على الرغم من انها اتخذت منهجا جديدا نحو السيناريوهات التاريخية الا ان الدراما التونسية لم تجد لها طريقا نحو الإبداع والتطور في الكتابة بل بقيت منحصرة في العنف والعري والمخدرات... فهل أصبحنا نتحدث عن أزمة سيناريو حقيقية في تونس أو أن استسهال الكتابة عمّق هذه الأزمة؟! تونس «الشروق» من «تاج الحاضرة» الى «شورب» فط «نسيبتي العزيزة» و»دنيا اخرى» و»سبعة صبايا»و « لافاج» وغيرها من العناوين الأخرى ... اعمال درامية وهزلية تابعها المشاهد في رمضان 2018 منها التي تعود بها المشاهد في مواسم سابقة ومنها التي تقدم لأول مرة وبالرغم من ان هذا الموسم شهد كثافة في الانتاج مع تغيرات في الأعمال الدرامية التي قدمت في ثوب جديد حيث حاول اصحابها العودة الى تاريخ تونس من خلال بعض احداثه وشخصياته الا ان ضعف الكتابة وغياب التصور والعمق في الطرح جعل منها اعمال سطحية خالية من اي ابداع ... نفس الشيء بالنسبة للأعمال الهزلية التي بالغت في البحث عن الإضحاك فسقطت في السطحية والإبتذال والتهريج ولعل من اهم اسباب ضعف هذه الأعمال التي قدمت نصوصا هزيلة هي استسهال الكتابة الدرامية والهزلية خاصة وان غالبية كتاب هذه الأعمال لا علاقة لهم بكتابة السيناريوهات فهم مجرد هواة سحبوا البساط من تحت اقدام كتاب السيناريوهات المحترفين هذا الى جانب ان جل هذه الإنتاجات أعدها اصحابها في اوقات قياسية حتى تكون جاهزة في رمضان والإستحواذ على اكثر عدد من المستشهرين .. كل هذه العوامل تجمعت لتنتج ازمة سيناريو حقيقية.. كما يعمل عدد من مخرجي وكتاب سيناريوهات هذه الأعمال على النهايات المفتوحة ولشد المتفرج في المواسم القادمة وبغض النظر عن نجاح العمل من فشله يسعى هؤلاء الى تقديم هذه الأعمال في اجزاء جديدة وحسب بعض المعلومات فإن كل من تاج الحاضرة وشورب سيتواصلان في اجزاء قادمة دون ان ننسى سيتكوم «نسيبتي العزيزة» الذي يصل موسمه الثامن في انتظار الموسم التاسع لكن عادة ما يساهم توليد الأجزاء في ضعف السيناريو والسقوط في التكرار والتمطيط ... ف مراعاة ذوق المشاهد وميولاته لم يعد من اهتمامات المنتجين بقدر اهتمامهم بالمستشرهين حتى ان هناك من اكد ان المنتج اصبح يتدخل في الكاستينغ ويفرض ممثلين معينين في اطار ما يسمى «بالوجه الذي يبيع» كل ذلك بات يطرح اكثر من استفهام حول ازمة الدراما التونسية فالمشاهد يلتقي بالأعمال التونسية على هذه الفضائية مرة في السنة ليجد نفسه مظطرا لمشاهدة انتاجات ذات مضامين هزيلة بعيدا عن اي تصور او ابداع وعن الفكرة الجيدة والجادة... هجمة الدخلاء أفرزت مواضيع لا قيمة لها وللممثل والسينياريست حسين المحنوش رأي في الموضوع ويقول « كل ما يتعلق بالكوميديا فاشل لأن الكوميديا صعبة وهي قائمة الذات منفصلة عن الدراما اذ تتطلب تركيبات سواء على مستوى الشكل او المضمون يضيف المحنوش « فمثلا عندما نتعامل مع الجانب النفسي لابد من الأخذ بعين الإعتبار كوميديا الوضعية وكوميديا الطبع وكوميديا الكلمة والكوميديا التي تتعلق بالجانب الفيزيولوجي بحيث كل هذه المعطيات لابد من توضيفها ...لكنها غابت في جل الأعمال الهزلية الرمضانية ...» اما في مايتعلق بالدراما يقول حسين المحنوش « على المستوى التقني هناك تطور كبير وهو ما لاحظته في «شورب» لكن يبقى الموضوع غريب بالرغم الآداء الجيد للمثلين لكن السيناريو لا معنى له بل انه يشكل خطورة على الناشئة ...يؤكد المحنوش «للأسف هجمة الدخلاء والغرباء على الميدان أفرزت مواضيع لا قيمة لها وسيناريوهات ضعيفة ..» استسهال ولهفة على الإنتاج أفرزا الرداءة والتفاهة في نفس السياق يتحدث الممثل والسينياريست عبد العزيز المحرزي « ويقول «هناك لهفة على الكتابة دون التحكم في آلياتها الجميع يريد خوض هذه التجربة الى درجة أننا نشاهد أشياء لا يمكن تصنيفها او تمييزها ... يضيف محدثنا «الكتابة فن ومن لا يملك آلياتها لن ينجح فيها ...هناك استسهال وهجمة على كتابة السيناريوهات لم نجد لها تفسيرا ولعل ما عمق الأزمة فسح اصحاب القنوات الفضائية المجال لهؤلاء وتمكينهم من مساحات للبث لعرض تفاهاتهم في اطار تشجيع الشباب لكن ذلك يدخل في الحقيقة في اطار المحابات والصداقات وهو ما كرس الإبتذال والرداءة ...» يؤكد المحرزي « اتمنى ان يع هؤلاء خطورة ما يقدمونه للدراما وغيرها وان يتعلموا جيدا ان السيناريو ينطلق في مرحلة أولى من فكرة ثم كيف يمكن إيصال تلك الفكرة في مرحلة ثانية ..» عبد العزيز المحرزي يقول ايضا « كنت دائماً ألفت الإنتباه منذ نهاية شهر رمضان لإعداد الورشات مبكرا وتأطير من يرغب في الكتابة حتى نتمكن من تقديم انتاجات جيدة وطرح مواضيع هامة في الموسم القادم تهم المجتمع والشباب بدرجة أولى ونقدم مادة تشرف حتى لا نترك أنفسنا للسخرية امام الآخرين ...» لكن للاسف يضيف المحرزي « هناك استسهال ولهفة على الإنتاج حتى ان بعض الأعمال التي كانت ناجحة سابقا نزلت هذا الموسم الى أسفل السافلين لذلك لابد من التقييم الجاد وغربلة القطاع لان هناك ازمة كبيرة لابد من معالجتها...».