كشف شهود عيان انه تم العثور على مقبرة جماعية في الشمال الغربي لمدينة الفلوجة تضم رفات عديد الاشخاص ذوي «الملامح الاجنبية» يرجح انها تعود لجنود امريكيين لقوا مصرعهم حديثا في المدينة. ويعكس هذا الامر في الواقع «الارتفاع الصاروخي» لعدد القتلى في صفوف الامريكان بالعراق والتعتيم الاعلامي الكبير الذي تمارسه القوات الامريكية على عدد قتلاها بهذا البلد. وكانت الفلوجة قد شهدت منذ افريل الماضي معارك بالجملة بين القوات الامريكية وأهالي المدينة الامر الذي أسفر عن سقوط عديد الشهداء والجرحى في صفوف العراقيين. لكن اهالي المدينة يؤكدون انه بالرغم من العدد «المفزع» لعدد القتلى من بينهم فإن قوات «المارينز» تكبدت هي الاخرى خسائر جسيمة خلال هذه المعارك وفقدت العشرات في صفوفها. عشرات القتلى... في الفلوجة وأفاد شهود عيان في هذا الصدد أنهم عثروا على مقبرة جماعية الاربعاء الماضي في الشمال الغربي من مدينة الفلوجة تضم رفات 16 شخصا ملامحهم اجنبية. وأبلغ الشهود مراسل وكالة الانباء الالمانية ان الاهالي عثروا على مقبرة تحوي رفات 16 شخصا اجنبيا قتلوا حديثا يرجح انها تعود لجنود امريكيين دفنوا في شمال غربي الفلوجة بينما لم تتم معرفة الوسيلة التي قتلوا بها. وأوضح الشهود ان الجثث التي لم يستدل على هويتها عثر عليها ترتدي الازياء الشعبية الخاصة باهالي الفلوجة وهي عبارة عن سراويل ودشداشات وشماغات. وأشاروا الى أن طريقة قص الشعر تدل على أن هذه الجثث لعسكريين كما أن ملامحهم وألوان شعرهم تدل على أنهم من الاجانب. وقال شاهد عيان انه تم العثور على هذه المقبرة بعد أن انبعثت روائح كريهة في محيط المدينة مما اضطر الاهالي الى «نبش» المكان ومعرفة مصدر هذه الروائح. وأضاف الشهود أن الشرطة حضرت الى المكان ومنعت الصحفيين من الاقتراب وتصوير الجثث كما أبعدت المواطنين عن المكان... لكن بعض الكاميراوات «اختطفت» جانبا من الصور لرفات العسكريين التي عرض البعض منها امس. وفي الرمادي اعلن الجيش الاسلامي في العراق احد فصائل المقاومة العراقية امس انه يمتلك جثثا لعديد القتلى الامريكان في العراق. «الأجانب» الذين عثر عليهم بالفلوجة في الواقع الخسائر الفادحة التي تتكبدها قوات الاحتلال في الارواح كما في العتاد في مختلف انحاء العراق حتى أن مصادر لاحظت ان عدد القتلى في صفوف الامريكان بهذا البلد يقدّر بأضعاف مضاعفة للرقم الذي تعلن عنه السلطات الامريكية. ويرى عدد من العراقيين ان عدد القتلى من الجنود الامريكيين في العراق شهد ارتفاعا قياسيا خلال هذه الفترة في ضوء اتساع دائرة المواجهات بين المقاومة وقوات الاحتلال من شمال العراق الى جنوبه. وقالت المصادر ذاتها ان السلطات الامريكية لا تريد الاعلان عن الرقم الصحيح لقتلاها بالعراق لانها تخشى من ان «يُرجّ» الرأي العام الامريكي وبالتالي يؤثر ذلك على الرئيس جورج بوش الذي يخوض «سباق» الانتخابات الرئاسية. ولفتت المصادر في هذا الصدد النظر الى هجوم بسيارة مفخخة استهدف دورية امريكية من سيارتين نوع «همر» ومدرعة في منطقة «المنصور» ببغداد مؤكدة أن هذا الهجوم اودى بحياة ما لا يقل عن عشرة جنود في حين أن القوات الامريكية اعلنت عن مقتل جندي واحد في الحادث. وفي السياق ذاته كشف شهود عيان ومصادر صحفية متطابقة ان عبوة ناسفة انفجرت عصر الاربعاء الماضي لدى مرور قافلة امدادات امريكية تضم صهاريج وقود على الطريق بين «اليوسفية» والمحمودية جنوب بغداد. وأكّدت المصادر ان هذا الهجوم اوقع قتيلين في صفوف الجنود الامريكيين ودمّر صهريج الوقود وسيارة عسكرية من نوع همر في هجوم جريء للمقاومة لكن القوات الامريكية تكتمت عن هذه العملية ولم تعلن عن وقوعها اصلا.