بَعد الزّعامة الافريقية، ظهر الترجي الرياضي البَارحة في الساحة العالمية وقد كانت الآمال عريضة ليذهب سفير الكرة التونسية بعيدا في هذه المسابقة الدولية خاصّة أن فريق الشعباني وجد في طريقه مُنافسا عاديا وليس من «العَمالقة». والكلام عن العَين التي غَرقت فيها الأحلام الترجية في لمح البصر وأمام ذهول الجمهور الذي لم يستوعب الانهيار الغَريب لنادي «باب سويقة». الترجي انهزم بثلاثية كَاملة وأظهر أنه بَعيد عن المُستويات العالمية دون أن يَصطدم ب»ريفر بلايت» والريال. بالتشكيلة المُتوقّعة لم تُخالف خَيارات الشعباني التوقّعات بما أن مدرب الترجي الرياضي راهن على تشكيلة ترتكز على التوازن وهو عنصر تجسّم على أرض الواقع من خلال التعويل على «كوليبالي» و»كوم» والشعلالي في وسط الميدان حتّى تكون التغطية أكثر فاعلية. بداية سَيئة لم يُحسن الترجي الرياضي التَعامل مع اللّحظات الأولى من اللقاء ولاحَ الارتباك على أداء اللاعبين رغم أن بعضهم من الخُبراء بأجواء العالمية كما هو شأن شمّام وبن شريفية والدربالي. وقد استغلّ المحليون الموقف وباغتوا الترجيين بهدف منذ الدقيقة الثانية وذلك عن طريق محمّد أحمد. واستثمر فريق العَين الإماراتي سِلاح الكرات الثابتة للتّقدم في النتيجة وأظهر الأشقاء «ذكاءً خَارقا» في التعامل مع تنفيذ الركنية حيث تمّ إجبار لاعبي الترجي إلى التمركز على مسافة قصيرة من الخط النهائي للمرمى مع «تَثبيت» بن شريفية في مكانه ليصعد محمّد أحمد فوق الجميع ويُغالط حارس الترجي. ضعف فادح في الوقت الذي كان فيه الترجي يُحاول الاستفاقة من صَدمة الهدف المُبكّر استفاد المصري حسين الشحات من مهارته العالية ليُغالط معز بن شريفية بطريقة فَنية تؤكد المَخزون الكروي الكبير لهذا اللاعب وتُثبت هذه العَملية أيضا الثغرات الدفاعية الجَسيمة في دفاع الترجيين. الهدف الثاني للعَين جاء في الدقيقة 16 وقد سبقته مُخالفة واضحة للترجيين غير أن الحكم الأمريكي «أنتونيو ماروفو» احتسب الهدف. دون المأمول كان الترجي بَعيدا عن مُستواه في الشَوط الأوّل من لقاء العَين وقد صنع سفير الكرة التونسية بعض الفرص التهديفية لكنها افتقرت إلى النجاعة. وجاءت أبرز الفُرص الترجية عن طريق «فوسيني كوليبالي» من خلال رأسية في الدقيقة 13 وغيلان الشعلالي عبر توزيعة في شكل تسديدة اصطدمت بالعارضة في الدقيقة 21. وحاول يوسف البلايلي وطه ياسين الخنيسي من جانبهما فكّ شَفرات الدفاع الإماراتي لكن دون جدوى. تحوير في ظلّ المردود المتواضع للترجي اختار معين الشعباني أن يقوم بتحوير فني أملا في تحسين الأداء وإحياء حلم المربع الذهبي. وقد سحب معين الشعباني غيلان الشعلالي من التشكيلة ليقحم محمّد أمين المسكيني. هجوم العين لا يَرحم في الدقيقة 60 اخترق المحليون دفاع الترجيين ونَجحوا في اضافة الهدف الثالث والذي بدّد الأحلام التونسية. وقد صنع البرازيلي «لوكاس فرنانديز» الهدف الإماراتي بعد أن منح زميله بندر محمّد تمريرة ذكية ليتمكّن هذا الأخير من هزّ شباك معز بن شريفية وسط تفرّج مدافعي الترجي الرياضي. وقد أظهر هُجوم العَين مرّة أخرى أنه لا «يَرحم» بما أنه كان قد قلب الطاولة على النيوزلنديين وسجّل ثلاثة أهداف كاملة بعد أن توهّم خَصمه بأنّه حسم بطاقة العبور بما أنه كان مُتقدّما بثلاثية نظيفة. (اللّقاء حسمه العَين بركلات التَرجيح). لقطة مجانية قام المصري حسين الشحات بلقطة استفزازية ومجانية وذلك بإشارة يدوية تؤكد تقدم ناديه بثلاثية وقد تسببت هذه الحادثة في تشنج كبير في صفوف لاعبي الترجي.