ترقب العاصمة الفرنسية باريس، نهاية الأسبوع الجاري، مواجهات جديدة، بعدما هدد أصحاب "السترات الصفراء" بالتصعيد، عقب "فشل" أول لقاء لهم مع وزير البيئة، فرانسو دي روجي، مساء امس الاول الثلاثاء. باريس (وكالات) والتقى دي روجي، في حدود الساعة الثامنة مساء، بممثلي "السترات الصفراء"، الذين يحتجون على تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع الرسوم على المحروقات.وقال موقع "بي إف إم تي في" الفرنسي، إن اللقاء بين الطرفين لم ينجح في احتواء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أيام، مضيفا أن ممثلي السترات الصفراء عبروا عن استيائهم من فشل الاجتماع، كما أنهم "لم يقتنعوا بكلام الوزير". وعقب خروجهم من الاجتماع، أعلن أصحاب "الستراء الصفراء" عزمهم تنظيم مظاهرة جديدة، السبت المقبل، في العاصمة باريس. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب له يوم أمس الاول ، إنه يجب فتح حوار شامل مع كامل الأطياف الفرنسية لتوضيح أهمية الانتقال البيئي، معربا عن تفهمه لحالة الغضب لدى الفرنسيين، مشددا في الوقت ذاته على "ألا تساهل مع المخربين". واندلعت احتجاجات عنيفة في باريس، السبت الماضي في شارع الشانزليزيه، الذي تحول إلى ساحة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، الأمر الذي خلف خسائر مادية كبيرة، بعد أن خرج المواطنون في مظاهرات ضد فرض الدولة ضرائب إضافية على أسعار الوقود. ومن جهتها تحدثت وسائل إعلام فرنسية عن معلومات تفيد بأن الأمريكيين وراء الاحتجاجات، لكن "حتى الآن لا شيء يدعم هذه الادعاءات". واكدت امس تقارير اعلامية انه في فرنسا، لم يعد الحديث الآن إلا عن السترات الصفراء، وهي السترات التي يرتديها آلاف المتظاهرين ضد زيادة رسوم المحروقات.وتأتي الضربة قاسية جدا هذه المرة على فرنسا وعلى اقتصادها ككل، فالمتظاهرون أغلقوا الطرق السريعة في جميع أنحاء البلاد منذ السابع عشر من نوفمبر، ما يعني شلل العاصمة الفرنسية، وتضرر موسم الأعياد وقطاع السياحة. وأعرب تجار التجزئة الفرنسيين عن قلقهم وحذروا من أن هذه الاحتجاجات المطولة التي تهدد مبيعاتهم ووظائفهم في فترة الأعياد، إذ أشارت البيانات إلى تراجع المبيعات يوم السبت الماضي 35 %. رأي خبير المحللة الروسية ليوبوف ستيبوشوفا «إذا تذكرنا سمات احتجاجات "السترات الصفراء"، فهناك جميع علامات "الثورة الملونة": هناك رمز "لون" السترات، والحفاظ على الحشود فترة طويلة من الزمن، لأسباب واهية- رفع أسعار البنزين 2.9 سنت، الاحتجاجات مستمرة فى وسط العاصمة، وشبان يرتدون أقنعة سوداء، يخربون ويهاجمون الشرطة، وهناك دعوة لتغيير السلطة: مثل ما تردد وهو "ماكرون يجب أن يرحل».