أشرفت جمعية «حوتيات» التي تكونت مباشرة بعد ثورة الحرية والكرامة وبمشاركة عدد من الباحثين المختصين في علوم البحار والطلبة الباحثين والصيادين والمصطافين على تنظيم تظاهرة «دلفيس 2011» وهي تظاهرة تهدف إلى دفع البحث والتعمق في دراسة الثدييات البحرية والنهوض بالثقافة البيئية من اجل المحافظة على الحوتيات. التظاهرة انطلقت يوم 15 جويلية وتواصلت على امتداد ثلاثة أيام وهي تظاهرة عالمية شاركت فيها تونس للمرة الثانية على التوالي بمعية عدد من الدول التي تفتح على البحر الأبيض المتوسط على غرار ايطاليا والمغرب وفرنسا وقال عنها السيد سامي مهني رئيس الجمعية والسيدة هادية بكار الرئيسة الشرفية للجمعية ومستشارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للصندوق الدولي للرفق بالحيوان أنها كانت متميزة وشدت اهتمام المشاركين بفضل البرامج المقترحة والأفلام الوثائقية المعروضة والخرجات البحرية الاستطلاعية التي تم تنظيمها في ذات الغرض. وقد كانت فقرات برنامج التظاهرة متنوعة حيث اشتملت على عرض أفلام وثائقية حول الدلافين وطريقة عيشها وتناول أسرار عالم البحار بالإضافة إلى تنشيط الأطفال في كاب مرينا بالمنستير من خلال ورشات للتلوين. كما كان للمشاركين في هذه التظاهرة فرصة الإبحار والتحول إلى جزيرة قوريا الواقعة في عرض سواحل مدينة المنستير لاكتشاف بعض خصوصيات هذه الجزيرة التي تعد في نفس الوقت محمية للسلاحف البحرية. وفي اليوم الثالث كان الموعد مع خرجة بحرية متخصصة ذات صبغة علمية انطلاقا من ميناء صيادة قام خلالها الطلبة والمشاركون برصد تحركات الدلافين في المواقع التي يمكن أن تظهر فيها والتقاط صور لها في إطار مسابقة زيادة عن اخذ عينات بيولوجية وفيزيوكيميائية من مياه البحر لدراستها وتحليلها الدلفين والبحارة ومعلوم أن أنواع الدلافين وفق بعض طلبة المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار هي أربعة الدلفين الكبير والدلفين العام والدلفين الأزرق والأبيض والدلفين دي روسو وكلها تعيش على وقع الخطر في ظل ما تشهده تحركات الصيادين في أعماق البحار أثناء الصيد وما ينجر عنها من مشاكل تهدد الحوتيات في حياتها وتعيق عمل البحارة. ولعل نشاط هذه الجمعية يتنزل في جانبه التحسيسي والتوعوي الذي يساعد البحارة على حسن التصرف وتقف إلى جانبهم إذ تضع على ذمتهم جملة من الآليات التي تحدث ذبذبات صوتية وفوق صوتية تبعد الدلافين عن الشباك للتجربة والاقتناع بجدواها على أن يبقى الاختيار أولا وأخيرا للبحار الذي عليه أن يختار الحل الأفضل الذي يساعده. ويمكن القول إن دور الجمعية لا يقتصر على حماية الدلافين فقط وإنما يتجاوز ذلك ليشمل الدفاع عن الحوتيات وحتى بقية الحيوانات المهددة بالانقراض هذا بالإضافة إلى تكوين الطلبة ومساعدتهم على إنهاء بحوثهم الجامعية من خلال الملاحظة العينية ونعتقد أن الوزارات المعنية مطالبة بدعم ومساندة الصيادين الذين طالما اشتكوا من مهاجمة الدلافين لشباكهم وتمزيقها في عرض البحر مما كبدهم خسائر كبيرة. وقد علمت «الشروق» أن أعضاء الجمعية سيقومون خلال الأيام القليلة المقبلة بإعداد تقرير مفصل يتضمن كل ما توصل إليه المشاركون ويدون ملاحظاتهم لتدارسها في مدينة نيس الفرنسية ومقارنتها بما توصلت إليه بقية الجمعيات بمختلف الدول المشاركة في تظاهرة دلفيس 2011 وذلك في ما يتعلق بالحوتيات وبقية الكائنات البحرية.