بآمال عريضة وعزيمة كبيرة يُسافر الترجي اللّيلة إلى أنغولا تمهيدا لمواجهة «غرّة أوت» في نطاق ذهاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال الافريقية التي تَتصدّر الأولويات في ساحة «باب سويقة». ومن المُقرّر أن يتدرّب الفريق مساء اليوم في حديقته قبل أن يُودّع جماهيره ويتّجه إلى الأراضي الأنغولية وكلّه عزم على الرجوع إلى تونس بنتيجة ايجابية من شأنها أن تساعد شيخ الأندية على وضع قدم في «الفِينال» القاري الأضخم والأهمّ. ومن المعلوم أن لقاء «غُرّة أوت» سيدور يوم الثلاثاء القادم في حدود الخامسة بعد الزوال وذلك بصافرة السينغالي «مَاغيت نداي». مكسب مُهمّ أهدر الترجي نُقطيتين في لقاء «البقلاوة» لكنّه حقّق عدّة منافع أخرى في مُقدّمتها منح جرعة أوكسيجين لغَالبية العناصر الأساسية التي تخلّفت عن «الدّربي الصّغير» على أن تكون في أتمّ الجاهزية البَدنية والذِهنية لرحلة أنغولا وهي غير قابلة للتدارك على عكس سباق البطولة الذي بدأ لتوّه. وعلاوة على ذلك ساهم قرار إراحة جُلّ اللاعبين المُؤثّرين في تفادي الاصابات التي من شأنها أن تُربك الحسابات الفنية وتُفسد «الطّبخة» التكتيكية بمناسبة مباراة «غرّة أوت» التي يحتاج فيها النادي إلى كلّ «أسلحته» القوية. ويمكن القول إنّ خيارات بن يحيى كانت في مَحلّها بما أن البعثة الترجية ستكون خَالية من المُصابين والمُرهقين ما سيجعل سفير الكرة التونسية يخوض مُواجهته القارية بتشكيلته المِثالية. بقير في مَهمّة عسيرة حَظي سعد بقير بعِناية خاصّة في الفترة الأخيرة وذلك على أمل أن يَسترجع كامل مُؤهلاته البدنية والفنية ويقدّم الاضافات المطلوبة في المنطقة الأمامية. وتفيد المعلومات القادمة من الحديقة أن سعد في أتمّ الجاهزية للمشاركة في المواجهة القارية المُنتظرة في أنغولا وسيكون بقير أمام حتمية بذل مجهودات كبيرة لينتزع مكانا في ورقة بن يحيى المُؤمن باللّمسة الفنية للاعب والعَارف في الآن نفسه بأن الابن السّابق لتطاوين و»الستيدة» في حاجة أكيدة إلى المَزيد من العمل ليستعيد «أسهمه» الضّائعة. وتزداد مَهمّة بقير تعقيدا في ظلّ التوازن الذي أحدثه «المُثلّث» المُتكوّن من «كُوليبالي» و»كُوم» والشعلالي وهذا التوجّه من شأنه يحكم على بقير بالانتظار على بنك الاحتياط خاصّة في اللقاءات التي قد يحتاج أثناءها الفريق إلى طاقات كبيرة لكسب «مَعركة» وسط الميدان كما حصل في سوسة (الأمر قد يتكرّر في أنغولا). هذا وقد ظهر مُنافس آخر لبقير على مستوى المنافسات المحلية والكلام عن وائل العربي الذي شارك في لقاء «البقلاوة» مؤكدا أنه يملك زادا كُرويا مُحترما يُخوّل له النجاح في الوسط الهجومي. الخنيسي تحت الضّغط لئن اختار بن يحيى إراحة جُلّ لاعبيه الأساسيين أثناء مُواجهة «البقلاوة» فإن المهاجم الدولي طه ياسين ظهر في مباراة الأجوار ومن الواضح أن هذا الإجراء مدروس ويهدف إلى منح اللاعب فُرصاً اضافية ليسترجع مستواه المعهود خاصّة في ظلّ الاجماع الحاصل بشأن فترة الفراغ التي يمرّ بها مِثله مثل البلايلي والبدري. وقد سجّل الخنيسي الهدف الوحيد للترجي دون أن يكون حاسما أو مُؤثّرا في هذا اللّقاء ولاشك في أن طه على وعي تامّ بأن الإطار الفني يُعلّق عليه آمالا عريضة في المنطقة الأمامية وهو ما يُجبره على الانتفاض في أقرب الآجال لتكون «المَاكينة» الهجومية ناجعة خاصّة في منافسات رابطة الأبطال التي استنجدت فيها الجمعية بالمدافعين ولاعبي الوسط لإزاحة النجم والعبور إلى المربّع الذهبي (أهداف الذوادي والدربالي وكُوليبالي). الأمل قائم رَغم الكمّ الهائل من المشاكل التي عاشها آدم الرجايبي في الحديقة «ب» فإن الأمل مازال قائما في انتشاله من الضّياع خاصّة في ظلّ العِناية التي يجدها من الإطار الفني المُقتنع بقدرته على العودة من بعيد شرط الانضباط وغلق ملف مستحقاته المالية مع الجمعية.