لعبت أغنية «الراب» في تونس دورا كبيرا أثناء ثورة الكرامة من خلال غوصها في شواغل الشباب التونسي السياسية والاجتماعية والثقافية وساهمت بقدر كبير في نشر ثقافة الثورة والمواجهة مع الدكتاتورية. وساهمت هذه الأغنية بشكل جلي في تحريض الشباب التونسي على الثورة ونذكر على سبيل المثال أغاني حمادة بن عمر الملقب ب«الجنرال» والمغني محمد الجندوبي المعروف باسم «بسيكو أم» والفنان محمد أمين زروق أو كنزي كما يلقبه جمهوره في تونس والذي عانى الكثير من الرقابة والملاحقة لسنوات وهو يستعد لتوزيع أغنية عن الثورة التونسية باللغة الانقليزية بعنوان «رسالة الى الملائكة» ويتحدث فيها «كنزي» عن عائلات الشهداء الذين سقطوا برصاص أعوان النظام السابق. وأكد «كنزي» في أحاديث صحفية أنه لا بدّ من التخلص من تمجيد الثورة وما حصل فيها والانتقال الى مرحلة جديدة، مرحلة البناء والمضي نحو الديمقراطية وحقوق الانسان. كما سجل الممثل والمغني التونسي محمد علي بن جمعة أغنية جديدة بعنوان «غلطوني» أعدّها بالاشتراك مع مهدي «أر تو أم» يقلد فيها كلام الرئيس المخلوع بن علي ويستعد الفنان لإصدار ألبوم يتضمن 14 أغنية راب ينوي التبرّع بعائداته لفائدة الهلال الأحمر التونسي. أسباب انتشار «الراب» ويُذكر أن «الراب» شكل موسيقي ظهر في أمريكا في أوائل القرن 21 عند الأقليات السوداء كتعبير ثقافي عن الظروف الصعبة والتعيسة التي يعيشها هؤلاء وأصبح «الراب» بمرور الوقت سلاحا للمهاجرين والمهمشين. التجارب في تونس بدأت محتشمة لكنها تطورت ليتحول «الراب» الى أداة لمحاربة الظلم والقهر ودفع الناس الى الثورة. ويعتمد «الراب» بالأساس على الكلمة في جملة لحنية واحدة تتكرر طيلة الأغنية ومصاحبة لإيقاع الكلمة. وشعريا يعتمد «الراب» على اللغة الدارجة التي يتفاعل معها الشباب. مطرب عالمي وفي استفتاء أجرته منذ فترة مجلة «تايم» وأكدت فيه مرة أخرى الاهتمام العالمي الذي يحظى به «الراب» التونسي ورد اسم مغني «الراب» «الجنرال» في مرتبة متقدمة ضمن قائمة ال100 شخصية الأكثر تأثيرا في العالم وضمت القائمة «أوباما» واللاعب ميسي والمغني ستينغ ورمز الثورة المصرية وائل غنيم و«نيكولا ساركوزي» و«أنجيلا ميركيل» وحسن نصر اللّه. وتعود شهرة «الجنرال» الى أغنية «رايس البلاد» التي تسببت في إيقافه زمن بن علي بتهمة الاخلال بالأمن العام لأنه دعا الى الثورة والحرية. ويقول الجنرال في أغنيته «سيدي الرايس اسمعني «بيان» (جيدا) قبل ما تخرج في برقية اعتقال وقبض» وخصوصا مقطع «خليني نحكي مادام القلب مازال يتكلم ومادام الشعب يهيج برايس البلاد». ما بعد الثورة ومنذ نجاح ثورة 14 جانفي تشهد الساحة الثقافية تنظيم سهرات من قبل مغنيي «الراب» الذين كانوا محظورين في عهد المخلوع، وكانت أول سهرة لهم السبت 29 جانفي 2011 تلتها سهرات أخرى ومنها سهرات بمناسبة إقامة ليالي قرطاج وبعض المهرجانات الصيفية.