أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المعظم الذي يأتي هذا العام في ظرف صعب على العائلات إذ يتزامن مع ذروة موسم الصيف وتزايد نفقات الترفيه والأعراس والأفراح وقبل عيد الفطر والعودة المدرسية. كما يأتي رمضان والأسعار تواصل ارتفاعها في ظل هشاشة الرقابة وجشع التجار. كيف ستتصرف العائلات لمجابهة النفقات المتتالية وهل يكون الحلّ في الاقتراض مثلما فعلت الحكومة المؤقتة؟ السيد محمد الحاج طيب مدير عام متقاعد من الوظيفة العمومية قال إن رمضان جاء في فترة صعبة نعيش فيها انفلاتا في الأسعار وغيابا لأجهزة الرقابة التي كانت تردع المتجاوزين. وفي المقابل تعود التونسي على الانفاق بافراط خلال شهر رمضان ولو أدى به الأمر الى الاقتراض والتداين لايجاد السيولة فقد تعود على العيش فوق طاقته باعتبار أن أغلب التونسيين لهم ديون جراء الشراء بالتقسيط. نفقات كبيرة وترى السيدة عائشة جيناست وهي تونسية متزوجة من فرنسي مسلم ومقيمة بالخارج وتقضي شهر رمضان بتونس أن الأسعار ارتفعت بعد الثورة وأن التونسي عانى كثيرا خلال الأشهر الماضية وتضرّرت ميزانيته خلال هذه الصائفة وهو ما قد ينعكس على قدرته الانفاقية في رمضان. ودعت السيدة عائشة التونسيين المقتدرين الى مساعدة العائلات المعوزة خلال شهر رمضان والتضامن معها. كما دعت التونسيين المقيمين بالخارج الى العودة الى الوطن لقضاء أيام من العطلة والمساهمة في دفع الحركة الاقتصادية بالبلاد. هذه المواطنة قالت إن نفقات رمضان لا تقلقها شخصيا لكنها فوق طاقة مئات آلاف التونسيين الذين قد يغرقون في بحر الديون. القروض هي الحل وأكد السيد هشام الميعادي موظف ببنك أن الأجور متوسطة ولا تفي بالحاجيات خاصة أن التونسي واجه عديد المناسبات الانفاقية في فترة وجيزة وأن أسعار الخضر واللحوم والغلال وبقية المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بشكل كبير. ولاحظت شخصيا أن عديد الأجراء وجدوا الحلّ في مزيد الاقتراض من البنوك أو التداين لدى الأقارب والمعارف. واشتكت السيدة ليليا الباجي موظفة ببنك من غلاء المعيشة ومن كثرة المصاريف وأكدت أن التونسي تعود على الاقتراض ودعت المواطنين الى مزيد التضامن مع المعوزين. التضامن والمساعدات وقالت السيدة وردة اليحياوي ربة بيت إن شهر رمضان جاء في فترة صعبة، إذ اضافة الى تتالي المناسبات الانفاقية من أعراس ومواسم النجاح والترفيه فإن استهلاك الماء والكهرباء يكون كبيرا وهو ما يبشر بفواتير منتفخة. كما أن الأسعار اشتعلت وأصبحت فوق الطاقة الشرائية لأغلب التونسيين وأساسا أصحاب الدخل المحدود. نفس الرأي عبر عنه سرحان الوهيد الذي يستعد للزواج والذي دعا الى مساعدة الفقراء وضعاف الحال وطلب من الحكومة المؤقتة التي عجزت عن التحكم في الأسعار العمل على مساعدة المعوزين ودعم التضامن معهم حتى لا تنتهز الأحزاب ولأغراض انتخابية الفرصة.