يختتم مهرجان قرطاج الدولي بعد غد الجمعة 17 أوت فعالياته بعرض «عطور» للفنان محمد علي كمون. وسيشارك في العرض ستون فنانا بين عازفين ومغنين ومنشدين من مختلف المناطق في تونس . تونس «الشروق»: يختتم عازف البيانو والمؤلف الموسيقي الدكتور محمد علي كمون، فعاليات الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي يوم الجمعة 17 أوت الجاري، بعرض ضخم يحمل عنوان «عطور». هذه العطور الموسيقية الموشحة بعبق «الغزل» استلهمها محمد علي كمون من رحلة مضنية اشتغل فيها على ورشات، وامتدت على كامل تراب الجمهورية بداية من عام 2013، لذلك اختير لها عنوان «24 عطرا»، في إشارة إلى 24 ولاية تونسية، بيد أن «دالي » اكتشف إثر موفى رحلته التي أفرزت «عطور»، أن التقسيم الإداري للولايات لا يحيل على الخارطة الموسيقية للبلاد التونسية، فصاغ خارطة موسيقية للبلاد التونسية، بها 24 عطرا مقسمة على ستة ألوان غزلية أو ستة فواصل موسيقية سيكتشفها الجمهور في اختتام مهرجان قرطاج الدولي. الخارطة الموسيقية التونسية الخارطة الموسيقية التي جهزها الفنان محمد علي كمون لجمهوره، تتضمن ستة فواصل موسيقية تتمثل في العطور الأندلسية وعطور الأطلس الشاوي (عطور الشريط الحدودي التونسي الجزائري) والعطور البدوية (من داخل المناطق الصحراوية الجنوبية وبداية الساحل التونسي) وعطور الجزر التونسية (وأبرزها جربة وقرقنة) وعطور الحضرة النسائية أو «الماشطة» وفيها «أم الزين الجمالية» وسمة هذه العطور هي تغني المرأة بالمرأة أو توصيف الماشطة للعروس والعطور الصوفية أو ما يسمى بمالوف الجد، وفي هذه العطور نجد العيساوية والتخميرة والحضرة والسطمبالي. رحيق كمون وعطور التراث محمد علي كمون تحدث عن العرض فقال «كل ما سيقدم من عطور تونسية أعدت كتابته أركستراليا، ونصف عطور العرض تقريبا أو أكثر هي افتتاحيات استلهمت عطورها من عبق هذه البلاد التي احتضنتني وترعرعت فيها، وجاء الوقت لأهديها هذه الافتتاحيات التي ستستهل كل لوحة بعنوانها التونسي الخالص..». في عرض «عطور»، سيستمتع الجمهور بعبق الافتتاحيات التي وشحها محمد علي كمون برحيق تجربته الموسيقية كباحث وكعازف ومؤلف موسيقي، هناك بمسرح قرطاج الأثري سيستنشق الجمهور روائح «جبل زغوان» في افتتاح العطور الأندلسية، و«سيكافينيريا» في افتتاح عطور «الأطلس الشاوي»، و»دار شعبان» في افتتاح العطور الصوفية، و»سيدي بوجعفر» في افتتاح الحضرة النسائية، و»نفطة» في افتتاح العطور البدوية، وإلى جانب ذلك سيأخذ كمون جمهوره في كتابة مستحدثة تحافظ على نفس الخط اللحني في المالوف وفي أغان من عمق الذاكرة الشعبية الفنية التونسية بكتابة جديدة ومعاصرة.. تلك هي رحلة «العطور» التي اختارها محمد علي كمون، ليصطحب فيها جمهوره طيلة أكثر من ساعتي زمن تقريبا، برفقة 60 فنانا من مختلف جهات البلاد التونسية، من مطربين ومنشدين وعازفين ومن أبرزهم العازف المميز على آلة الكمنجة زياد الزواري والعازف المخضرم على الناي نبيل عبد المولى والمتميز في الإيقاع لطفي صوة، بمشاركة أركسترا وأصوات أوبرا تونس بقيادة محمد بوسلامة. وبخصوص الأصوات التي ستؤثث الجانب الغنائي للعرض فإنها تنقسم إلى أصوات معروفة لدى الجمهور العريض وأخرى اكتشفها صاحب العرض في الورشات السابقة، ومن بين هذه الأسماء الفنان سفيان الزايدي الذي سيقدم عطور المالوف ومحمد بن صالح وأيمن بن حسن ورياض العروس وحسن سعدة ومعتصم الأمير والمنجي المصاورة وفتحي غرس الله ومحمد علي واردة ومريم الكناني والشاب فوزي... العطور المرئية وإلى جانب العطور الموسيقية، ستستمتع العين في عرض «عطور» بعطور مرئية من خلال التصميم المرئي للوحات الفنان رؤوف كراي وفيديو «مابينغ» أعده الشاب أحمد الخليفي أصيل سيدي بوزيد، فضلا عن ثلاث لوحات كوريغرافية من تصميم راقصين عالميين على غرار أميمة المناعي، في إخراج ركحي للمخرج أمير العيوني المتوج مؤخرا في أيام قرطاج المسرحية بجائزة أحسن سينوغرافيا.