أثارت فضيحة الجاسوس الإسرائيلي في وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاغون) لورانس فرانكلين، الذي مرر معلومات سرية للغاية حول خطط البيت الأبيض لزعزعة استقرار إيران إلى الحكومة الإسرائيلية عبر عملائها في منظمة اللوبي اليهودي «إيباك»، انزعاج جماعة إسرائيل في الكونغرس حيث يطالبون الرئيس الأمريكي جورج بوش للتدخل لوقف التحقيقات الخاصة بالقضية. فقد دعا العضو الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية فلوريدا، روبرت ويكسلر الرئيس بوش إلى فتح تحقيق مع ديفيد سزادي، مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (لإف بي آي) لمكافحة التجسس الذي يقود التحقيق مع إيباك، حيث اتهمه بأنه يستهدف في تحقيقاته الموظفين اليهود في تحقيقات سابقة. وقال ويكسلر في رسالته إلى بوش أنه «في ضوء الحقيقة القائلة أنه لم تظهر على السطح أي معلومات لتأكيد الاتهامات ذات الصفة الإجرامية على مستوى عال ضد إيباك فإنني مندهش للطريقة التي عالجت فيها أنت وحكومتك هذه القضية،» غير أن تحقيقات ال إف بي آي المستمرة حول فضيحة التجسس تتجاوز كثيرا المزاعم بأن محللا واحدا كان يقدم لإسرائيل أسرارا أمريكية، وأن هناك عميلا إسرائيليا كبيرا في واشنطن هو الذي ينسق التجسس لصالح إسرائيل. وذكرت مجلة جينس المتخصصة بالشؤون الأمنية والعسكرية، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جورج تينيت ذكر في مجالسه الخاصة في شهر جوان الماضي، قبل وقت قصير من تقاعده بأن عميلا إسرائيليا يعمل في واشنطن، غير أنه لأسباب لم يجر توضيحها رفض تينيت كشف صفة هذا العميل. وطيلة سنوات ومكتب التحقيقات الفدرالي مقتنع بأن هناك جاسوسا إسرائيليا واحدا على مستوى عال، على الأقل يعمل في واشنطن. وأكدت رواية تينيت القلق المتزايد في بعض دوائر واشنطن عن النفوذ الذي يتمتع به الجناح الأكثر تطرفا في تكتل الليكود اليميني الإسرائيلي في حكومة بوش من خلال مجموعة المحافظين الجدد المؤيدين لليكود والذين يتخندقون بشكل أساسي في البنتاغون ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني وفي منظمة «إيباك» ومؤسستها الفكرية المعروفة باسم معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. ويذكر أن جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي (الموساد) يسعى إلى تجنيد اليهود في العالم كعملاء غير رسميين والذين يطلق عليهم في العبرية «سييانيم» أو «المساعدون». وقد استغل ويكسلر نفي الحكومة الإسرائيلية وإيباك أي تورط لهما في فضيحة جاسوس البنتاغون، لكي يحث بوش في رسالته «على اتخاذ إجراء فوري لإصلاح الظروف التي تجاوزت حدود العقل والاعتدال والتي تحيط بالتحقيق مع إيباك،» بما يشمل ما أسماه «إنهاء التسريبات الصحفية الرديئة جدا من الحكومة وتزويد الكونغرس بمعلومات إضافية عن القضية.» وقال ويكسلر أنه ينبغي على بوش ان يقرر ما إذا كان سزادي استهدف بصورة غير منصفة اليهود، وأنه إذا كان الأمر كذلك يجب إزاحته من القضية وطرده من منصبه. ويذكر أن المخابرات الإسرائيلية كانت ولا تزال تتجسس على الولاياتالمتحدة وتدير عمليات سرية منذ إقامة الكيان الصهيوني قبل أكثر من خمسين عاما. وهذه العمليات تتراوح ما بين تخصيب نحو 200 رطل من اليورانيوم لصناعة أسلحة نووية في الستينات من القرن الماضي إلى عمليات تجسس صناعي على نطاق واسع. ومعظم عمليات التجسس هذه قام بها مكتب الارتباط العلمي السري الذي تديره وزارة الحرب الإسرائيلية الذي يطلق عليه في العبرية اسم «لاكام»، والجهاز الذي أقيم ليخلفه والمعروف على نطاق ضيق الذي يدعى «مالماب» هو «السلطة الأمنية لوزارة الدفاع» الإسرائيلية.