كشف الديبلوماسي الليبي المنشق عبد الرحمان شلقم عن تخصيص العقيد معمر القذافي مرتبا شهريا للرئيس التونسي المخلوع وعن خشيته من مواجهة مصير صدام حسين مشيرا الى أنّ المخابرات الليبية حاولت اغتيال الملك عندما كان وليا للعهد. لندن (وكالات): وقال شلقم في مقابلة مع صحيفة «الحياة» اللندنية إن التنسيق بين أجهزة الأمن الليبية والتونسية كان كاملا الى درجة دفعت القذافي الى اقرار راتب شهري لزين العابدين بن علي. دعم مبارك وأضاف أن العقيد قدم دعما للرئيس المصري السابق حسني مبارك واشترى له طائرة ودعمه بكل الطرق. وأشار الى أنّ المدير السابق للاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان كان رجل ليبيا في مصر مضيفا أن الاستخبارات الليبية نقلت سرّا الى ليبيا من القاهرة وزير الخارجية الليبي السابق المعارض «منصور الكيخيا» الذي لقي مصرعه هناك. هاجس مصير صدام وخلال تطرقه الى الملف العراقي قال شلقم إنّ الزعيم الليبي أصيب خلال السنوات الأخيرة بهاجس احتمال لقاء مصير الرئيس العراقي صدام حسين. وأضاف دائما حسب أقواله أن القذافي كان يكنّ الكراهية المقيتة للرئيس الشهيد صدام حسين منذ البداية وهو ما مكن الايرانيين من دكّ المدن العراقية بصواريخ ليبية حصلت عليها طهران دون مقابل. وذكر أن العقيد كان يخشى من الأمريكيين وأن أجهزته الاستخباراتية زودت نظيرتها الأمريكية بمعلومات وافية عن تنظيم القاعدة والاسلاميين. محاولة اغتيال وفي حديثه عن الملف السعودي: قال الديبلوماسي الليبي المنشق إن العقيد كان حاقدا على السعودية ويحلم بتقسيمها وأنه قدم مساعدات لمعارضين في لندن ولأطراف في السلطة اليمنية وقوى الجنوب في اليمن والحوثيين لدفع هؤلاء الى العمل ضدّ السعودية على رغم الموقف المتسامح الذي اتخذه العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز عقب انكشاف محاولة اغتياله. وأكد في ذات السياق: ان مدير الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي اعترف بمحاولة اغتيال الملك عبد اللّه بن عبد العزيز يوم كان وليا للعهد، ولكنه أشار الى أنها تمت من دون علم القائد. وحمّل شلقم المخابرات الليبية مسؤولية تفجير طائرة «بوتا» المدنية فوق صحراء النيجر لاعتقادها خطأ أن المعارض الليبي محمد المقريف موجود على متنها. وأضاف أن تفجير طائرة «بان أمريكان» فوق لوكربي عملية معقدة ومركبة وليست صناعة ليبية خالصة. ولمّح ذات المتحدث الى علاقة العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان ببرنامج أسلحة الدمار الشامل. وأشار الى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش حمّل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تحذيرا من أن واشنطن ستدمر هذا البرنامج إن لم تتخل طرابلس عنه. وتحدث عن لقائه الأخير مع العقيد الذي يعتبر نفسه شخصية استثنائية الى درجة أنه يغار من سيف الدولة على رغم حبه لشعر المتنبي.