حذر مجلس الاستخبارات القومي الامريكي الرئىس جورج بوش في تقرير قدمه قبل شهرين من الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق من ان شن تلك الحرب واحتلال العراق سيؤدي الى ثورة محتملة ضد الحكومة العراقية الجديدة او قوات الاحتلال الامريكي قائلا ان الثوار الذين ينتمون الى نظام الرئىس العراقي صدام حسين يستطيعون العمل مع المجموعات المناهضة للولايات المتحدة الموجودة او العمل بصورة مستقلة لشن حرب عصابات ان نشوء حرب سيزيد من التعاطف في العالم الاسلامي مع بعض اهداف تلك المجموعات على الاقل في المدى القصير. وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت الاسبوع الماضي ان مجلس الاستخبارات القومي الامريكي كان ايضا حذّر الرئىس بوش من ان غزو العراق سيزيد التأييد للاسلام السياسي وسينتج عنه مجتمع عراقي منقسم انقساما عميقا ومشحون بالصراع الداخلي العنيف. وقد استبعد بوش الاسبوع الماضي هذا التقرير قائلا ان محللي الاستخبارات «كانوا يخمنون فقط» عن المستقبل لكنه سرعان ما صحح نفسه بوصف التقرير انه «تقدير». وذكرت نيويورك تايمز يوم الثلاثاء ان مسؤولين كبار في البيت الابيض بمن فيهم مستشارة بوش للامن القومي كوندوليسا رايس يعتقدون ان بعض التنبؤات السابقة التي قدمت الى البيت الابيض من خبراء خارجيين عما يمكن ان يحدث خطأ في العراق بما في ذلك صراع علماني، لم يحدث. وكانت صحيفة شيكاغو صن تايمز نقلت يوم الاثنين عن المسؤول في قسم الشرق الأوسط وجنوب آسيا بوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) بول بيلار قوله ليلة الحادي والعشرين من الشهر الجاري، امام تجمع على الساحل الغربي للولايات المتحدة ان البيت الابيض لم يقم وزنا لتحذيرات من وكالات المخابرات بأن شن حرب في العراق ستزيد من العداء للولايات المتحدة في العالم الاسلامي. ووصف احد التقريرين ان بناء الديمقراطية في العراق هو عملية طويلة وصعبة وتنذر بالاضطرابات مع احتمال الارتداد الى الحكم الديكتاتوري، الذي قال مسؤولون امريكيون انه «النموذج السياسي التقليدي للعراق». ونقلت نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين اطلعوا على التقريرين قولهم انهم يتحدثون من اجل ان يقدموا صورة دقيقة عن التحذيرات التي كانت موجودة قبل الحرب، واصفين التقييمات التي يتضمنها التقريران بأنها «قاتمة اكثر من تلك التنبؤات التي كان مسؤولون في حكومة بوش قدموها وبخاصة نائب الرئيس ديك تشيني». وتقول الصحيفة ان التحذيرات بشكل عام المتعلقة بمشاعر العداء للامريكيين وعدم الاستقرار قد دعمتها الاحداث وان عدم الكشف عنها يمكن ان يثبت انه عمل مدمّر من الناحية السياسية بالنسبة للبيت الابيض والذي يتعين عليه ان يواجه ما ذكره التقريران من تنبؤات قاتمة اكثر بشأن العراق حتى نهاية عام 2005 مما قدمه بوش في بياناته.