قتل صباح أمس 3 عكسريين صهاينة أحدهم ضابط في عملية فدائية جريئة نفذتها مجموعة من المقاومة الفلسطينية في مستوطنة «موراغ» شمال مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وكانت العملية الفدائية المشتركة تحديا آخر للصهاينة وردا على عدوانهم المتواصل الذي خلف أمس مزيدا من الاصابات في صفوف الفلسطينيين. ونفذت المقاومة الهجوم الجريء في وقت بدأ فيه شارون أولى الخطوات العملية باتجاه تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة وتحت ستار الضباب الكثيف الذي كان يحجب الرؤية الى حدّ كبير في قطاع غزة وكذلك في جانب من الأراضي المحتلة عام 1948، تمكن ثلاثة فدائيين من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، ومن لجان المقاومة الشعبية ومن كتائب «أحمد أبو الريش» (القريبة من حركة «فتح») من الوصول الى مستوطنة «موراغ» المحصّنة ثم اشتبكوا مع القوات الصهيونية وكبّدوها خسائر هامة في الأرواح. عملية جريئة وهاجم الفدائيون الثلاثة الذين كانوا مسلحين بالبنادق الآلية والقنابل اليدوية الموقع العسكري الذي يؤمن الحراسة للمستوطنين. واشتبك الفدائيون مع أفراد قوة الحراسة وتمكنوا للوهلة الأولى من قتل 3 عسكريين صهاينة من بينهم ضابط في حين استشهد اثنان من أفراد المجموعة الفلسطينية. وبعد حوالي خمس ساعات من المواجهة الأولى خاض المقاوم الثالث اشتباكا عنيفا مع الجنود الصهاينة الذين كانوا يلاحقونه. وخلال الاشتباك الثاني جرح المزيد من الصهاينة بينهم صحفي وهو ما دفع قوات الاحتلال الى اجلاء الصحفيين الذين كانوا يغطّون مؤتمرا صحفيا لقائد عسكري صهيوني على مسافة 200 متر من البيوت المكيفة التي تحمي بداخلها المقاوم الفلسطيني بعد استشهاد رفيقيه. وأصيب العسكريون والصحفيون الاسرائيليون الذين كانوا حاضرين في المؤتمر الصحفي بحالة من الذعر الشديد بسبب غزارة النيران. وبعد مقاومة باسلة استشهد الفدائي الثالث الذي واجه عددا كبيرا من جنود الاحتلال. وزيادة عن القتلى الثلاثة أصيب 3 جنود صهاينة آخرون على الأقل ووصفت جروح أحدهم بالخطيرة جدا. وعلى مدى الساعات التي استغرقتها العملية الفدائية، ظلّ المستوطنون محاصرين داخل منازلهم. وفي تصريح لإذاعة جيش ا لاحتلال وصف مسؤول في مستوطنة «موراغ» العملية الفدائية التي اشتركت فيها ثلاثة فصائل من المقاومة بأنها كانت لطمة قوية. وفي رفح وخان يونس تبنّت كل من سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين (الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية) وكتائب أحمد أبو الريش مسؤولية الهجوم الفدائي المشترك بواسطة مكبرات الصوت. اعتداءات... وضربات صاروخية وقبل قليل من هذه العملية التي بدأت في السادسة صباحا بتوقيت فلسطين، أغارت مروحيات اسرائيلية مرتين متتاليتين على مخيم خان يونس مما أدى الى جرح 15 فلسطينيا بينهم طفل وصفت جراحه بالبليغة. وتم القصف بالتزامن مع توغل قوة صهيونية في المخيم بدعوى البحث عن مواقع لإطلاق الصواريخ. وخلال التوغل دمّرت القوة الاسرائيلية 10 منازل. وقد جرح أمس مستوطن وأصيب 8 آخرون بالهلع اثر سقوط صاروخي «قسام» على مدينة «سديروت» اليهودية جنوبي فلسطينالمحتلة. وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين من جهتها أن مقاتليها أطلقوا صاروخا من نوع «ناصر 3» على مهبط للطائرات الاسرائيلية شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة مؤكدة أن المقاتلين عادوا بسلام الى قاعدتهم. وأكدت ألوية الناصر في بيان آخر أنها قصفت مستوطنة «نتساريم» بصاروخين. وقرب هذه المستوطنة تحديدا نسف جيش الاحتلال أمس منزلا بدعوى أن المقاومين يطلقون منه النار على المواقع الصهيونية. وفي خان يونس استشهدت أمس طفلة فلسطينية متأثرة بجروح أصيبت بها قبل أسبوعين في حين استشهد قيادي من «سرايا القدس» في مستشفى اسرائيلي كان قد نقل إليه اثر اصابته قبل 10 أيام في طولكرم في اشتباك مع جنود الاحتلال. وتوغلت أمس قوة اسرائيلية كبيرة في جنين. وكان جيش الاحتلال قد اعتقل الليلة قبل الماضية 16 فلسطينيا خلال حملة مداهمات أخرى بالضفة الغربية.