تستعد إيطاليا لتنظيم مؤتمر دولي مطلع الاسبوع المقبل يجمع الأطراف الليبية الفاعلة في المشهد السياسي من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الأزمة التي حلت بالبلاد منذ سنوات. «الشروق» تسلط الضوء على هذا المؤتمر في التقرير التالي تونس(الشروق) كشف وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، أن مناقشة رؤساء الدبلوماسية الأوروبيين في لوكسمبورغ للوضع في ليبيا أتاحت التحقق من الإجماع والقناعة المشتركة على دعم مؤتمر باليرمو. في نفس الإطار، ناقش الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز مع نائبة وزير خارجية إيطاليا ايمانويلا دل ري تحضيرات مؤتمر باليرمو. كما يأتي هذا اللقاء بعد إجراء المبعوث الاممي عددا من اللقاءات داخل وخارج ليبيا التقى خلالها بأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني. وأعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، فيدريكا موغيريني، أنها ستشارك شخصيًا باسم الاتحاد الأوروبي مؤكدة دعم الاتحاد خطة التحرك الإيطالية. ويعمل رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي من جهته إلى حشد الدعم على هامش انعقاد قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد لدعم لقاء باليرمو. وأعلنت غالبية الدول الأوروبية ومنها فرنسا ومالطا وألمانيا الأكثر اهتمامًا بإدارة الأزمة الليبية والاتحاد الأفريقي أيضًا، دعمها المؤتمر، لكن الدبلوماسيين يرددون أن أطرافًا ليبية فاعلة وفي مقدمتها المشير حفتر قائد الجيش الليبي، لا يزال يتكتم عن حقيقة موقفه من المؤتمر. مشاركة ليبية بين الشك واليقين تحدثت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية عن إمكانية اعتذار رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر عن المشاركة في مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية المقرر في يومي 12-13 نوفمبر الجاري، مستشهدة بتصريح لبرلماني ليبي بهذا الصدد. من جانب آخر، وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، فإن السراج تلقّى مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، تناولت التحضيرات الجارية لمؤتمر باليرمو الخاص بالأزمة الليبية، موجهاً إليه الدعوة لحضور المؤتمر. وأثنى السراج على ما تبذله الحكومة الإيطالية من جهد لدعم المسار الديمقراطي في ليبيا، معبّراً عن ترحيبه بحضور المؤتمر الذي تمنّى أن يحقق نتائج إيجابية تساهم في حل الأزمة السياسية الليبية. أهداف المؤتمر قال نائب رئيس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية الايطالي لويجي دي مايو إن مؤتمر باليرمو الدولي حول ليبيا يهدف إلى رسم خريطة طريق سياسية نحو الحل الذي ترعاه الأممالمتحدة في ليبيا. وأكد دي مايو: «إننا على ثقة بأن يتمكن مؤتمر باليرمو المقرر أن تحضره الأطراف الليبية الرئيسية من «تحديد خريطة طريق متفق حولها نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا».وأضاف: «إننا لا نخلق آمالا زائفة» حول نتائج المؤتمر ، مشيرا إلى أهمية إيجاد طريق مشترك مع جميع اللاعبين في الميدان للمضي قدما إلى الخطوة التالية. أفق هذا المؤتمر أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي أن بلاده على استعداد لرعاية المصالحة والاستقرار في ليبيا، في إشارة إلى مؤتمر باليرمو الدولي. في نفس الإطار، قالت نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي، السيناتورة ستيفانيا كراكسي، إن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، يجازف بنتائج عكسية للمؤتمر المزمع عقده في باليرمو حول ليبيا، يومي الثاني عشر والثالث عشر من نوفمبر المقبل. وقالت كراكسي إن هناك مجازفة كبيرة بأن تتحول فكرة جيدة إلى نتائج عكسية، مع كل ما يترتب على ذلك من أضرار لعملية الاستقرار في ليبيا نفسها، والتي نريد أن نؤيدها، حسب قولها. وأكد المحلل السياسي محمد الهنقاري أن حشد إيطاليا لمؤتمر روما جاء «نتيجة الفشل السياسي الداخلي في ليبيا في إعادة بناء الدولة بين الأطراف المتصارعة التي ظهرت بعد الثورة الليبية ولم تستطع هذه الكيانات حل الأزمة، بل تسببت في حروب وانقسام سياسي ومؤسساتي». وأضاف «أعتقد أن هناك اتفاقا سياسيا جديدا منافسا لاتفاق الصخيرات إذا حضرت الأطراف الفاعلة المؤثرة على الأرض». ويفيد الهنقاري بأن إيطاليا تعول في مؤتمر روما على إلزام الأطراف الدولية لوقف الدعم وحث الأطراف الليبية على المشاركة السياسية لإعادة استقرار الدولة الليبية. ويشير الهنقاري إلى أن مخرجات مؤتمر باليرمو تدعم الوصول إلى مرحلة التصويت على الدستور وعقد انتخابات عام 2020 إضافة إلى معالجة الأمن ومحاربة الإرهاب. سياسي ليبي مؤتمر باليرمو صراع بين إيطالياوفرنسا لا علاقة له بحل الأزمة الليبية قال المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، إن العالم ممزق بشكل كبير، فلا يمكن أن يكون التصور الأحادي له قيمة في ظل هذه الأزمات الكبيرة والخانقة بالمنطقة، موضحاً أن مؤتمر «باليرمو» هو عبارة عن غاية واستراتيجية إيطالية خاصة لا علاقة له بحل الأزمة الليبية أو بدول الجوار، لافتًا إلى أن إيطاليا رأت أن في إطار صراعها مع فرنسا التي تتمتع بحق الفيتو بمجلس الأمن ولها صلاحيات كبيرة في ليبيا، تعود من جديد إلى مربع أصدقاء ليبيا وتعقد هذا المؤتمر. وأضاف «عقيل» في تصريح صحفي أن فرنسا ستعمل على إفشال مؤتمر «باليرمو»، كما أفشلت لها إيطاليا مؤتمر باريس، مشيراً إلى أن وتيرة الخلاف سترتفع خلال الجلسة الأولى للمؤتمر نظراً للاختلاف والتباعد الكبير بين الأطراف المتحاورة.