منذ سنوات انخرطت التلفزات التونسية الخاصة في إنتاج مجموعة من البرامج الرديئة. أغلبها مستنسخة عن برامج أجنبية استنساخا مشوها دون أي تصور أو إبداع . ومع عودة برمجة خريف شتاء 2018 و2019 بدأت بعض التلفزات تكشف عن ملامح برمجتها التي يبدو أنها ستواصل بنفس النسق مع نفس العناوين والمضامين دون أي اجتهاد أوتصور أو ابتكار. فأغلب هذه التلفزات تتنافس على إنتاج الرداءة ظنا منها أن المشاهد ينجذب ويتابع مثل هذه البرامج التي تخلو من أي جدية... فهي تقدم مجموعة من الوجوه المستهلكة وأخرى تم اصطيادها من الكباريهات وماشابه من هذه الأماكن. وجوه لا علاقة لها بالتنشيط والإعلام ... لا معرفة ولا ثقافة لديها سوى أنها شخصيات تتمتع بالإثارة الرخيصة التي كسبتها من خلال بعض الفيديوهات التي تبثها من حين الى آخر على مواقع التواصل الاجتماعي فيها من الميوعة والبذاءة والانحطاط ما تشمئز منه العيون وتصم عنه الآذان...! وان مل المشاهد التونسي هذا النوع من البرامج الذي فيه من الاستخفاف بعقول متابعيه الكثير فإن هذه القنوات تستعد مرة أخرى لبث هذه المضامين من جديد دون أدنى احترام للذوق العام... فالمتابع لهذه البرامج يتحسس فيها نوعا من التكرار الرديء لمضامين مستهلكة وحوارات ساذجة حد التفاهة تؤمنها مجموعة من الوجوه التي لا تمت الى الإعلام والتنشيط بصلة على غرار المسماة مريم الدباغ وليتيسيا ، والقادم من عالم الغناء والروحانيات فوزي بن قمرة وغيرهم من الأسماء التي اقتحمت عالم الإعلام السمعي البصري من باب الرداءة وللأسف يخال هؤلاء أنهم حققوا النجومية من خلال هذه البرامج دون أن يعلموا أنهم بالفعل كوارث ولعنة حلت على الإعلام المرئي ... فمتى ينقّى هذا الميدان من هذه الشوائب التي دنسته... !