المالية وتزامنت هذه الأزمة الخانقة التي يمر بها فريق المولدية مع مطالبة ادارة ملعب 5 جويلية (الذي سيحتضن مقابلة المولدية أمام الترجي الرياضي) الفريق بدفع حوالي 70 ألف أورو ويبدو أن مولدية الجزائر توصلت الى حل مبدئي بشق الأنفس مع ادارة الملعب وبالاضافة الى هذا الكم الهائل من المشاكل التي حاصرت فريق المولدية فإن هيئة النادي فسخت عقد نور الدين زكري ليخلفه البلجيكي «ليسان». أما بالنسبة للأهلي المصري فإنه أحرز لقب البطولة المصرية للمرة السابعة على التوالي ولكن هذا التتويج لم يحجب حجم المشاكل التي يعرفها الفريق حاليا فقد قرر مدربه «جوزي مانويل» التخلي عن خدمات الثنائي أحمد حسن وأسامة حسني وذلك وسط مطالبة جماهير «المارد الأحمر» بالابقاء على «صقر الكرة المصرية» (أحمد حسن) ولم ينتدب الأهلي الى حد اللحظة سوى المهاجم السيد حمدي قادما من فريق «بيتروجيت» ولكن جوزي مازال مترددا بشأن ادراجه ضمن القائمة الافريقية (الى حد الأمس على الأقل) ومازال المهاجم عماد متعب يحاول جاهدا استعادة حيويته المعهودة في الوقت الذي شهدت فيه «القلعة الحمراء» خلافا مدويا بين مدرب النادي واللاعب سيد معوض الذي تعرض الى عقوبة مالية في الآونة الأخيرة ولا ننسى كذلك أن اقدام محافظة القاهرة على مطالبة الأهلي بتسديد بعض الديون الخاصة بمعاليم كراء مقر النادي وينضاف الى هذه المشاكل غياب الجمهور عن مقابلة الأهلي أمام الوداد البيضاوي نهاية هذا الأسبوع وذلك بسبب العقوبة المسلطة على الأهلي من قبل الاتحاد الافريقي. من ناحيته شهد فريق الوداد البيضاوي تراجعا واضحا فقد اكتفى الفريق بالمرتبة الثالثة في الترتيب النهائي للبطولة المغربية بعد أن كان قد أحرز اللقب خلال الموسم الماضي (2010) كما أنه يمر بفترة انتقالية بحكم تعاقده مؤخرا مع مدرب جديد وهو السويسري «ميشال دي كاستال» والذي سبق له تدريب الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي والزمالك المصري و«أساك ميموزا»... وهو ما يعني أنه يعرف جيدا الكرة الافريقية. ولكن يبدو في المقابل أن الوداد البيضاوي يواجه إشكالا واضحا على مستوى عدم انضباط لاعبيه وهو ما نلاحظه من خلال حصولهم على عدة بطاقات حمراء في الموسم المنقضي على غرار: نذير المياغري وهشام اللويسي وأحمد آجدو وياجور... ماذا عن الترجي؟ يدخل الترجي دوري المجموعات بحظوظ وافرة بحكم أن لاعبيه اكتسبوا الخبرة القارية بعد بلوغهم الدور النهائي في النسخة الماضية كما عزز الترجي صفوفه بعدة انتدابات أبرزها على الاطلاق المهاجم الكامروني «يانيك نجونغ» الذي سيكون مطالبا بتسجيل كم كبير من الأهداف كتلك التي سجلها النيجيري «مايكل اينرامو» في النسخة الماضية (8 أهداف) وذلك في انتظار أن يعزز الفريق صفوفه أيضا بالمدافع المالي «ادريسا كوليبالي» والذي سيكون صمام الأمان في الخط الخلفي للترجي هذا مع ضرورة تعزيز الفريق أيضا بحارس مرمى من الطراز الرفيع بحكم افتقاد بن شريفية الى خبرة المقابلات القارية خاصة وأن صورة تلك الخماسية التي تلقتها شباك الحارس نوارة أمام «مازمبي» في العام الماضي ترفض أن تغادر ذاكرة الترجيين ويعتقد بعض الملاحظين أيضا أن فريق «باب سويقة» مازال في حاجة الى ظهير أيمن وهو ما جعل الترجي الرياضي خلال الموسم المنقضي يضطر الى التعويل على لاعبين يتميزون بنزعتهم الهجومية في هذا المركز على غرار خالد المولهي وسامح الدربالي... دون أن يجد الفريق ضالته الى حد الآن. تحقيق سامي حماني