تونس (الشروق) مئات اللوحات المعروضة... اسعار تتراوح بين الألف دينار وال20 الف دينار للوحة الواحدة... غياب المبيعات وأغلب الزوار من طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة... هي الدورة الأولى من ايام قرطاج للفن المعاصر في أسبوعها الثاني تجلبك الألوان وتغازلك المعاني ...تأخذك الخطوات سريعة داخل تلك الأروقة تستوقفك الخطوط متعانقة تغوص بداخلها باحثا عن غذاء للروح والبصر فتتزاحم بداخلك المشاعر معلنة عن ولادة عشق نابع من ريشة فنان ... مع الفنان التشكيلي محمد غسان تلتقي الأعين مع اول لوحات معروضة في اروقة بهومدينة الثقافة الذي يحتضن الدورة الأولى من ايام قرطاج للفن المعاصر اختار من الألوان الأزرق والأشكال الدائرة ليقدم لجمهوره لوحات جمعت بين البحر والعين اذ لا يمكن ان تمر من أمامها دون ان تتعثر في معانيها معان مشتركة بين الأمل والألم الحب والحياة والتطلع الى الأفق البعيد قال عنها صاحبها هي « افراط في اليومي العادي افراط في الإنتظار والملل وفي القلق وفي الإضطراب .. في السكينة والجمود والحلم ، افراط في الغربة والإغتراب ، في السلم والإستسلام... مغيمة تارة تحجب عنا ضوء السماء وتارة تمطرنا أرانب وقوس قزح... افراط في الحنين افراط في الوطن ...» أغلب الزوار من طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة ولا يمكن ان تتوقف زيارة معرض الفن التشكيلي عند مدخل المدينة فالأروقة تجاوز عددها ال 20 رواقا جمعت مئات اللوحات التونسية والأجنبية وقرابة ال 400 فنان تشكيلي قدموا لجمهورهم ما أفاضت به قريحتهم وماابتدعته ريشاتهم من بينهم الهادي التركي ورفيق الكامل ونجا المهداوي الذي عرف باشتغاله على الحرف وحمادي بن سعد... معروضات الدورة الأولى من ايام قرطاج للفن المعاصر كشفت عن جودة عالية في الفن والإبداع والإتقان وتركت انطباعا جيدا لدى اغلب زوار المعرض الذي أشادوا بالقيمة الفنية للوحات المعروضة ... ولا يمكن ان تزور اروقة سوق الفن دون ان تلحظ ان اغلب زوار ايام قرطاج للفن المعاصر اغلبهم من طلبة المعهد العالي للفنون الجميلة وهوما أكدته ايضا عون الإستقبال بمدينة الثقافة ،... لم تزح بصرها عن احد اللوحات تتطلع اليها بشغف قاطعنا متعتها لبعض الوقت تقول الطالبة حياة هيشري « وجدنا متنفسا داخل هذا المعرض حقيقة انه ينعش الروح ويغذي الفكر لكن للأسف نتفرج ولا نستطيع اشتراء ولولوحة واحدة الأسعار باهظة وصراحة قيمة اللوحات لا تقدر بثمن ...» تشاطرها الرأي صديقتها فاتن مؤكدة على اهمية الأيام التي جاءت متأخرة على حد تعبيرها معتبرة انه كان من المفروض اقامة مهرجان للفن المعاصر منذ سنوات لأنه فن يستحق الإهتمام والمعارض والمهرجانات المحلية والدولية حسب رأيها ...» غياب المبيعات... وتطلع الى ماهوافضل احمد البصيري هواحد العارضين داخل رواق كل من الفنانين سيرين الشاوش وسحبي الشتيوي يقول « المبيعات تكاد تكون غائبة المعرض يدخل أسبوعه الثاني ولم نبع سوى لوحة واحدة اغلب الزوار هم من التلاميذ والطلبة لذلك فمن الطبيعي ان لاتكون هناك مبيعات ..» من جهتها قالت الفنانة التشكيلية امال بن صالح زعيم ان الأيام نجحت في دورتها التأسيسية في انتظار تطورها وتحسنها في الدورات القادمة على حد تعبيرها ونفس الرأي تقريبا وجدناه عند اغلب العارضين وتتراوح اسعار اللوحات المعروضة بين الألف دينار والعشرين الف دينار واغلى لوحة بيعت هي بريشة الفنان حمادي بن سعد وثمنها 10 الاف دينار اشتراها وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين . سوق الفن بالدورة الأولى من ايام قرطاج للفن المعاصر كرم 3 اجنحة وهي للهادي التركي ورفيق الكامل ونجا المهداوي وهم من ابرز الأسماء التونسية المعروفة في الفن التشكيلي ، وكان من المبرمج ان تمتد الدورة على 5 ايام وقد شهدت معارض وندوات ولقاءات فكرية الا انه وبقرار من وزير الشؤون الثقافية تم تمديد سوق الفن لما يحتويه من لوحات قيمة استحسنها الزوار وأشادوا بقيمتها الفنية والإبداعية ولإضفاء مزيد الحركية على مدينة الثقافة... لا يمكن ان تغادر تلك المدينة وتلك الأروقة دون ان تجد نفسك متعطشا للقائهما من جديد فالمدينة تكشف لزائرها عن تفاصيل جمالها متماهية مع ما احتضنته جدرانها من لوحات نسجتها ريشة فنان... لوحات لا يمكن ان يقع نظرك عليها دون ان تدغدغ افكارك وتلامس روحك بتفاصيل جمالها وازدحام معانيها...