طالب المحتجون بالعاصمة الفرنسية، امس، الرئيس إيمانويل ماكرون بالرحيل، ورفعوا شعارات مناهضة له وذلك فور وصوله وسط باريس لتفقد قوات الأمن غداة مظاهرات «السترات الصفراء» التي رافقتها أعمال عنف وشغب. باريس (وكالات) وأعلنت حركة «السترات الصفراء» أنها ستنظم يوم 8 ديسمبر موعدا جديدا لتحركها الاحتجاجي الرابع، ودعت المتضامنين معها للخروج إلى الشارع لإسقاط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وبثت وسائل إعلام فرنسية من بينها قناة «لاشين إنفو» مقاطع فيديو والمحتجون يهتفون بعبارة «ارحل ..ارحل» قرب الرئيس الفرنسي الذي وصل برفقة عدد من المسؤولين إلى منطقة «كليبر» التي شهدت أعمال شغب وعنف. كما رفع المحتجون أيضا شعارات تطالب ماكرون بالاستقالة من منصبه، لكنه استكمل جولته في «كليبر» بزيارة التجار المتضررين من مظاهرات «السترات الصفراء». ووصل الرئيس الفرنسي ظهر امس إلى ساحة النجمة وسط باريس، لتفقد منطقة قوس النصر والأضرار التي لحقت بها إثر المظاهرات، كما توجه إلى «كليبر» لتفقد وتحية قوات الأمن. وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي إلى وسط العاصمة باريس قبيل عقده «اجتماعا طارئا» بقصر الرئاسة ‹›الإليزيه›› لبحث أزمة المظاهرات مع وزير الداخلية كريستوف كاستانيه، وعدد آخر من المسؤولين. وفي ذات الإطار، أعرب رئيس كتلة حزب «فرنسا الأبية» اليساري، لوك ميلنشون، أمس، عن دهشته من مطالبة محتجين برحيل الرئيس قائلا لشبكة «بي.إف.إم» الفرنسية إنه كان «من النادر للغاية المطالبة برحيل رئيس في فرنسا، فهذا ليس شائعا». وفي وقت سابق من نهار امس، قال وزير الداخلية الفرنسي، في تصريحات تليفزيونية، إن الحكومة تدرس «فرض حالة الطوارئ» على خلفية أحداث العنف التي شهدتها باريس اول امس؛ وأسفرت عن إصابة 133 شخصا من بينهم 23 من قوات الأمن، وتوقيف 412 آخرين تم احتجاز 378 منهم. وفي السياق ذاته قال المدعي العام الفرنسي، امس الأحد، إن أحد المحتجين من السترات الصفر قتل في منطقة «آرل». وقال بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، امس الأحد، إن البلاد ستدرس فرض حالة الطوارئ للحيلولة دون تكرار أسوأ أحداث شغب منذ سنوات، مشيرا إلى أنه رغم انفتاح الحكومة على الحوار إلا أنها لن تحيد عن سياساتها. من جهة أخرى انتهى اجتماع خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة الفرنسية على إثر الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ أيام، دون الإعلان عن أي نتائج، الأمر الذي يبقي الأزمة بين الحكومة والمحتجين معلقة. وضم الاجتماع، الذي ترأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه الرئاسي بباريس، رئيس الوزراء إدوار فيليب ووزير الداخلية كريستوف كاستان، ووزير البيئة فرانسوا دي روغي، المسؤول عن النقل والطاقة. وأكد مصدر في الإليزيه أن الرئيس الفرنسي لم يناقش فرض حالة الطوارئ خلال اجتماع الأزمة في باريس، وفق ما نقلت «رويترز». وكان الرئيس الفرنسي قد قال في مؤتمر صحفي ببوينس آيرس حيث كان يحضر قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، إن الاحتجاجات العنيفة والتخريب في باريس «لا علاقة لها على الاطلاق بالمظاهرات السلمية لعدم الرضا أو السخط». ويرى ماكرون أنه «لا توجد قضية تبرر تعرض قوات الأمن للهجوم أو نهب المتاجر أو المباني العامة أو الخاصة التي تشتعل فيها النيران أو المارة أو الصحفيين»، مستنكرا ما تعرضت له المنطقة المحيطة ب"قوس النصر". وشدد ماكرون على أنه «سيتم التعرف على المسؤولين عن الحادث وأخذهم إلى المحكمة». رأي خبير خبير الشؤون الدولية سعيد اللاوندي: «لا يوجد أوجه شبه بين مظاهرات 1968 الطلابية وأعمال العنف التي تجري الآن، فهذا الأسلوب الهمجي الذي يتبعه البعض -وأسماهم ماكرون مخربين- لم يكن موجودًا في مظاهرات 1968 التي أدت لانتخابات برلمانية جديدة».