شكري الواعر: ضرورة التفكير في ظهير أيمن اضافي «يبدو أن الفريق وجد ضالته مؤخرا في خدمات المهاجم الكامروني «يانيك نجونغ» والذي سيكون مطالبا حسب اعتقادي بضرورة الاضطلاع بالدور الذي كان يقوم به النيجيري «مايكل اينرامو» ولاحظت أن الاطار الفني متحمس لهذه الصفقة كما أظن أن الفريق سيستفيد أيضا من التعاقد مع المدافع المالي «كوليبالي» ولن يواجه الترجي مشاكل تذكر بخصوص خط الوسط في ظل تواجد عدة عناصر مميزة مثل القربي والدراجي والمساكني والتراوي... ولكن أظن في المقابل أن الترجي في حاجة ماسة الى ظهير أيمن وأعتقد ان ادارة الفريق برئاسة حمدي المدب قامت بمجهودات كبيرة لانجاح مشوار الفريق على المستويين المحلي والقاري وهي مناسبة لأؤكد أنني أرفض التشكيك الذي أظهرته بعض الأطراف ازاء احراز الفريق لبطولة هذا الموسم». ادريس المحيرصي: الترجي كامل الأوصاف «أظن أن الاطار الفني يقوم بمتابعة دقيقة لكل الأندية المنافسة لفريقنا في رابطة أبطال افريقيا كما أننا قمنا بعدة انتدابات جيدة وسعت الهيئة المديرة الى توفير جميع ممهدات النجاح لذلك من المنتظر أن نبلغ الدور النهائي ونحرز على اللقب الذي خسرناه في الامتار الأخيرة خلال الموسم الماضي وأعتقد شخصيا أن فريقنا أصبح متكاملا في الوقت الراهن» الترجي أسبق من الأهلي وليون الفرنسي حقق فريق ليون الفرنسي عام 2008 انجازا تاريخيا استثنائيا عندما أحرز الفريق على البطولة الفرنسية خلال سبع مرات متتالية (بين 2002 و2008) وهو الانجاز نفسه الذي حققه النادي الأهلي في الأسبوع الماضي عندما أحرز زملاء أبو تريكة البطولة المصرية للمرة السابعة على التوالي أيضا (بين 2005 و2011) لكن سرعان ما اكتشف ميشال أولاس (رئيس ليون الفرنسي) وحسن حمدي (رئيس النادي الأهلي) أن الترجي الرياضي التونسي قد سبقهما في تحقيق هذا الرقم القياسي من البطولات المتتالية بحكم أن فريق «باب سويقة» أحرز لقب البطولة التونسية خلال سبع مرات متتالية بين 1998 و2004. سامي طارق عبد العليم (مدرب حراس مرمى الترجي سابقا): نجاح «نجونغ» في تعويض «مايكل» «أعتقد أن الترجي كان يبحث عن بديل للمهاجم النيجيري «مايكل» وهو ما جعله يتعاقد مع الكامروني «نجونغ» وأظن أن الترجي الرياضي وبعد أن بلغ الدور النهائي خلال الموسم الماضي فإنه قادر على الوصول ثانية الى هذا الدور واحراز اللقب خاصة وأنه حافظ على العناصر نفسها تقريبا لذلك أعتقد شخصيا أنه الأوفر حظا للتتويج باللقب وأجزم بأن الترجي الرياضي لا يحتاج سوى الى المهاجم الذي يعوض مايكل وهو ما قد يحققه المنتدب الجديد «نجونغ» أما بالنسبة للأهلي المصري والذي سيكون أحد أبرز المنافسين للترجي الرياضي فأظن أنه يمر بفترة انتقالية وقد تغيرت تركيبته بنسبة 60%». جون جاك تيزيي (مدرب حراس مرمى الترجي سابقا): نحتاج الى قدر عال من التركيز «أعتقد أن الترجي الرياضي لا يفتقد في الوقت الراهن سوى الى التسلح بقدر عال من التركيز حتى لا يتكرر سيناريو المقابلة النهائية أمام «مازمبي» خلال النسخة الماضية من رابطة أبطال افريقيا وشخصيا ليست لدي فكرة واضحة عن بقية المنافسين ولكن أعرف جيدا أن فريقنا بحوزته جميع المؤهلات التي ستمكنه من التتويج بلقب رابطة الأبطال الافريقية أما بالنسبة لحراسة المرمى فأظن أن معز بن شريفية مازال ينتظره الكثير من العمل حتى يتجاوز بعض الأخطاء المعينة وأظن أننا سنحدد حاجة الفريق الى حارس مرمى اضافي من عدمها بعد التشاور مع الهيئة المديرة للفريق».
