تونس(الشروق) تستقطب 5.8 مليون سائح وعائداتها بمليار دينار لماذا لا يتم تعصير مراكز الاستشفاء بالمياه الطبيعية ؟ تنتعش السياحة الاستشفائية في تونس خلال هذه الفترة من السنة مع انطلاق موجة البرد ويعتبرها البعض سياحة بديلة عن سياحة البحر وتعرف إشعاعا كبيرا واقبالا هاما من السياح الأجانب بفضل شبكة تتكون من مئات العيون ومنابع المياه الجوفية الساخنة المنتشرة في كامل البلاد حيث العيون التي تختلف استخداماتها العلاجية من منطقة الى اخرى. لكن اكثر ما يثير انتقاد التونسي هو ان خيرات هذه العيون موجهة للأجانب اكثر من أبناء البلاد ذلك ان جل هذه العيون مازالت بصبغتها التقليدية التي لا ترقى الى تطلعات التونسي اما التي وقع تأهيلها فان أسعارها لا تنسجم مع القدرة الشرائية للفئات المتوسطة وبالتالي فهي تقريبا حكر على الأجانب. مليار دينار تحقق السياحة الاستشفائية في تونس عائدات تصل الى ما يناهز المليار دينار سنويا بفضل استقطاب نحو 5.8 مليون سائح يزورون تونس بهدف المعالجة والاستشفاء بمياه البحر وبالعيون الطبيعية في 2017...لكن ورغم ما تزخر به البلاد من ثروة مائية معدنية هامة الا ان القطاع يعاني من عدة نقائص أهمها ضعف جودة الخدمات المقدمة وغياب تهيئة مثالية للعيون والمنابع والحفريات التي تتوزع على كامل تراب البلاد والتي تساعد الزائر على قضاء فترة استرخاء وعلاج في الوقت نفسه، فضلا عن ضعف البنية التحتية وتدهور البناءات. وترجع الجهات الرسمية هذا الضعف في الغالب إلى نقص الإمكانيات وضعف المعلوم الجزافي الذي تمنحه الصناديق الاجتماعية لتغطية الخدمات الصحية في هذه العيون.. حملات تعد تونس وجهة للسياحة الاستشفائية اذ توفر المراكز الاستشفائية كافة احتياجات السائح خاصة وانها تتم تحت إشراف طبي متكامل و تنتشر في كامل البلاد فضاءات استشفائية متنوعة من بينها 60 مركز علاج بمياه البحر و40 مركزا للعلاج بالعيون الطبيعية الحارة. وتتمتع كل محطة استشفائية بخاصيات علاجية حسب مكونات وتركيبة المياه التي تحتويها. وتعد العيون الحارة الموجودة بمدينة قربص من بين ابرز العيون الاستشفائية وحمام بورقيبة وجبل الوسط بولاية زغوان، بالاضافة عن المركز الاستشفائي في مدينة جربة. وتتكون شبكة المراكز الاستشفائية من 50مركز علاج بالمياه الطبيعية و30 حماما تقليديا وأكثر من 50 مركزا للمعالجة بمياه البحر و18 نبعا جوفيا حارا، فضلا عما يناهز 50 مركزا للنقاهة. وتحتل تونس المرتبة الثانية عالميا في مجال السياحة الاستشفائية بعد فرنسا بالاضافة الى الاسواق الجديدة التي برزت في السنوات الاخيرة وهو ما يجعلهامن وقت الى اخر عرضة الى حملات تشويه قصد التغطية على نجاحها. تنوّع المنافع تتميز العيون في قربص بتدفق المياه الحارة الغنية بالأملاح المعدنية والكبريت، وينصح بها الأطباء لمعالجة أمراض عديدة. وتخلق السياحة الاستشفائية حركية في المنطقة التي احترف متساكنوها عدة مهن تقليدية كالنقش والزخرفة والتحف. من جهة اخرى يعرف حمام بورقيبة بكونه الوجهة الأمثل لعلاج أمراض العظام والمفاصل عبر الجمع بين منافع المياه المعدنية العلاجية المتمثلة في المياه الكبريتية والطحالب المعدنية. وتعرف جربة التي تم اختيارها في 2014 عاصمة متوسطية بخاصيات هامة للعلاج بمياه البحر وتوفر مراكزها علاجا للزوار المصابين بأمراض عديدة منها الروماتيزم والأمراض الصدرية وتقويم الأعضاء والسمنة. وتحتل المعالجة بمياه البحر أهمية كبيرة في تونس، وتعد من أهم الروافد السياحية التي تدعم اقتصاد البلاد، وبفضلها تمكنت تونس من احتلال المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا. ويعود تاريخ إنجاز أول مركز للعلاج بمياه البحر في تونس إلى عام 1994، وقد تم تركيزه في مدينة سوسة الساحلية. وتحظى المدن التونسية منذ القدم بحمامات شعبية، ومع مرور الزمن بدأت تظهر المراكز العلاجية المتطورة. سامي الدبوسي مستثمر في مجال السياحة الاستشفائية تعطيل المستثمرين من أهم الاشكاليات ينتظر ان تفتح مشروعا جديدا في مجال السياحة الاستشفائية هل وجدت تسهيلات في هذا المجال؟ تعرضت للكثير من التعطيلات فهذا المشروع المتمثل في مصحة ونزل استشفائي متعدد الاختصاصات في طبرقة والفريد من نوعه في تونس بدأ كفكرة منذ سنوات لكن التعطيلات العقارية جعلت انجازه يتأخر الى ربيع السنة الحالية والمشروع يحمل قيمة مضافة باعتباره يمكن السائح من النقاهة والتداوي كما ينتظر ان يشغل نحو 150شخصا. هل يتم استغلال ثروات تونس في هذا المجال على الوجه الأمثل حسب رايك؟ رغم ان تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في مجال السياحة الاستشفائية الا انها يمكن ان تستغل هذا المجال بصفة افضل لو يتم تهيئة الفضاءات التقليدية التي لا تنسجم مطلقا مع حاجيات الاسر التونسية كما يمكن تشجيع وجهات جديدة لاستقطاب الاسر والأجانب خاصة وان هناك جهات غير مستغلة تماما ومن الجوانب التي يمكن العمل عليها والإشهار لها ان لكل جهة خاصياتها العلاجية في امراض محددة حسب نوعية المياه الجوفية. هل يمكن ان تؤثر حملات التشويه التي تتعرض لها تونس من منافسيها كوجهة سياحة استشفائية على سمعة القطاع ؟ لتونس منافسون تقليديون كفرنسا لكن لها منافسون جدد كالمغرب والجزائر لذلك فهي مدعوة لتحسين خدماتها وتغيرها وتشجيع التونسيين على التمتع بخيرات بلادهم وتجنب مركزية القرار وتشجيع الاستثمار. تاريخ ودلالة 1994 تاريخ إنجاز أول مركز للعلاج بمياه البحر في تونس الذي تم احداثه في مدينة سوسة الساحلية. 30 حماما تقليديا في تونس 1 مليار دينار مداخيل السياحة الاستشفائية في 2017 60 مركزا للعلاج بمياه البحر في تونس 40 مركزا للعلاج بالعيون الطبيعية الحارة. 50 مركز علاج بالمياه الطبيعية 5.8 مليون سائح سنويا يزور تونس في اطار السياحة الاستشفائية