يقال أن أقرب طريق لقلب الرجل معدته لكن نسبة غير قليلة من بنات اليوم لا يحذقن الطبخ ويقتصر تواجدهن في المطبخ على بعض المناسبات. كثيرات هن من يرسمن قطيعة مع الطبخ اما لدوافع نفسية مثل ألفة (25 سنة) التي تقر أنها قررت الابتعاد عن المطبخ لأنها كانت كلما جهزت أكلة وإلا كان أخوها الأكبر ياتبها ويسخر منها تقول ؛ «صحيح أنني لم أكن صنافة ولكنني أحذق الطبخ ولكن هذه الأكلات التي أقضي في طبخها ساعات طوال لم تعجب أخي الأكبر الذي يحظى بسلطة لأب لذلك قررت أن ابتعد عن المطبخ وأن اكتفي بمد يد المساعدة في التنظيف وغسل أواني الطبخ». وتبدو التغيرات التي مست نمط حياة المجتمع من خروج المرأة للعمل والدراسة من بين الأسباب الأساسية التي قلصت من فرص تواجدها بالمطبخ وهو ما تؤكده الآنسة مريم (طالبة) اذ تقول : «أعتقد أنه توجد الكثير من الفتيات ممن لا يقدرن على طبخ حتى أبسط الاكلات حتى ولو تعلق الأمر بقلي بيضة وهذه الظاهرة تبرز عند الفتاة الصغرى لأنها غالبا ما تتعمد للخمول والكسل والتملص من المسؤوليات بل تعمد إلى البقاء بالمعهد أو بالكلية لساعات طويلة وتفضل أسوار المعهد والجامعة على العودة للمنزل والقيام بشؤونه التي منها الطبخ». **الاكلات الجاهزة الآنسة درة (طالبة بمعهد الصحافة) آخر ما تفكر فيه عندما تكون بالبيت هو دخول المطبخ تقول «أفراد العائلة وخاصة أمي تحرص على تحضير كل شيء ومثل هذه العادة جعلتني لا أميل للتواجد بالمطبخ إلا من أجل تحضير بعض الاكلات «الخفيفة» أما عن باقي الفتايات اللاتي يجهلن فنون الطبخ أعتقد أن تغير عاداتنا الغذائية وغرق السوق بالمأكولات الجاهزة وفرت حلول سهلة للأسرة خاصة كل أفرادها يعملون طيلة اليوم لا يجدون وقتا للقيام ببعض الشؤون المنزلية». ومثل هذا الرأي تقره حنان (عاملة بمخبر صور) : «الزوج والزوجة يعملان طيلة ساعات اليوم والعائلة التونسية بصفة عامة لم تعد تحرص على تحضير أكلات الأجداد إلا في المناسبات القليلة واقتصر استهلاكهم على الأكلات السريعة لكن اعتقد أنه من الضروري التنبيه الى أن اللاتي لا تحذقن الطبخ نسبة قليلة». **لا مفر لكن للأسف من بين هذه النسبة القليلة من الفتيات من يعمدن للتفاخر بكونهن لا يحذقن الطبخ لكن هذا التفاخر قد ينقلب إلى شجن وحيرة عند الزواج باعتبار أن الطريق الى قلب الرجل معدته تقول الطالبة قمر الحاج حسين : «العزوف عن تعلم أصول الطبخ وحذق فنونه قد يكلف الفتاة غالبا بعد الزواج لأنه من المفروض أن يجد الرجل في زواجه راحة البال والاستقرار» والى هذا فإن الطالبة الهمامي تذهب الى حد اعتبار أن السعادة الزوجية توجد في المطبخ «دراستي في الجامعة لم تمنعني من الحرص على التواجد مع أمي في المطبخ وأخذ عنها فنون الطبخ والعناية بالمطبخ... أحذق طبخ كل الأكلات وتحضير الخبز «العربي» ان لزم الأمر لأنني أعتبر أنه جانب من مهامي ومسؤولياتي وواجبي كامرأة... أكثر من هذا أعتقد أن أي امرأة متزوجة لا تحذق الطبخ ولا تحذق ادارة شؤون بيتها بحاجة الى مراجعة نفسها»! * رضا بركة