لم تثن الأمطار الغزيرة التي شهدها شارع الحبيب بورقيبة طوال يوم امس السبت أحباء السينما من الحضور بأعداد كبيرة لمواكبة احتفالات افتتاح ايام قرطاج السينمائية 2018 التي انطلقت بالموسيقى و الألعاب البهلوانية من وسط العاصمة في اتجاه مدينة الثقافة بشارع محمد الخامس تونس الشروق من منكم تجول بالأمس ومساء أول أمس بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، ولم تستوقفه تلك الحركية الكبيرة التي أضفتها العروض الموسيقية، المبرمجة في افتتاح الدورة 29 لأيام قرطاج السينمائية؟ حتما من مر منكم، حتى صدفة سيشد نظره تلك الاحتفالات وخاصة أمام نزل أفريكا، أين تم وضع مجسدين للتانيت أحمر اللون الذي يرمز للمهرجان.... وستشد نظرك أيضا المعلقات التي تشير لعرس السينما التونسية بألوانها الزاهية الوان لحياة بكل ما تحمله من معاني الجمال، وحتى اللون الأحمر القاني و ان رآه البعض يرمز للدم و الموت الا انه في هذا الموضع هو رمز للحياة و الإستمرارية و الإصرار على أن السينما وشارع بورقيبة قلب العاصمة، لا يمكن إلا أن يكونا نبض الحياة، ولا يمكن للإرهاب أن يسلب منهما الجمال و الحياة ... تقلبات الطقس لم تثن الجمهور من مواكبة احتفالات شارع بورقيبة وكان من المتوقع أن يتم بسط السجاد الأحمر بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة من نزل أفريكا إلى تمثال الزعيم، ليمر عليها ضيوف المهرجان ثم تقلهم السيارات الى مدينة الثقافة اين يستقبلهم الجزء الثاني من السجاد الأحمر ... لكن يبقى ذلك رهين تقلبات الطقس على حد تصريح المشرف على احتفالات الدورة سمير بلحاج يحي الذي اكد ان بعض جزئيات البرنامج الإحتفالي و خاصة فيما يتعلق بالسجاد الأحمر المبرمج بسطه في شارع الحبيب بورقيبة سيبقى رهين حالة الطقس... الأجواء الإحتفالية بشارع الحبيب بورقيبة جمعت بين الموسيقى و الرقص و الألعاب البهلوانية ... و اختيرت عازفة الزكرة سمر بن عمارة ان تكون من ضمن الفنانين الذين شاركوا في هذه الإحتفالات و من امام نزل افريقيا بالعاصمة قدمت لجمهورها و لجمهور السينما معزوفات لقيت تفاعلا كبيرا ممن قادته قدماه الى ذاك المكان حتى ان بعضهم طالبها بالمزيد ... و ليس بعيدا عن الأجواء الموسيقية تجمع عدد من الناس و خاصة من الاطفال حول فنان مختص في الألعاب البهلوانية استطاع ان يشد الجمهور اليه من خلال ما قدمه من لوحات فنية متكاملة فيها الكثير من الرسائل من خلال الرقص و الحركات البهلوانية المضحكة و المعبرة صفق لها الجمهور طويلا ... احتفالات تتواصل تحت رذاذ المطر التي تتحول احيانا الى امطار غزيرة كل ذلك لم يمنع جمهور السينما و أحباء الفن و الحياة من التجمع بأعداد كبيرة وسط شارع الحبيب بورقيبة في انتظار مشاهدة نجوم السينما و ضيوف المهرجان و هم في اتجاه مدينة الثقافة اين سيتم الإفتتاح الرسمي للأيام ... كثرة الحواجز الحديدية أفسدت جمالية العاصمة كل شيء في شارع الحبيب بورقيبة يوحي بالحياة و الجمال الا ان تلك الحواجز الحديدية التي ركزتها وزارة الداخلية امام الوزارة و على طول شارع محمد الخامس و ان كانت للضرورة الأمنية الا ان عددها الكبير كان مبالغا فيه الى جانب انها أفسدت الجانب الجمالي للشارعين ( محمد الخامس و الحبيب بورقيبة ) و سلبت منهما الحياة فتلك الحواجز او الأسلاك هي عادة ما توضع للطوارئ او في حالات الإنفلات وهو ما يشعر الناس انهم في حالة حرب على حد تعبير محمد وهو من رواد شارع الحبيب بورقيبة يقول « صحيح ان هذه الحواجز الحديدية تدخل في الجانب الأمني لكن ما نلاحظه هو ان كثرتها مبالغ فيه وهي ايضا أفسدت كل ماهو جمالي في هذا الشارع و تُشعرنا دائماً اننا في خطر ...» يقاطعه صديقه صابر « عند نزولي الى شارع الحبيب بورقيبة كنت أفكر فقط في السينما و في احتفالات افتتاح ايام قرطاج السينمائية لكن ما ان وطأت قدماي الشارع اعترضتنا هذه الحواجز الحديدية فنسيت الإحتفالات و تذكرت ماحصل منذ ايام في هذا الشارع ( الحادثة الإرهابية ) حتى و ان كان المواطن يريد نسيان هذه الحادثة الأليمة فكل شيء في العاصمة يذكرنا بها « هذه الحواجز الحديدية التي وصفها البعض بثقافة السجون و سلب الحريات و الموت و ان كانت للضرورة الأمنية الا انها في كل الأحوال أفسدت جزءا من جمالية العاصمة التي كانت في ذلك اليوم تتنفس فنا و ألوانا و حياة و جمالا رغم كل شيء ...