تعد معتمدية السبيخة من ابرز مناطق الجمهورية انتاجا على المستوى الفلاحي لكنها تحولت بسبب نقص مياه الري الى مدينة أشباح هجرها أهلها وتضررت الفلاحة فيها وغابت عنها التنمية. القيروان الشروق: تنتج معتمدية السبيخة من ولاية القيروان أكثر من 20% على المستوى الوطني من المشمش وهي كذلك أكبر منتج للفلفل والطماطم. و حوالي 120 الف طن من الخضروات سنويّا ، يحتلّ النشاط الزراعي 65% من القوى العاملة ويوفّر أكثر من 5 ملايين يوم عمل في السنة. حيث تبلغ مساحة الأراضي الزراعية 46 ألف هكتار منها 10 آلاف هكتار سقوية، بها أكثر من 2200 بئرا ارتوازية و110 آبار عميقة توفّر 35 مليون متر مكعب من الماء سنويّا. وتشهد القطاعات الحيوية والمشاريع التنموية غيابا ملحوظا. بما في ذلك القطاع الفلاحي. حيث يمرّ قطاع الزراعة منذ سنوات بحالة ركود وتراجع في الانتاج والتشغيل بسب غياب تأطير الفلاحين, وتدهور البنية التحتية خاصّة المسالك الريفية وسوء إدارة الموارد المائية وندرتها مع تقادم معدّات وشبكات الري في المناطق السقوية. الى جانب نقص الموارد المالية المخصّصة للجهة وغياب برنامج واضح لجلب الاستثمارات الخارجية والداخلية. تنمية منعدمة أما النشاط الصناعي فهو غائب تماما عن المنطقة حيث تمّ في السنوات الأخيرة إنشاء المنطقة الصناعية التي تبعد 15 كم عن مدينة السبيخة على الطريق الوطنية رقم (2) لكن لم تشغل المعامل الموجودة بهذه المنطقة سوى 15% من شباب السبيخة في حين يبلغ عدد العاطلين بالمعتمدية 23% من جملة القوى العاملة وعدد العاطلين من خريجي الجامعات يزيد عن 500 إذ لا يشغل القطاع الصناعي بالسبيخة إلاّ 900 عامل من مجموع 19000 ناشط من القوى العاملة أي بنسبة لا تتعدى 4,5% . حلم «اعمار» هل يتحقق شهدت السبيخة بعد الثورة ولادة جمعية تنمويّة جديدة تهدف الى دفع المنطقة التي لفها النسيان طويلا نحو مستقبل أفضل وضمان حقّ كلّ مواطن في العمل والسكن اللائق والدخل المحترم, والحدّ من الفقر وتأمين ظروف معيشية أفضل. مع تثمين ما تزخر به المنطقة من ثروة زراعية وموارد طبيعية هامّة وفي المقابل خصاصة واحتياجات تبعث على القلق. وتنطلق الجمعية من معطيات تنموية متوفرة عن الجهة من اجل تدارك النقائص والسلبيات واستثمار جميع المقومات التي تزخر بها معتمدية السبيخة.اهمها تطوير البنية التحتية خاصّة المسالك الفلاحية, مثل هذه المشاريع من شأنها أن تثبّت المواطن بمحيطه الريفي. وتشريك المواطنين في تسيير شؤون المنطقة والحدّ من إقرار مشاريع غير توافقية والأخذ بعين الاعتبار عند وضع البرامج التنموية، خصوصية الجهة,مع ضرورة تقديم المساعدة الفنية للمزارعين وتأطيرهم وذلك بتوفير الإطارات العليا في ميدان الفلاحة حسب الاختصاصات المطلوبة والتخلّي عن الأساليب القديمة المقدّمة من طرف المصالح الفلاحية وضرورة تنظيم المزارعين الصغار داخل هياكل خدماتية مندمجة. ويطالب ابناء السبيخة بإحداث منطقة صناعية بمدينة السبيخة لامتصاص أكبر عدد من العاطلين عن العمل خاصّة حاملي الشهائد, وإعادة النظر آنيّا في طريقة توزيع فرص العمل بالمنطقة الصناعية الموجودة على أطراف المعتمدية. وكذلك بتحديث المرافق الحيوية ومقرّ الإدارات بالمدينة وإيجاد بعض الخدمات بالمعتمدية كخدمات «الكنام» والضمان الاجتماعي وذلك تفاديا لعناء ومشقّة التنقّل للقيروان لقضاء حاجات المواطنين، وتحسين خدمات «الستاغ» و«الصوناد» مع ضرورة تأمين احتياجات المناطق السقوية من مياه سدّ «نبهانة» وذلك بالإسراع في إنجاز مشروع ربط السدّ بسدود الشمال الذي اثبت عديد الباحثين نجاعته.