بانقضاء يوم 29 سبتمبر الفارط توضحت الملامح النهائية لسباق الانتخابات التشريعية القادمة وفي انتظار أن يقول المجلس الدستوري كلمته الأخيرة في الطعون المقدمة إليه من حركة التجديد (قائمة توزر) والحزب الديمقراطي التقدمي (6 قائمات: تونس 1 وتونس 2 وبن عروس وباجة وسوسة وصفاقس 2) تقدم «الشروق» هذا الجرد الشامل الذي يسعى إلى رصد عدد من الأرقام والمعطيات المتصلة بالقائمات التي حصلت على الوصولات النهائية والتي ستكون حاضرة في المنافسة الانتخابية ليوم 24 أكتوبر الجاري. ستشهد الحملة الانتخابية المقررة ليوم 10 أكتوبر الحالي «تنافسا» وعملا دعائيا في كامل جهات البلاد بعد أن تأكد حضور قائمات انتخابية في كامل الدوائر وفي المجموع ستشارك 166 قائمة في الموعد المشار إليه تتوزع بين الأحزاب (160 قائمة) والمستقلين (6 قائمات) وتأكد بشكل نهائي حضور 3 أحزاب فقط في كامل الدوائر وهي التي تهم التجمع الدستوري الديمقراطي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحزب الوحدة الشعبية في حين سيقتصر حضور الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على 24 دائرة بعد سقوط قائمتيه في كل من بنزرت والمنستير، وضمن الحزب الاجتماعي التحرري المشاركة في 23 دائرة في حين لن تشارك حركة التجديد سوى في 20 دائرة بعد سقوط قائماته في كل من الكافوتوزر وتطاوين ونابلومنوبة وستقتصر مشاركة الحزب الديمقراطي التقدمي ب15 قائمة فقط. ارتفاع وبالنظر إلى الانتخابات السابقة (1999) حققت المشاركة ارتفاعا في العدد الجملي للقائمات من 154 إلى 166 قائمة ولئن كان لاضافة دائرة جديدة بمنوبة تأثير في ذلك الارتفاع إلا أن مراجعة المشاركة الضئيلة التي تدخل بها منوبة السباق الانتخابي بخمس قائمات فقط (التجمع / ح.د.ش/ الشعبية / الوحدوي/ التحرري) يدفع إلى البحث عن المكانة الحقيقية للارتفاع المسجل والتي تعود بالأساس إلى التقدم الذي عرفته مشاركة عدد من الأحزاب وخاصة منها الحزب الديمقراطي التقدمي الذي اكتفى سنة 1999 ب8 قوائم فقط والتحرري الذي أضاف 3 قائمات عن مشاركته السابقة بالاضافة إلى تأكيد الوحدة الشعبية لمشاركتها في كل الدوائر خلال الانتخابات الحالية في مقابل اكتفائها بالمشاركة في 23 دائرة فقط سنة 1999 . حماس وبحسب القائمات التي حصلت على الوصولات النهائية عبر مختلف الولايات والجهات ستشهد دائرة زغوان «حماسا انتخابيا» كبيرا من أجل المقعدين المقررين لها من خلال تواجد 9 قائمات في زغوان حيث ستشارك كل الأحزاب في الدائرة المذكورة مع تأكد مشاركة قائمتين مستقلتين برئاسة السيدين زياد الهاني وعمار الدغماني وستشهد في المقابل دوائر منوبة وتطاوين وباجة أضعف تنافس انتخابي بوجود 5 قائمات فقط في كل دائرة لا يوجد من بينها أية قائمة مستقلة. مستقلون وستعرف «انتخابات 24 أكتوبر» محدودية في مشاركة القائمات المستقلة التي يبدو أن عدم فهمها للعديد من المسائل القانونية والادارية قد دفعها إلى التواجد فقط في 6 دوائر (زغوان (قائمتان) وتوزر والقيروان وبنزرتونابل) بعد «سقوط» عدد كبير من القائمات المستقلة خاصة بجهات نابلوقفصةوسيدي بوزيد. وقد سجلت «آخر الاماد القانونية» للوصولات النهائية التحاق الغاضبين من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والذين يحملون صفة «الوحدويين الأحرار» حيث تمكنوا من التواجد بجهتي نابل (محمد نجيب الزمني) وبنزرت (البشير البجاوي) في إطار قائمتين مستقلتين، وسيتغيب «المستقلون» تماما كما الانتخابات السابقة عن أهم الدوائر الانتخابية وخاصة منها المتصلة بإقليم تونس الكبرى الذي يعرف للمرة الثانية عدم تواجد أية قائمة مستقلة على الرغم مما يتوفر في العاصمة من اطارات وكفاءات خاصة الحقوقية والديمقراطية سواء في الجامعة والكليات أو الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. يذكر ان المستقلين قد شاركوا سنة 1999 ب9 قائمات (صفاقس 1 /سليانة / قفصة /سيدي بوزيد/ قابس/ زغوان/ نابل/ توزر). تساؤلات وخلاصة لكل ما تقدم سيشارك 979 مترشحا منهم 33 من «المستقلين» في تشريعية 24 أكتوبر الجاري من أجل 189 مقعدا برلمانيا منها 152 مقعدا ستحسم على مستوى التصويت على القائمة الكاملة على المستوى الجهوي في دورة واحدة في حين ستكون البقية (20 مقعدا) محل تنافس على المستوى الوطني وتوزيع بين المتحصلين من «القائمات» على الحد الأدنى من الأصوات المقررة بالمجلة الانتخابية. ويبقى السؤال بعد هذا «الجرد» وهذه الأرقام كيف ستكون البرامج الانتخابية للأحزاب والمستقلين وكيف سيكون تعاطي السياسيين مع «الرأي العام» واجمالا ما هي المضامين التي سترسم في البيانات الانتخابية؟ وأية بدائل وطروحات سيتم تقديمها خلال الحملة الانتخابية التي تنطلق يوم 10 أكتوبر وتنتهي يوم 22 من نفس الشهر وكيف سيكون تفاعل المواطن التونسي معها؟