قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس انه «لن يتنازل في مواجهة الذين يهدفون للتخريب» وذلك في الوقت الذي دخل فيه تنظيم «داعش» الإرهابي على خط المظاهرات التي ينظمها أصحاب «السترات الصفراء». باريس (وكالات) وقال ماكرون في تصريحات للصحفيين، صباح امس الثلاثاء، إن المتظاهرين قاموا بأعمال عنف، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، مضيفا «هذا أمر غير مقبول». وأضاف الرئيس الفرنسي: «سنقف بكل حزم ضد البلطجية والهمج، الذي نفذوا الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد». ومضى بقوله: «لا أريد أن أحبط أولئك الذين شاركوا في العنف مع أولئك المواطنين الذين يريدون إيصال رسالة».واستطرد: «لكن كل احتجاجاتكم لن تجبرني على التراجع أو الاستسلام عن سياسات الطاقة التي تنتهجها الحكومة». وقال ماكرون: «لكن بكل تأكيد لا أخلط بين المواطنين ومطالبهم، وبين البلطجية من يقومون بأعمال عنف». وأضاف: «أولئك الذين اعتادوا على السياسة يتوقعون مني دوما التخلي أمام تلك الاحتجاجات، ولكن هذا هو بالضبط ما أفكر فيه، لأننا قمنا بتلك الإجراءات لحماية الشعب، فنحن لن نغير المسار الآن». وشهدت فرنسا، منذ الأسبوع الماضي، موجة غضب شعبي أسفرت عن تحركات واسعة النطاق امتدت من المدن حتى القرى الصغيرة في الأرياف، اعتراضا على غلاء المعيشة وزيادة الضرائب، وهو الأمر الذي حاولت المعارضة استغلاله بالشكل الأمثل لها. ويعارض المحتجون الضرائب التي فرضها ماكرون، العام الماضي، على الديزل والبنزين لتشجيع الناس على الانتقال إلى وسائل نقل أكثر ملاءمة للبيئة. وعلاوة على الضريبة، عرضت الحكومة حوافز لشراء سيارات كهربائية أو صديقة للبيئة. وعلى الرغم من دعوات الحكومة إلى التهدئة، امتدت احتجاجات السترات الصفراء إلى الأراضي الفرنسية في الخارج، بما في ذلك جزيرة لا ريونيون في المحيط الهندي، حيث أضرمت النار في السيارات. وقالت وزارة الداخلية، الخميس الماضي، إن الاضطرابات خلفت قتيلين و606 مصابين في البر الرئيسي الفرنسي. من جهة أخرى دخل تنظيم «داعش» الإرهابي على خط المظاهرات التي ينظمها أصحاب «السترات الصفراء»، في فرنسا منذ أيام، للاحتجاج على ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون. وتعيش عدة مدن فرنسية، لاسيما العاصمة باريس، حالة من الاستنفار بسبب هذه الاحتجاجات، التي يشارك فيها الآلاف من المواطنين. ووفق ما ذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية، امس، فإن مجموعتين تابعتين لتنظيم «داعش» الارهابي نشرتا ملصقات تحرض فيها «الذئاب المنفردة» على استغلال احتجاجات «السترات الصفراء» وتنفيذ هجمات ضد المدنيين. وجاء في إحدى الملصقات عبارة «يا أيتها الذئاب المنفردة، استغلوا الاحتجاجات في فرنسا». وضم الملصق صور العمليات التي يعتمدها «الدواعش» في هجماتهم، مثل الطعن وإطلاق النار وإشعال النيران وصدم المارة بالسيارات. وأفادت معلومات استخباراتية بأن «جماعتين مسلحتين تابعتين لداعش أصدرتا بشكل منفصل هذه الملصقات». وعبرت قوات الأمن الفرنسية، في وقت سابق، عن قلقها وخوفها من أن يتسلل متطرفون إلى المظاهرات، مما يزيد تحديات السيطرة على الجماهير. ويوم السبت الماضي، اندلعت احتجاجات عنيفة في باريس، خصوصا في شارع الشانزليزيه، الذي تحول إلى ساحة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، الأمر الذي خلف خسائر مادية كبيرة. رأي خبير الخبير في العلاقات الدولية والشؤون العسكرية، عبد الرحمان مكاوي: «أتوقع استمرار هذه الحركة، التي انطلقت دون زعامات ولا قيادات ولا عقيدة موحدة، لتتحول إلى تيار سياسي في المستقبل، مستقل عن الأحزاب السياسية في البلاد، بعدما دخلت على الخط أحزاب سياسية يمينية ويمينية متطرفة ويسارية».