سورة سبأ هي السورة الرابعة والثلاثون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الثامنة والخمسون بحسب ترتيب النزول، نزلت بعد سورة لقمان، وقبل سورة الزمر. وهي سورة مكية، وعدد آياتها أربع وخمسون آية. اسم السورة (سورة سبأ) وهذا الاسم الذي اشتهرت به في كتب السنة، وكتب التفسير، وبين القراء؛ ووجه تسميتها به، أنها ذُكرت فيها قصة أهل سبأ. وروى الإمام أحمد في «المسند» عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ: ما هو، أرجل، أم امرأة، أم أرض؟ قال»بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة، وسكن الشام منهم أربعة. فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير. وأما الشاميون: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان». قال ابن كثير في «تفسيره»: وفيما يتعلق بالمقاصد الكلية التي تضمنتها السورة هي موضوعات العقيدة الرئيسة: توحيد الله، والإيمان بالوحي، والاعتقاد بالبعث. وتفصيل ما تضمنته السورة من مقاصد وفق التالي: - إبطال قواعد الشرك وأعظمها إشراك آلهة مع الله، وإنكار البعث، فابتدأ سبحانه السورة بدليل على انفراده تعالى بالإلهية، ونفي الإلهية عن الأصنام، ونفي أن تكون الأصنام شفعاء لعبادها. - التركيز الأكبر في السورة على قضية البعث والجزاء. - إثبات إحاطة علم الله بما في السماوات وما في الأرض، فما يخبر به فهو واقع، ومن ذلك إثبات البعث والجزاء. - إثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وصدق ما جاء به القرآن، وأن القرآن شهد به علماء أهل الكتاب. - إلزام الحجة على منكري النبوة. - بيان معجزات داود وسليمان عليهما السلام. - تقرير سنة من سنن الله في عباده، وهي أن النعم التي يمنحها الله عباده، إنما تدوم بشكر المنعم، وشكر المنعم إنما يكون بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، والاهتداء بهديه، وأن النعم تتحول إلى نقم وهلاك، إذا أعرض الإنسان عن هدي ربه، بفعله ما نهى الله عنه، وتركه ما أمره الله به، وسلوكه سبيل المفسدين والمكذبين والضالين، كما حصل مع قوم سبأ. - تهديد المشركين وموعظتهم بما حل ببعض الأمم المشركة من قبل، وأن جَعْلَهم لله شركاء كفران لنعمة الخالق؛ فضرب لهم المثل بمن شكروا نعمة الله واتقوه، فأوتوا خير الدنيا والآخرة، وسخرت لهم الخيرات مثل داود وسليمان، وبمن كفروا بالله فسلطت عليه البلايا في الدنيا، وأعد لهم العذاب في الآخرة مثل سبأ. - التحذير من تغرير الشيطان، وأنه عدو للإنسان. - بيان أن الإيمان والعمل الصالح -لا الأموال ولا الأولاد- هما قِوام الحكم والجزاء عند الله. - بيان أنه ما من قوة في الأرض ولا في السماء تعصم من بطش الله، وما من شفاعة عنده إلا بإذنه. - وعد المنفقين والمصدقين بالإخلاف. وتبشير المؤمنين بالنعيم المقيم. وبيان أن العودة إلى الحياة بعد الممات لتدارك ما فات أمر محال.