كل عوامل ظهور الكوليرا ببلادنا موجودة (المياه الملوثة، الفيضانات، تلوث المحيط، الحدود المشتركة مع الجزائر حيث تنتشر حاليا لتقتل شخصين وسهولة انتقال العدوى من السياح الجزائريين فماذا اعدت تونس للتصدي لها؟ تونس الشروق: يوم الخميس الماضي الموافق لثاني ايام العيد هو تاريخ اول اعلان للسلطات الجزائرية عن تسجيل اصابات بداء الكوليرا تجاوزت ال40 شخصا مع تسجيل حالة وفاة واحدة بولاية البليدة الواقعة جنوب العاصمة واكد مدير الوقاية بوزارة الصحة الجزائرية في ندوة صحفية نقل 88 شخصا مشتبه في اصابتهم بالكوليرا الى المستشفيات. وارجعت الوزارة وفقا لبلاغها انتشار الوباء الى الربط العشوائي لشبكة التزود بالمياه الصالحة للشرب حيث اختلطت مياه الشرب بالمياه غير الصالحة ولمحاصرة انتشار المرض اعلنت حالة طوارئ في المستشفيات وعزل المصابين ووضعهم تحت المراقبة. ووفقا ل"الشروق نيوز" الجزائرية انعقد صباح امس بوزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات اجتماع طارئ لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتطويق مرض الكوليرا. وأوضح مدير الوقاية بوزارة الصحة جمال فوار أن منبعا ملوثا بسيدي الكبير بحمر العين بولاية تيبازة كان السبب في انتشاء الكوليرا، ليتم اغلاقه لاحقا تفاديا لانتشار المرض، مؤكدا أن الوزارة تقوم حاليا بمراقبة مياه الينابيع عبر كل الولايات. وأكد المتحدث تسجيل 139 حالة مشتبه بها منذ بداية المرض بكل من ولاية البويرة البليدة تيبازة والعاصمة، بينما تأكدت إصابة 46 حالة بالكوليرا. ووفاة شخصين بالبليدة. هذا وقد استقبل مستشفى القطار بالجزائر العاصمة 3 حالات يشتبه في اصابتها بداء الكوليرا، ليرتفع العدد الاجمالي للمصابين إلى 9 حالات. تونس في حالة تأهب القرب الجغرافي وتقاسم الحدود وسهولة التنقل بين البلدين وتوافد السياح الجزائريين كلها عوامل تجعلنا نخشى من امكانية انتقال داء الكوليرا لبلادنا من خلال اصابة خاصة سكان المناطق الحدودية والمناطق السياحية. وفي هذا الاطار يقول الدكتور امين سليم رئيس قسم الامراض الجرثومية ومكافحة الاوبئة ان تونس اعلنت حالة ما قبل الطوارئ منذ ظهور الكوليرا في الجزائر أي انطلقت في اتخاذ جميع التدابير الوقائية الاستباقية اللازمة بالتعاون مع جميع المخابر التابعة لوزارة الصحة بجميع الجهات لتجنب ظهور حالات ببلادنا وللتصدي للعدوى في حال انتقالها الينا لاسيما في ظل توفر جميع الظروف الملائمة لظهور المرض ومنها خاصة الاوساخ المتراكمة بمحيطنا والمياه الملوثة بنفايات البشر جراء الفيضانات وتواجد الجزائريين ببلادنا وفقا لتصريحه. ولم ينف الدكتور خوفه من تسرب الكوليرا مطمئنا بان هذا الخوف سوف يتلاشى بعد اسبوعين عند عودة السياح الجزائريين الى بلادهم بانتهاء عطلتهم . الاعراض والعلاج من الاعراض الاساسية للاصابة بداء الكوليرا وفقا للدكتور سليم الاسهال الشديد والمتجدد في كل دقيقة والغثيان وهو ما يسبب الجفاف لدى المريض ويستوجب نقله الى اقرب وحدة صحية لتلقي العلاج اللازم لتعويض كميات الماء المفقودة من الجسم خلال يومين وتناول المضادات الحيوية لمكافحة بكتيريا الكوليرا الى حدود التماثل للشفاء مع عزل المريض ومنع زيارته. التدابير الوقائية لان الكوليرا قاتلة ولان العدوى سريعة وفي ظل ما تعانيه مستشفياتنا من نقص في الادوية وتردي ظروف الاقامة تبقى التدابير الوقائية الحل الاسلم والامثل سواء للهياكل المعنية او المواطن. وفي ما يتعلق بوزارة الصحة فقد اصدرت بلاغا اكدت فيه ان مصالحها المختصة بصدد تكثيف أنشطتها الوقائية خاصة تلك المتعلّقة بالمراقبة الصحية لمياه الشراب والأغذية والمياه المستعملة والمحيط عامة بغرض الوقوف على مدى توفر السلامة الصحية لمياه الشراب والأغذية وضبط الإجراءات التصحيحية ا لمطلوبة ووضعها حيز التطبيق بالتعاون مع السلط والمصالح المعنية حماية للصحة العامة. ودعت الى ضرورة الامتناع عن التزود من مصادر مياه غير مأمونة بما في ذلك وحدات معالجة وبيع المياه للعموم وباعة المياه بالتجول وضرورة استعمال أوعية صحية ونظيفة لحفظ المياه وتطهيرها بماء الجافال في صورة التزود من نقاط مياه خاصة وتطهير الخضر والأواني بمادة الجافال واعتماد السلوكات السليمة خاصة في ما يتعلّق بتداول المياه والأغذية بالمنزل وغسل الأيدي بالماء والصابون وتصريف الفضلات والمياه المستعملة المنزلية بطريقة صحية. اليدان اول ناقل للعدوى قال الدكتور امين سليم ان اليدين هما اول ناقل للعدوى لانها اول عضو في الجسد نعتمده للمس ومسك الاشياء والاحتكاك بالمياه الملوثة وبالتالي تتولى نقل العدوى عن طريق مصافحة الشخص المصاب. وبناء عليه دعا الى ضرورة غسل اليدين جيدا بعد مصافحة اي حالة نشك في اصابتها بالمرض اي تبدو عليها علامات الاصابة المذكورة اعلاه ونظافة اليدين في جميع الحالات هي من القواعد الصحية الاساسية واشار الى ان المياه الملوثة والاغذية الملوثة هي اساس ظهور الكوليرا لذلك لابد من تجنبها وغسل الخضر جيدا باستعمال "الجافال". ظهور الكوليرا الكوليرا ظهرت في تونس سنة 1971 وخلفت اصابات عديدة مع تسجيل حالات وفاة ظهرت في الجزائر عام 1996، وعام 1986 وتم تسجيل 4600 حالة. المصاب قد يموت في غضون 3 ساعات اول ظهور لها كان بولاية البنغال "بنغلاديش حاليا" بين 1816 و1826. حاليا منتشرة في اليمن.