تونس (الشروق) تقع مدينة تستور في «وسط» الشمال الغربي وتشقها الطريق الوطنية تونس – الكاف وتبعد عن تونس العاصمة حوالي 76 كلم. وتتميّز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتواجدها فوق هضبة عالية مطلّة في شموخ على عدد من الجبال والهضاب والأودية والمنحدرات. وتستمدّ تسمية تستور من الجبال المحيطة بها والساترة لموقعها. وتأسست المدينة القديمة على يد الموريسكيين الإسبان القادمين من مدينتي «قشتالا وأراغون» سنة 1609م. وعمّرها على طول قرون خلت المهاجرون الإسبان والبرابرة والمسلمون. إضافة إلى الجالية اليهودية وذلك في تعاون تكاملي تعميري بعيدا عن نعرات الملل والمذاهب. ثراء حضاري وتشتهر مدينة تستور بكثرة مواقعها ومعالمها الأثرية وخصوصا منها الدينية على غرار الجامع الكبير المتواجد بنهج الكوندي وبجوار ساحة الفنون والذي أشرف على تشييده محمد تغرينو سنة 1630 م . وهو معلم مرتب بتاريخ 8 جوان 1861 م ويشتهر بساعته الحائطية المثبتة بأعالي الصومعة منذ 1760م والتي تدور بشكل معاكس للاتجاه المألوف. وبعد توقفها على الدوران لمدّة ثلاثة قرون خلت تمّ إصلاحها وتشغيلها خلال شهر نوفمبر 2014. وذلك لإبراز خصائصها العلمية والتاريخية والثقافية على حدّ السواء من قبل المهندس عبد الحليم الكوندي أصيل مدينة تستور وبمساعدة المواطنين. وتشتهر مدينة تستور الحديثة بوفرة حرفها اليدوية كالجبة والمرقوم الاسباني والعياري والقشابية وغيرها كثير. هذا إلى جانب وفرة خيرات الأرض كالمشمش والرمان خصوصا. وخلف المدّ الإسلامي انتشار عدد من الفرق الصوفية وأولياء الله الصالحين على غرار زاوية سيدي نصر القرواشي التي يعود تأسيسها إلى سنة 1733 إضافة إلى ذائع الصيت وعالي المقام سيدي ابراهيم الرياحي إلى جانب كوكبة فاضلة من العلماء والمشاهير في مختلف الميادين ممن توزعوا بعديد المدن الداخلية.