شهد حي «المشتل» بمنطقة العقبة (الحرايرية) عمليات عنف وتخريب وحرق استهدفت مجموعة من المنازل التابعة لمتساكني ما يسمى ب«2626». «الشروق» تنقلت على عين المكان فكان الريبورتاج التالي: تونس الشروق جدت هذه الواقعة في ساعة متأخرة من الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد بعد أن فشل بعض المنحرفين في استهداف مركز الحرس الوطني بالجهة. «الشروق» انتقلت إلى مكان الحادثة وحاولت رصد مواقف سكان الحي ومعرفة أسباب هذه الاعتداءات غير المسؤولة ومن يقف وراءها فوجدنا أبوابا ونوافذ موصدة تأهبّا لأي خطر طارئ ماعدا قليل منها أطل من ورائها متساكنوها بكل حذر خوفا من حجارة طائشة أو قذيفة غاز قد تنفذ فجأة داخل منازلهم التي آوتهم بعد معاناة كبيرة... منازلهم التي انقسمت إلى شقين إثنين بالحي ذاته شق تعرض إلى حرق بعض منازله وشق آخر تقول عجوزتان التقيناهما تجلسان «القرفصاء» تحت جدار إحدى عماراته تتأملان آثار النيران، وقد التهمت الجدران بأنه من المحتمل أن يتعرض هو الآخر إلى الاعتداء في أي لحظة دون سابق إنذار ولأسباب مجهولة لهذه الاعتداءات الإجرامية التي يقوم بها جملة من المنحرفين... حاولنا التحدث معهما فبدت إجابتهما مقتضبة وكأنهما تخشيان ما قد ينجر عن تصريحاتهما من عنف أو ربما قتل من طرف «عصابة الموت» مثلما اتفقتا على تسميتها لتؤكدا لنا بعد أن طلبتا منا عدم الإفصاح عن هويتنا لكل من يعترض سبيلنا من شباب الحي خوفا من إصابتنا بأي مكروه خاصة أنهم (المنحرفون الذين قاموا بعمليات العنف) يترصدون كل من يحاول فضح ممارساتهم بما في ذلك أعوان الأمن حيث بادروا بمحاولة تخريب مركز الأمن بسبب المجهودات المكثفة التي يقوم بها الأعوان من دوريات ليلية وعمليات تمشيط للمنطقة وإيقاف بعض المتورطين من بائعي الخمر خلسة ومتعاطي المخدرات واصدار برقيات تفتيش في البعض الاخر وهو ما جعلهم يحاولون حرق مركز الأمن لطمس جرائمهم واتلاف وثائق إدانتهم لولا تضامن المواطنين مع الأعوان للتصدي لهم وإفشال مخططهم الإجرامي لينتقلوا إلى منازل حي المشتل وتعم الفوضى العارمة ويختلط «الحابل بالنابل» ولا ترى إلا نيرانا تضيء ظلمة المكان وتلتهم بعض المنازل دون معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك. حاولنا التقاط صور لهما فصرختا في وجهنا قائلتان : «لا تدمري حياتنا أرجوك حينها أدركنا صعوبة الموقف وخطورته. منحرفون مسلحون اتجهنا إلى مركز الأمن لمزيد الاستفسار عما جرى حيث أكد لنا النقيب يوسف الميساوي رئيس مركز العقبة أن الخلاف جدّ بين مجموعة من المنحرفين التابعين لحي المشتل بمعتمدية العقبة وذلك بعد أن تهجم قرابة ال300 شخص مسلح على المركز في غفلة من الجميع لولا إنذار الأعوان من قبل بعض المواطنين الذين تصدوا لهم ومنعوهم من الولوج الى الداخل قبل وصول التعزيزات الأمنية واضاف أن في ليلة الواقعة تم إيقاف أحد الشبان بتهمة تعاطي «الزطلة» والخمر وبيعهما وهو ما أثار استياء رفاقه من مستهلكين ومشاركين في عمليات البيع ليستعينوا بعدد كبير من الأشخاص مسلحين بالهراوات والسكاكين والقذائف المسيلة للدموع والقضبان الحديدية وغيرها للتخلص من المقر الأمني بما فيه الأعوان حتى يتمكنوا من السرقة وغيرها من عمليات العنف والتخريب دون أي حاجز. حرق وإتلاف وأضاف أنه وأمام فشل خطتهم انتقلت المواجهات إلى حي المشتل القريب من مركز الأمن واندلعت النيران في وقت قصير في بعض منازله ورغم تدخل أعوان الحماية المدنية وأعوان شركة الكهرباء والغاز لاخماد النيران إلا أنهم جوبهوا بالصدّ من قبل تلك العناصر المتناحرة التي لم يتسن للأعوان إلقاء القبض عليهم بسبب حالة الهيجان التي عمت المكان وقذائف الغاز الموجهة إلى الاعوان من أعلى أسطح العمارات التي حالت دون المسك بهم خاصة أنهم (الأعوان) خيروا عدم إطلاق النار حماية للجميع وحاولوا مطاردتهم إلا أنهم كانوا يتجهون إلى أماكن تحول دون اللحاق بهم في الظلام الحالك وقال النقيب الميساوي : «نحن اليوم نحاول تهدئة النفوس بمساعدة لجنة حماية الثورة» وأضاف أن متساكني العقبة التزموا بوضع حدّ لهذه الممارسات وعدم تبادل الزيارات بين جميع الأطراف (متساكني العقبة وحي المشتل) في انتظار اجراء التحقيقات اللازمة وإيقاف من سيكشف عنه البحث وتساءل عن الايادي الخفية التي تدعو هؤلاء المنحرفين وتشجعهم على عمليات العنف والتخريب في هذا الوقت بالذات.