تونس (الشروق): 40 مختبرا لصناعة الادوية تشغل 10الاف شخص يعد قطاع صناعة الأدوية في تونس قطاعا استراتيجيا لما له من تأثير على امن المواطن الصحي كما يحقق القطاع قيمة مضافة عالية لكنه بعد الثورة اصبح يشكو عديد الصعوبات فتراجعت التشجيعات والامتيازات التي تمنحها الدولة للمستثمرين الذين زادت مخاوف بعضهم من انطلاق تطبيق اتفاقية «الاليكا « المتوقع في 2019بسبب ضعف المفاوضات من الجانب التونسي وتراجع الامتيازات. الاكتفاء الذاتي تشير التصريحات الرسمية الى ان تونس تعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية، وتوفير الصحة للجميع خاصة في ظل ازمة نقص الادوية المتواصلة بسبب اضطراب التزود بالأدوية المستوردة بواسطة المختبرات الأجنبية التي لم تحصل على مستحقاتها من الصيدلية المركزية وبالتالي فانه من المنطقي التفكير في الاكتفاء الذاتي من الدواء عبر تشجيع المخابر والمصانع المحلية ويشار الى ان واقع الصحة في تونس يشكو من تواتر النقائص في السنوات الاخيرة ذلك ان المواطن اصبح يشتكي من ضعف الخدمات الصحية واضطراب علاقة «الكنام» مع مختلف مسديي الخدمات الصحية مما اثر سلبا على الخدمات المقدمة للمنخرطين الى جانب النقص الواضح في الأدوية بسبب ما تعيشه الصيدلية المركزية من ازمات مالية لحقتها بسبب عدم سداد مؤسسات صحية عمومية كالمستشفيات لديونها تجاهها...كل هذه العوامل انعكست سلبا على تراجع الخدمات الصحية ولم يفلت قطاع صناعة الادوية في تونس من هذه الازمات رغم ما كان يعرفه من تميز. وفي المقابل يصرح المسؤولون في تونس باستمرار أنه يتم العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية عبر تدعيم المكاسب والانجازات التي تم تحقيقها في الصناعة الصيدلانية المحلية التي توفر 75بالمائة من احتياجات التونسيين. وتتجه الجهود نحو الرفع من قيمة الاستثمارات المخصصة لقطاع الصناعة الدوائية عبر التشجيع على إحداث وحدات جديدة في مجال صناعة الأدوية المتطورة ويؤمل ان يرتفع حجم التصدير في السنوات القادمة عشر مرات اذ يمثل حاليا 100مليون دينار. وللإشارة فان صناعة الأدوية في تونس تحقق قيمة مضافة عالية اذ يشغل القطاع حاليا ما بين 8و10الاف شخص كما يصل عدد الشركات المختصة في صناعة الأدوية 32شركة مختصة في صناعة الأدوية الموجهة للاستعمال البشري و6شركات مختصة في صناعة الأدوية البيطرية. الأدوية الجنيسة ويعتمد قطاع صناعة الأدوية في تونس على صناعات متنوعة تشمل صناعة الأدوية الأصلية وخاصة الأدوية الجنيسة الأكثر رواجا نظرا لأن كلفتها اقل من الأصلية بما لا يقل عن 30بالمائة. وقد شهد إنتاج شركات صناعة الأدوية الموزعة في تونس ارتفاعا ونموا من سنة إلى أخرى وأصبحت تغطي نسبة 75 بالمائة من حاجياتنا من الدواء وبلغت قيمة معاملات قطاع الأدوية في سنة 2018اكثر من 700مليون دينار وبلغت قيمة الصادرات من الادوية 100مليون دينار. وبخصوص استهلاك التونسيين للأدوية، فقد عرف منسوب الاستهلاك ارتفاعا كبيرا من سنة إلى أخرى رغم ارتفاع الاسعار ويشار الى ان نسب عالية من الدواء تهدر عبر ما يعرف بالتطبيب الذاتي دون وصفات طبية. ولتغطية حاجياتنا من الأدوية، يرى المتابعون للملف الصحي انه من الضروري العمل على تطوير الصناعات الواعدة في القطاع والتي تأخذ اليوم رواجا ونجاحا كبيرين في العالم وهي صناعة الأدوية البيولوجية وصناعة الأدوية المضادة للسرطان كما لا بد من تركيز استثمارات في صناعة التلاقيح. 75 بالمائة نسبة توفير صناعة الادوية المحلية للحاجيات الوطنية من الدواء 32 مصنع دواء موجه للاستهلاك البشري في تونس 6 مصانع ادوية بيطرية 10 الاف موطن شغل توفرها صناعة الدواء المحلية. 100 مليون دينار حجم تصدير الدواء المصنوع في تونس لإفريقيا وأوروبا والشرق الاوسط 30 بالمائة سعر الادوية الجنيسة اقل من الأصلية على اقل تقدير.