على عَكس العَادة لم يتفوّق الترجي على «غرّة أوت» الذي نجح في خطف فوز «صَغير» بهدف يَتيم جاء في الدقيقة الثمانين من هفوة مُشتركة بين المدافعين وحارس مَرماهم رامي الجريدي النَاجي من هدف ثان في التسعين وهو التوقيت الذي ارتكب فيه «الكَابتن» خليل شمّام «مُخالفة فنية» لإحباط الهَجمة الواعدة للأنغوليين. وقد أنقذ شمّام فريقه من هدف مُحقّق لكنّه سيخسر في المُقابل مقعده في لقاء الايّاب بعد حصوله على البطاقة الحَمراء التي سَتُقلق نسبيا بن يحيى بالنّظر إلى «الثِقل المعنوي» والدّور القيادي لخليل في التشكيلة الترجية. كانت هذه حَصيلة نادي «باب سويقة» في رحلته القارية إلى الأراضي الأنغولية بمناسبة ذهاب الدّور نصف النهائي لرابطة الأبطال التي يريد شيخ الأندية بلوغ مَحطّتها الخِتامية بعد أن يقلب الطّاولة على «غرّة أوت» هُنا في رادس يوم 23 أكتوبر. خَسارة مُوجعة رَغم أنّ عدة جهات تحاول التّخفيف من وقع الهزيمة في «لواندا» فإن هذه العثرة كانت مُوجعة لأنها جاءت في الوقت القاتل (الدقيقة 80) وبعد هفوة دفاعية «بدائية» حيث فَشل الذوادي و»كُوليبالي» في ابعاد الكرة في الاتّجاه الصحيح وبالقوّة المناسبة وقد استغل لاعب «غرة أوت» «بَادرو» المَوقف وخطف هدف الانتصار مُستفيدا من هفوة ثالثة صدرت عن الجريدي الذي أساء التعامل مع الكرة التي كانت سَهلة ومُباغتة في الآن نفسه. ولاشك في أن الخطأ الذي ارتكبه رامي «جَسيم» لكن هذا لا يَعني أبدا «مُعاقبته» أوالتهجّم عليه لأنّ مِثل هذه الهفوات واردة وقد تَصدر عن أشهر وأكبر الحرّاس في تونس والعالم. ماذا عن الخَيارات الفنية؟ في المُجمل كانت توجّهات بن يحيى في مباراة أنغولا مقبولة خاصّة أن مدرب الترجي راهن على نفس التشكيلة التي كانت قد فازت على النّجم في أولمبي سوسة. وقد كان من المنطقي أن يحافظ بن يحيى على الخيارات و»الحِسابات» ذاتها لحاجة الجمعية إلى تأمين الدفاع مع الاندفاع بين الحين والآخر إلى الهجوم طَمعا في خطف هدف غَال كما حصل في «كلاسيكو» سوسة. وعلى الورق مَثّلت التركيبة التي ظهرت في «لواندا» الحلّ الأفضل لمُجابهة الخصم الأنغولي الطائر فرحا بعد إقصائه ل»مَازمبي» والمَدعوم بحوالي 50 ألف مُتفرّج. وقد ساد الاعتقاد في صفوف «المكشخين» والمتابعين عامّة بأن بن يحيى سلك النهج الأسلم عند تحديد التركيبة الأساسية لكن الاشكال بَقي مطروحا حول مدى نجاح «الكَوارجية» في تَنفيذ «الخَلطة» الفنية على أرضية 11 نوفمبر. ذلك أن بعض لاعبي الترجي قدّموا أداءً جيّدا في الوقت الذي مرّت فيه عدّة أقدام بجانب الحدث والكلام بالأساس عن «المُثلّث» الهجومي المُتكوّن من البدري والبلايلي والخنيسي حيث بان بالكاشف أن هؤلاء يعرفون فترة فراغ وهو ما أثّر سلبيا في مردودية «المَاكينة» الترجية التي افتقرت أيضا إلى عنصر فعّال على مستوى صُنع اللّعب خاصة في ظل الوجه الشاحب الذي ظهر به الشعلالي وذلك على عكس مُواجهة «ليتوال» التي منح خلالها غيلان التوازن المطلوب لتشكيلة الفريق. وكان بن يحيى يملك ورقة بديلة لكنّه لم يكن قادرا على اعتمادها إلاّ لوقت وَجيز والحديث عن بقير الذي تمّ اقحامه أثناء اللّعب ليقين الجميع بأن لقاء «لواندا» سيطر عليه الاندفاع وهو ما يُعيق سعد للظهور بمستوى جيّد لافتقاره إلى الجاهزية والقوّة البدنية الضّرورية لمجابهة الالتحامات وكَسب الثُنائيات. والثابت أن عناصر الهجوم وبصفة خاصّة البدري والبلايلي والخنيسي لم تقدّم المطلوب وهو ما «ورّط» المدرب وأغضب الأنصار الذين لاحظوا «النُّقلة النوعية» في المنطقة الأمامية بعد دخول الماجري والجويني مكان البلايلي والبدري في الشوط الثاني. التدارك مُمكن رغم فوزه فإن الفريق الأنغولي يشكو من عدّة ثغرات وهذا ما كشفته المُحاولات الترجية في اللّحظات الأخيرة من اللقاء حيث تحصّل سفير تونس على أكثر من فرصة سانحة للتهديف بعد أن اخترق دفاع خصمه بشكل يَفضح ضعفه في المنطقة الخَلفية. وقد كان بوسع الترجي العودة على الأقل بالتعادل لولم تُدر الكرة ظهرها لبقير والجويني الذي كان قريبا جدّا من الشباك الأنغولية بقيادة «تُوني» وهو ليس ب»البطل الخَارق» كما صوّره البعض بعد أن تصدّى لضَربتي جزاء في الكونغو الديمقراطية. والثابت أن نادي «باب سويقة» يملك كلّ المُؤهلات لقلب المُعطيات واقتلاع تأشيرة التأهل إلى «الفينال» من بوّابة المواجهة الحاسمة والسّاخنة التي ستجمعه بالأنغوليين يوم 23 أكتوبر الجاري في رادس. أهمية الجمهور في ظلّ الأهمية البَالغة لمباراة 23 أكتوبر تتّجه النية نحو مُطالبة السلطات الأمنية بمنح 40 ألف تذكرة للجماهير الترجية التي ستلعب دورا مُؤثّرا وقويا في عملية الترشّح إلى المحطّة الخِتامية لرابطة الأبطال. ومن المُفترض أن تَتقدّم لجنة التنظيم خلال الأيام القادمة بطلب رسمي إلى الجهات المَعنية في سبيل الحصول على المُوافقة على حضور العدد المَذكور. من «لواندا» إلى صفاقس بمجرّد عودته من العاصمة الأنغولوية «لواندا» شَرع الترجي في التحضير للقمّة الكبيرة التي تنتظره يوم الأحد القادم في صفاقس لحساب الجولة الرابعة ذهابا من سباق البطولة المحلية. ورغم حالة الإرهاق فإن فريق بن يحيى سيحاول التغلّب على هذا العائق في سبيل العودة من الطيب المهيري بفوز مُهمّ يتدارك به «نصف العَثرة» أمام «البقلاوة» ويتجاوز بفضله مُخلّفات الهزيمة «الخَفيفة» ضدّ الأنغوليين.
