«يُوصلْ للعينْ ما يُشربشْ». كَلام من ذهب نطق به الأجداد ويَنطبق تماما على مُغامرة الترجيين في مونديال الإماراتيين الذين وجّهوا لنا لكمة قَوية لنعود إلى أحجامنا الحقيقية ولنستفيق من بُطولاتنا الوَهمية. هذه البُطولات «الدينكوشيتية» التي أوهمت معلول ومن بَعده الشعباني بأن الكرة التونسية بَلغت المُستويات العالمية وتجلس في أعلى نقطة من مباني «بروكسال» و»برج خَليفة» الشّاهد على «غَرق» شيخ الأندية في «العَين» الإماراتية التي كانت مياهها سَاخنة ولا دَواء من آثار «حُروقها» حتّى لو رابطنا صباحا مساءً في «العُيون» الاستشفائية لمدينة قربص المُعلّقة بين البحر والجبل. لقد سَوّلت لنا النّفس الكذّابة و»العَين» الخدّاعة بأنّنا نقف على نفس الخطّ مع أنقلترا وبلجيكا وريفر بلايت والريال قبل أن نَنهض على كَوابيس مُزعجة آخرها التي عَاشتها الجماهير الترجية الزاحفة إلى دولة الإمارات نُصرة لسفير تونس في كأس العالم للأندية. خَسارة الترجي كانت مُوجعة ومُخجلة لأنّ الفريق ذهب إلى الإمارات العربية وهو في كَامل أناقته بحثا عن الأمجاد العَالمية بعد أن يَضرب موعدا مع ريفربلايت الأرجنتيتي في المُربّع الذهبي غير أن سفن مُعين تحطّمت في مياه «العَين» ليكتفي سفير الكرة التونسية ب»الخلاعة» في «برج خليفة» وسط حَسرة الجماهير التي ضحّت بالغالي من أجل رفع الراية الوطنية في قلب المُونديال. الوجيعة الترجية كانت كبيرة لأن الهزيمة لم تكن بفعل «عَين الحسود» أوظلم الحكم وتَعطّل «الفَار» كما حصل في برج العرب وإنّما جاء الانهيار للضّعف الواضح والفَادح على كلّ المستويات التكتيكية والبدنية والذهنية حتى أنّه يُخيّل إليك بأن العُنصر الوحيد الذي كان حاضرا في ميدان «هزاع بن زايد» هو الجمهور العزيز الغالي الذي كان فِعلا الشّمعة المضيئة أملا وبهجة في تلك الليلة الظلماء والتي تُذكّرنا ب»الكفّ» البلجيكي على خدّ معلول البَاكي يومها على مَجدٍ «لم يُحافظ عليه كالأبطال». وقد كانت هذه «الطّريحة» أشدّ قَسوة ومَرارة على الترجيين في ظل سُخرية الصّحافة العَالمية و»شَماتة» البعض من أبناء البلد الذي بان بالكَاشف أنه غَارق في «عُيون» التَعصّب الذي كان من المفروض أن يكون لجهة واحدة وهي تونس التي تَذوب تحت رايتها كلّ الألوان. وبالعودة إلى حِكم الأوّلينْ و»ناس بِكري» يقول الأجداد: «اللّوم بعد القضاء بدعة». وهذا القول هو شِعار الترجي في «يوم الوَداع» للمُونديال الإماراتي. لقد أصبحت الهزيمة القاسية على يد العَين الإماراتية أمرا مَقضيا وما على فريق الشعباني سوى ردّ الاعتبار وحفظ ماء الوجه من بوّابة المباراة الترتيبية التي ستجمعنا اليوم ب»غَوادالاخارا» المكسيكي المُنهار بدوره على يد الحَاسوب اليَاباني الذي استثمر ثَقافة الانضباط والعَمل ليُواجه الريال دون انهزامية وبمنأى أيضا عن الغُرور وهو كَاسر للظّهر. الترجي سَيُطارد اليوم الفوز لإقتلاع المركز الخَامس وذلك أضعف الإيمان لمسح دُموع المحبين الذين عاشوا ليلة حزينة أمام العَين ولن يَقبلوا بحلقة جديدة من «الخِذلان» في مُسلسل المُونديال المَختوم بمواجهة المكسيكيين الذين كانوا قد أغرقوا التلفزات التونسية بمنتوجاتهم الدرامية قبل أن يَأتي زَمن الأتراك و»حَريم السّلطان». والكلام طبعا عن السّلطان سليمان وليس عن حَاكم الكرة التونسية الذي يسير بنا نحو الهَاوية في الوقت الذي تُناشده الجمعيات قائلة: «أنت أولا أحد». البرنامج كأس العالم للأندية في الإمارات اللّقاء الترتيبي من أجل المركزين الخامس والسادس في ملعب هزاع بن زايد (س14 و30 دق): ديبورتيفو غوادالاخارا المكسيكي - الترجي الرياضي (الحكم النيوزلندي ماتيو كونجر) اللّقاء الأوّل من الدّور نصف النهائي في ملعب هزاع بن زايد (س17 و30 دق) العين الإماراتي - ريفر بلايت الأرجنتيني غوادالاخارا المكسيكي منافس الترجي اليوم فسيفساء من الجنسيات ومستوى متواضع في البطولة المحلّية يواجه الترجي التونسي نادي ديبورتيفو غوادالاخار المكسيكي اليوم الثلاثاء في مباراة تحديد صاحبي المركز الخامس والسادس في كأس العالم للأندية. وقد توج هذا الفريق بالثنائي خلال الموسم الأخير بعد فوزه ببطولة الكلوزورا وكأس المكسيك. ويشرف على تدريبه خوزي كارادوزو اللاعب الأسبق لمنتخب الباراغواي. كما يحتل المركز 11 في النسخة الجديدة من الدوري المكسيكي برصيد 20 نقطة من 5 انتصارات و5 تعادلات و7 هزائم. ويضم في صفوفه 3 لاعبين يمتلكون الجنسية المزدوجة الأمريكيةوالمكسيكية وهم إيزاك بروزولا و أليخاندرو زينديخاس و ميغال بونسي ولاعب وحيد ذي جنسية مزدوجة مكسيكية وهولندية وهو خوزي فان رينكن. وتبلغ القيمة السوقية لمجمل لاعبيه مبلغ 35.8 مليون أورو وفقا لأرقام موقع «هوسكورد».